صورة غلاف لمقالة التهاب أوتار الرقبة: أعراضه وعلاجه

التهاب أوتار الرقبة؛ أعراضه وعلاجه

ما هو التهاب أوتار الرقبة؟

التهاب أوتار الرقبة (Neck Tendonitis) هو حالة التهابية تصيب الأوتار التي تربط عضلات الرقبة بالعظام، ما يؤدي إلى ألم في العنق قد يمتد إلى الكتفين ويحدّ من حركة الرقبة. يُعدّ هذا الالتهاب من الحالات الشائعة الناتجة غالباً عن الوضعيات غير الصحية أثناء العمل أو النوم.

أهمية التعرف على التهاب أوتار العنق

تكمن خطورة التهاب أوتار العنق في إمكانية تحوله إلى حالة مزمنة، وقد يسبب تمزق الوتر أو تندبه في حال إهمال العلاج، مما يؤثر على قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية. لذا، فإن التشخيص المبكر وبدء العلاج المناسب أمران في غاية الأهمية.

نلاحظ في الصورة ارتكاز وتر العضلة على العظم بما يسمى بالمرتكز العظمي
الوتر ومرتكزه العظمي

تشريح أوتار الرقبة ووظيفتها

الأوتار هي أنسجة ليفية قوية تربط العضلات بالعظام، وتسمح بنقل القوة الناتجة عن تقلص العضلات لتحريك المفاصل. وتُقسم أوتار الرقبة إلى:

  • أوتار الرقبة الأمامية: مثل وتر العضلة القترائية، والعضلات القصية اللامية والكتفية اللامية.
  • أوتار الرقبة الخلفية: تشمل أوتار العضلة شبه المنحرفة، والعضلة القذالية، والرأسية الطحالية.

تغلف هذه الأوتار أغمدة رقيقة تساعدها على الانزلاق أثناء الحركة.

أسباب التهاب أوتار الرقبة

1. الوضعيات الخاطئة

تُعد من أهم الأسباب، خصوصاً الجلوس أمام الحاسوب لفترات طويلة مع انحناء الرأس للأمام.

صورة توضح تأثير الوضعية الخاطئة للرقبة على الأوتار من خلال انحناء الرأس للأمام لفترة طويلة مما يسبب إجهاد الأوتار
الوضعية الخاطئة للرقبة تسبب ضغطاً إضافياً على الأوتار

2. الإجهاد المتكرر

كالاستخدام المكثف للكمبيوتر أو الهاتف المحمول أو القيادة الطويلة.

صورة توضح حدوث التواء الرقبة (المصع) عند المريض وذلك بحدوث فرط انبساط (للخلف) وفرط ثني (للأمام)
التواء الرقبة (المصع)

3. وضعية النوم غير الصحيحة

مثل النوم على البطن أو استخدام وسادة مرتفعة جداً أو منخفضة جداً.

4. الصدمات والرضوض

كحوادث السيارات التي تؤدي إلى ما يُعرف بـ “التواء الرقبة” أو المصع (Whiplash Injury).

5. الأمراض المزمنة

مثل: الروماتويد، النقرس، أمراض الكلى، واضطرابات الدم التي تؤثر على الأوتار والمفاصل.

أعراض التهاب أوتار الرقبة

  • ألم حاد أو مزمن في الرقبة، يزداد مع الحركة أو الضغط على الوتر.
  • تصلب الرقبة وصعوبة في تحريك الرأس.
  • ألم ينتشر إلى الكتف أو أعلى الظهر.
  • تورم واحمرار موضعي في الرقبة.
  • صدور صوت صرير أو احتكاك أثناء تحريك العنق.
  • حساسية عند لمس الرقبة (مضض موضعي).

تشخيص التهاب أوتار الرقبة

يتم التشخيص عادة عبر الفحص السريري، وقد يطلب الطبيب بعض الفحوص التصويرية في حال وجود شك بوجود تمزق أو حالات أخرى مشابهة:

  • صورة شعاعية بسيطة (X-Ray)
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Ultrasound)
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

علاج التهاب أوتار الرقبة

1. العلاج المنزلي

  • الراحة وتجنب الإجهاد: أهم خطوة في العلاج.
  • الكمادات الباردة: توضع على الرقبة لتقليل الالتهاب والتورم.
  • المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين أو الديكلوفيناك.

تتحسن معظم الحالات خلال أيام إلى أسابيع قليلة إذا التُزِم بالراحة والتدابير البسيطة.

2. العلاج الطبيعي (الفيزيائي)

يهدف إلى:

  • تقوية عضلات وأوتار الرقبة
  • استعادة مرونة الرقبة وحركتها الطبيعية
  • تقليل التوتر العضلي
صورة توضح تمارين العلاج الفيزيائي التي يمكن القيام بها لتدبير التهاب أوتار الرقبة، وتشمل التمارين حركة انبساط للرقبة (للخلف) وحركة ثني (للأمام) وإمالة الرأس لليمين واليسار
تمارين العلاج الفيزيائي لالتهاب أوتار الرقبة

تقنيات العلاج الفيزيائي تشمل:

نوع التقنيةالفائدة
التمارين الموجهةتقوية وتمطيط العضلات والأوتار
العلاج اليدويتخفيف التشنج وتحسين المرونة
التحفيز الكهربائيتقليل الألم وتحفيز الدورة الدموية
الليزر العلاجيتسريع التئام الأنسجة
الحرارة والثلجتخفيف الالتهاب والألم
طرق علاج التهاب أوتار الرقبة

3. العلاج بالإبر الجافة

يُجرى بإدخال إبر دقيقة في نقاط معينة لتحفيز شفاء الأوتار وتقليل الألم. يُعد فعالاً في حالات الالتهاب المزمن.

صورة توضح استعمال الإبر الجافة في العلاج وذلك بغرس الإبر بالأوتار المصابة بهدف تحفيزها
الإبر الجافة

4. العلاج بالأمواج فوق الصوتية التداخلية

يُستخدم لإزالة التندب من الأوتار المصابة من خلال إجراء طفيف التوغل (Minimally Invasive).

5. العلاج الجراحي

يُجرى في حالات:

  • تمزق الأوتار بالكامل
  • انفصال الأوتار عن العظم
  • فشل الطرق غير الجراحية

يتم خلاله:

  • خياطة الوتر الممزق أو
  • إعادة تثبيته بالعظم

يتبع الجراحة برنامج تأهيلي مكثف لمدة أسابيع لاستعادة الوظيفة الطبيعية للرقبة.

مضاعفات التهاب أوتار الرقبة

في حال إهمال العلاج، قد يحدث:

  • تمزق الوتر: يؤدي إلى ألم شديد وفقدان القدرة على تحريك الرقبة.
  • تندب الوتر والتصاقات: تُقيد حركة الرقبة بشكل دائم.
  • تصلب الأوتار: تقلص وظيفي شديد يؤثر على جودة الحياة.

الوقاية من التهاب أوتار العنق

  • تحسين وضعية الجلوس والعمل والنوم
  • تعديل ارتفاع شاشة الكمبيوتر بحيث تكون في مستوى العين
  • أخذ فواصل راحة كل 20 دقيقة عند الجلوس لفترة طويلة
  • ممارسة تمارين التمدد اليومية للرقبة والكتفين
  • استخدام وسادة طبية مناسبة للنوم

خلاصة

التهاب أوتار الرقبة حالة شائعة ولكنها قابلة للعلاج إذا تم اكتشافها مبكراً. الراحة، والعلاج الفيزيائي، وتعديل السلوك اليومي هي الركائز الأساسية للعلاج. لا تتردد في مراجعة الطبيب في حال استمرار الألم أو حدوث أعراض جديدة، لتفادي المضاعفات التي قد تؤثر على حياتك اليومية.

اقرأ المزيد حول علاج التواء الرقبة المنزلي والطبيعي


المصادر:

  1. JACKSONVILLE ORTHOPAEDIC INSTITUTE
  2. CARDIO METABOLIC INSTITUTE

الأسئلة الشائعة

تشمل أعراض التهاب أوتار الرقبة كلاً من الألم والمضض عند لمس الرقبة وتصلب الرقبة وظهور تورم واحمرار في الرقبة وحولها وسماع صوت صرير عند تحريك الرقبة.

من الممكن أن يستمر التهاب أوتار الرقبة عدة أسابيع أو أشهر وذلك لحدوث الشفاء التام.

يمكن الشفاء من التهاب اوتار الرقبة في معظم الحالات من خلال العلاج المنزلي بالراحة والمسكنات، وعند استخدام العلاج الطبيعي يتم الشعور بالتحسن خلال بضعة أيام، ولكن في بعض الحالات قد يتطلب الأمر إجراء عمل جراحي للشفاء.

من المفيد إجراء تدليك لمنطقة الأوتار والرقبة في تدبير إصابة الاوتار لأنه يساعد على تسريع شفاء التهاب الأوتار وتخفيف آلام الرقبة.

إن الماء الساخن يزيد تدفق الدم للوتر وبالتالي يسرّع شفاء الالتهاب، لذلك فإن الماء الساخن مفيد جداً وخاصة في حالات حدوث التهابات مزمنة.

لحجز موعد عند الدكتور شتين ايشك
في إسطنبول إضغط هنا

لحجز موعد عند الدكتور شتين ايشك
في إسطنبول إضغط هنا

AR