التهاب المفاصل الفيروسي هو عبارة عن حالة التهابية حادة في مفصل أو مفاصل عديدة، تلي مرض فيروسي، يمكن أن تصيب أي شخص في أي عمر، تترافق مع أعراض أخرى غير مفصلية.
فيروسات عديدة يمكن لها أن تسبب هذا النوع من الالتهاب المفصلي، لكن هل التهاب المفاصل الفيروسي حالة خطيرة؟ وتدل على سوء الحالة الصحية للمريض؟ وتكاثر غير طبيعي للفيروسات بالجسم؟ تابع معنا لتعرف أكثر عن أعراضه وتدبيره.
لمحة عن التهاب المفاصل الفيروسي
التهاب المفاصل الفيروسي هو أحد أنواع مرض التهاب المفاصل العدوائي الذي قد ينجم عن التعرض لأحد أنماط الجراثيم أو الفيروسات أو الفطور.
يشكل الالتهاب الفيروسي في المفصل viral arthritis حوالي 1% من جميع التهابات المفاصل الحادة، لكن يكون أشيع عند البالغين في المناطق الموبوءة بالفيروسات، حيث يصيب البالغين بشكل أكبر من الأطفال.
يحدث مرض التهاب المفصل الفيروسي بسرعة ويستمر لساعات أو أيام، حيث يحصل تورم مع التهاب في مفاصل الجسم المصاب، وهو ليس بمرض مزمن.
الآلية الإمراضية لالتهاب المفاصل الفيروسي
يمكن للفيروسات أن تؤهب مرض أو عدوى وأن تساهم كذلك في حدوث أمراض الجهاز الهيكلي، حصول الإصابات الفيروسية مرتبطة بعوامل تتعلق بالمريض مثل العمر والجنس والمناعة الطبيعية للإنسان، وعوامل أخرى مرتبطة بالفيروس تتضمن مدى تكاثر الفيروس إضافة إلى القدرة على استمراره بأنسجة الإنسان وإمكانية إحداث أذيات فيها وتأثير المستضدات المناعية عند الإنسان على الفيروس.
تفعيل مناعة الجسم ضد الفيروس يؤدي إلى ترسب المعقدات المناعية في المواقع الفيروسية، بحيث يمكن أن تترسب في المفاصل، التي هي مكان التقاء عظمين أو التقاء عظم مع غضروف أو اتصال بين غضروفين، ويؤدي هذا الترسب إلى ظهور أعراض التهاب مفاصل فيروسي.
الفيروسات التي تسبب التهاب المفاصل الفيروسي
يوجد عدة أنواع من الفيروسات التي يمكنها أن تحدث التهاباً بالمفاصل، تتضمن:
- البارفوفيروس 19: أكثر الفيروسات المسببة لالتهاب المفاصل، تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي والدموي.
- التهاب الكبد الفيروسي viral hepatitis أنواع A B C.
- فيروس الحصبة الألمانية: ينتقل بالطريق الأنفي البلعومي.
- فيروس كورونا Covid 19.
- فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز): ينتقل بالطريق الدموي أو بسبب عدوى بالطريق الجنسي.
- فيروسات ألفا.
عوامل الخطورة للإصابة بالتهاب المفاصل الفيروسي
يمكن لأي شخص أن يصاب بالتهاب المفاصل الفيروسي، لكن للعوامل التالية دور مضاعف بحدوث الإصابة
- تعدد الشركاء الجنسيين.
- التواجد بمناطق موبوءة بالفيروسات المحرضة على التهاب المفصل الفيروسي.
- الأطباء والممرضين العاملين بقطاعات الصحة وفي المستشفيات.
- استعمال المحاقن الوريدية بشكل مستمر، مثل مرضى القصور الكلوي الخاضعين لجلسات غسيل كلوي متكرر.
- المرضى المصابون بداء السكري.
- الأشخاص الذين أجروا عملية تركيب مفاصل اصطناعية.
أعراض التهاب المفاصل الفيروسي
تنجم أعراض التهاب مفاصل الجسم نتيجة العدوى الفيروسية، فتختلف باختلاف النوع الفيروسي المسبب، لكن معظم الأعراض تتضمن العلامات التالية:
- ألم في المفصل، أو آلام في مفاصل كثيرة
- تيبس بالمفاصل خصوصاً في الصباح بعد الاستيقاظ
- صعوبة بالحركة، مع عدم القدرة على أداء المهام اليومية بشكل مريح
- طفح في الجلد
- ارتفاع في حرارة الجسم
- التهاب الملتحمة (احمرار بالعين)
- تضخم العقد اللمفاوية
- تورم وتهيج بالمفصل المصاب
التشاخيص التفريقية لالتهاب المفاصل الفيروسي
تتشابه أعراض هذا المرض مع حالات وأمراض أخرى نذكر منها
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- الذئبة الحمامية الجهازية
- التهاب الفقار اللاصق
- داء لايم
- متلازمة شوغرن
- التهاب المفاصل الصدفي
تشخيص التهاب المفاصل الفيروسي
يتضمن التشخيص الخطوات التالية:
الفحص السريري
يتضمن أخذ التاريخ المرضي للمريض، والاستفسار عن عاداته اليومية، وإذا ما كان في مناطق موبوءة، كما يتم سؤاله عن وجود أمراض حالية لديه، مع ملاحظة التغييرات المرضية في الجسم مثل الطفح الجلدي الذي يشير إلى الإصابة بالحصبة الألمانية والتهاب أو ضخامة بالنكاف الذي يرجح الإصابة بفيروس النكاف، مع الاستفسار عن اللقاحات التي تم أخذها مؤخراً، ثم يتم الانتقال لفحص المفاصل التي يعاني منها المريض ورؤية التورم والاحمرار بالمفاصل وفحص حركة المفصل المصاب وقوة العضلات حوله.
الدراسات المصلية للفيروسات
تتضمن أخذ عينة من دم الشخص المريض وإجراء فحوصات مخبرية، إيجابيتها تتضمن إيجابية الأجسام المضادة، مما يعني تفعيل مناعة الجسم ضد الفيروس، تتضمن الأجسام المضادة كل من IgM وIgG، المستضد IgM تدل على أن الإصابة حديثة (في الطور الحاد)، تعاد الفحوصات المصلية بعد 2 إلى 3 أسابيع لتقييم فعالية المعالجة.
فحوصات أخرى
تساعد على تقييم الحالة العامة للمريض، ونفي الأسباب الأخرى للالتهاب، فتتضمن تعداد دم كامل، تعداد الكريات البيض، قياس بروتين C الفعال، فحوصات العامل الروماتويدي (الروماتيزمي)، اختبارات وظائف الكبد، كما تُجرى اختبارات الأضداد لفيروسات التهاب الكبد، والبارفوفيروس 19.
علاج التهاب المفاصل الفيروسي
يتنوع علاج هذا الالتهاب على حسب نوع الفيروس المسبب، لكن بالنسبة لتدبير المشاكل المفصلية فأغلب التهابات المفاصل الفيروسية تُشفى تلقائياً، التدبير يكون هدفه التقليل من الألم والالتهاب والحد من شدة الأعراض وذلك عن طريق مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs والمسكنات الأخرى، إعادة التأهيل الفيزيائي في حال أذية المفصل الشديدة، أما في حال الإصابة بفيروس التهاب الكبد B أو C أو الإصابة بالإيدز فيهدف علاج هذه الحالات للسيطرة على الأعراض الجانبية الأخرى لهذه الفيروسات أو العلاج بمضادات الفيروسات القهرقرية لمرضى الإيدز.
لا يتم عادة اللجوء إلى العلاج الجراحي في حالة التهاب المفاصل الفيروسي، يفيد العلاج بإعادة التأهيل الفيزيائي في حالات ضعف العضلات الناتجة عن عدم قدرة المصاب على الحركة جراء التهاب المفاصل الحاصل.
الوقاية من التهاب المفاصل الفيروسي
يوجد مجموعة من التعليمات التي تقي من الخمج بالفيروسات، تشمل:
- أخذ اللقاحات ضد فيروسات التهاب الكبد وضد فيروسات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).
- تناول طعام صحي ونظيف، والابتعاد عن شرب المياه الملوثة.
- ممارسة الجنس الآمن مع شركاء صحيين.
ختاماً التهابات المفاصل الفيروسي viral arthritis مرض دائماً ما يلي إصابة أو عدوى فيروسية، أنماط فيروسية كثيرة يمكن أن تسببه أشيعها البارفوفيروس 19، يبقى لأيام أو أسابيع، يمكن تشخيص الالتهاب الفيروسي في المفصل عن طريق الفحوص المصلية، وتكون الإصابة ذاتية الشفاء.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
الأعراض الأساسية في التهاب المفاصل هي الألم في المناطق المفصلية (مناطق التقاء العظام)، إضافة إلى التورم والتيبس والاحمرار الحاصل فيها، التهاب المفاصل الفيروسي تسبقه أعراض الالتهاب الفيروسي من سعال وإسهال على حسب نوع الفيروس المسبب.
الأدوية المضادة للفيروسات تعمل على محاربة الانتشار الفيروسي بالجسم وتساهم بالقضاء عليه، لكن بعض أنواع الفيروسات مثل الإيدز وفيروس التهاب الكبد B الإصابة فيها مزمنة، وعلاجها بتخفيف الأعراض.
علاج الالتهاب الجرثومي يكون بإعطاء المضادات الحيوية، يوجد أنماط كثيرة من الجراثيم تسبب العدوى، ولكل جرثوم مضاده الحيوي المناسب، أما التهاب المفاصل الفيروسي فيكون الفيروس هو المسبب الرئيسي له، ولا يفيد فيه إعطاء المضادات الحيوية.
بالأنواع الفيروسية الخفيفة يستمر المرض مدة أسبوع أو أسبوعين، أما الفيروسات التي تسبب عدوى مزمنة فلا يحصل فيها شفاء تام، ويتم فيها التعايش مع المرض.
مضادات الالتهاب اللاستيروئدية تعتبر خيار علاجي جيد، يمكن أن يصف الطبيب لك مرهم لالتهاب المفاصل يساعد على التخفيف من الالتهاب.