مرض قدم شاركوت هو اضطراب نادر ومعيق يؤثر على العظام والمفاصل والأنسجة الرخوة في القدمين والكاحلين، ومع الوقت يمكن أن يسبب تقرحات مؤلمة أو يغير من شكل القدم.
مرض قدم شاركوت هو عملية التهابية تؤثر على الأنسجة في المفاصل والعظام في القدم والكاحل، ومن المحتمل أن تجعل حركة المصاب محدودة حيث تسبب تشوهات عظمية قد تستوجب في نهاية المطاف إلى البتر في حال إهمالها وتركها دون علاج، تابع معنا قراءة المقالة لمعرفة مرض شاركوت في القدم وأهم أسبابه ومضاعفاته، بالإضافة لطرق التشخيص والعلاج.
ما هو مرض قدم شاركوت؟
مرض قدم شاركوت أو اعتلال مفاصل شاركو العصبي أو مفصل شاركو السكري هو حالة تسبب ضعف عظام القدمين مما يجعلهما عرضة للتلف مثل الكسور أو خلع مفصل الكاحل والقدم، تحدث بشكل أساسي عند الأشخاص المصابين بتلف الأعصاب المحيطية خاصة مرضى السكري الذي يسبب فقد الإحساس في الأقدام.
يعد مرض قدم شاركوت حالة خطيرة إذ يمكن أن تتسبب في تقرحات يصعب التئامها أو تشوه شديد أو إعاقة وحتى بتر القدم المصابة.
أسباب قدم شاركوت
يتطور مرض قدم شاركوت charcot foot disease نتيجةً للاعتلال العصبي المحيطي الذي يقلل من القدرة على الشعور بالحرارة أو الألم أو الكسور الدقيقة فيستمر المريض باستخدام قدميه مما يجعل الإصابة أسوأ.
ترتبط قدم شاركو ارتباطاً وثيقاً باعتبارها أحد المضاعفات النادرة لمرض السكري، ولكن يرتبط اعتلال الأعصاب المحيطي بعدة أمراض أخرى عديدة مثل:
- الحالات الالتهابية، مثل الساركوئيد أو الصدفية
- مرض شاركوت ماري توث
- اضطرابات تعاطي الكحول
- داء الجذام
- شلل الأطفال
- تكهف النخاع
- عدوى في الأعصاب المحيطية
- مرض الزهري
- فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
- مرض الشلل الرعاشي
- تبين كذلك أن مرضى إعتلال الأعصاب المحيطية السكري الذين يعانون من وتر العرقوب المشدود لديهم ميل لتطور مرض قدم شاركوت
وهناك عوامل مساعدة في تشكل قدم شاركوت، مثل:
- وجود التواء أو كسر في العظام لم يتم علاجه مباشرة
- حالات قرحة القدم غير الملتئمة
- جراحة القدم التي تلتئم ببطء
أعراض قدم شاركوت
تتميز المرحلة الباكرة من مرض قدم شاركوت بوجود الأعراض التالية التي تحصل بشكل تدريجي:
- ألم خفيف وانزعاج
- احمرار ودفء بالقدم المصابة، وهي استحابة طبيعية للعملية التهابية في القدم
- تورم كبير في الأطراف، إذ يجد المريض صعوبة في ارتداء الأحذية
في مراحل لاحقة من الإصابة، تبدأ كسور العظام في التحرك خارج مكانها وينهار القوس العظمي في وسط القدم (اختفاء القوس الأخمصية)، تتقوس الأصابع لانكماش العضلات الداخلية ويصبح الكاحل ملتوياً وغير مستقر وبسبب هذه التشوهات تتشكل تقرحات الضغط أو تقرحات القدم.
نظراً لخدر القدم فقد تنمو هذه القروح على نطاق أوسع أو أعمق، كما أن ارتفاع نسبة السكر في الدم عند المرضى يجعل من الصعب على الجسم مقاومة العدوى فتصاب تقرحات القدم بها أيضًا.
تشخيص قدم شاركوت
ليس من السهل دائماً الكشف عن مرض قدم شاركوت مبكراً رغم أهمية ذلك في فعالية العلاج، إذ يمكن الخلط بينه وبين التهاب العظم.
بدايةً يقوم الطبيب بمعرفة التاريخ الطبي للمريض وفي حال المعاناة من حالة صحية تؤدي لقدم شاركوت ، ومن ثم يطلب تحاليل دموية لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للإصابة.
وبالإضافة لتفصيل الشكاية وبدء اعراض المرض، يتحقق الطبيب من علامات اعتِلال الأعصاب عن طريق الفحص البدني للكاحلين والقدمين والاختبارات التالية:
- اخبار الوخز: يقيم فيه قدرة المريض على الاحساس بالألم
- اختبار مقياس الأعصاب: والذي يحدد الخلل الوظيفي للأعصاب الطرفية مثل الإعتلال العصبي السكري
- اختبار Semmes-Weinstein: الذي يحلل الحساسية للضغط واللمس في الألياف العصبية الكبيرة
في مراحل متقدمة يمكن أن تكون تقنيات التصوير الشعاعية مفيدة في التشخيص أو متابعة العلاج مثل:
التصوير المقطعي المحوسب: يوفر صورة مفصلة عن مفصل الكاحل والقدم، وتساعد الأشعة المقطعية في التخطيط الدقيق لنوع الجراحة المتبعة في العلاج
الرنين المغناطيسي والأمواج فوق الصوتية: تبين حالة الأنسجة، وفي حال تشكل خراج أو عدوى في الأنسجة
مسح العظم: يمكن أن يكون فعالاً في تحديد إذا ما كان هناك التهابات في العظام
الأشعة السينية: والتي تجرى دورياً بعد البدء في العلاج لمتابعة المرض
مضاعفات قدم شاركوت
غالباً ما يضعف التئام التقرحات المتشكلة بسبب مرض السكري وضعف الدورة الدموية في القدم وتطور الالتهابات، حيث تشكل هذه القرحة المصابة التي لاتلتئم خطراً على الأطراف وقد تتسبب في بَتر القدم أو حتى الساق.
علاج قدم شاركوت
يساعد التشخيص والعلاج المبكر لقدم شاركوت في منع التشوهات والمضاعفات الخطيرة، وهنا تكمن أهمية التحري عن الحالة والإسراع في المعالجة مع العلامات الأولى للمرض، ويهدف علاج قدم شاركوت إلى منع فقد العظم أو تشكل التشوهات والسماح له بالشفاء.
العلاجات غير الجراحية لقدم شاركوت
تساعد العديد من العلاجات غير الجراحية في إيقاف تقدم المرض ويكمن المفتاح الرئيسي للعلاج في المراحل المبكرة بتخفيف الضغط عن القدم المصابة ويمكن ذلك عن طريق عدة خيارات تضم مايلي:
- التخلص من كل الوزن على القدم من خلال استخدام عكازات أو كرسي متحرك للمشي
- ارتداء جبيرة يتم تركيبها خصيصاً حسب قدم كل مريض، عادة ما يتم تغيير الجبيرة كل أسبوع أو أسبوعين للتاكد من أنها ما زالت تناسب الساق مع انخفاض التورم ولضمان عد تطور القرحات
- استخدام دعامة تقويم العظام لتصحيح محاذاة القدم والساق
- ارتداء أحذية خاصة بقدم شاركوت من أجل تخفيف نقاط الضغط التي قد تسبب إصابات أو تقرحات
في أغلب الأحيان، يتطلب الشفاء من قدم شاركو مدة 3 شهور تقريباً.
علاج قدم شاركوت عن طريق الجراحة
قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية إذا أصبحت قدم المصاب غير مستقرة بشدة أو تعذر دعمها بأي وسيلة نتيجةً للتشوه الحاصل، أو في حال كان يعاني من قرحة لا تلتئم.
تشمل طرق علاج قدم شاركوت العديد من الخيارات يختار الجراح الأمثل للحالة حسب درجة الإصابة وتتضمن مايلي:
تنضير القرحة: قد تتطلب القرحة مساعدة جراحية لتلتئم، يتضمن ذلك تنظيف القرحة وإزالة أي جلد ميت.
إعادة بناء العظم: تعرف هذه العملية أيضاً باسم عملية تنظيم العظام، يحدث فيها تقصير أو تطويل العظم في الأقدم أو الكاحل لتغيير محاذاتها وتحسين القدرة على دعم المفصل.
انصهار الكاحل: يستخدم في هذا الإجراء مسامير أو قضبان أو ألواح لقفل مفصل الكاحل ومنع الحركة فيه.
الاستئصال: يتم فيه إزالة النتوءات العظمية الأخمصية التي تسبب القرحات.
البتر وتركيب الأطراف الاصطناعية: في الحالات الشديدة من اعتلال شاركو مثل التشوه الشديد أو عدوى العظام العميقة أو فقدان تروية القدم، يتم قطع القدم المصابة أو جزء منها ويتبع ذلك تركيب قدم اصططناعية.
الوقاية من مرض قدم شاركوت
يمكن للمريض أن يلعب دوراً حيوياً في منع قدم شاركو ومضاعفاته باتباع هذه الإجراءات:
- يساعد الحفاظ على مستويات السكر في الدم في تقليل تطور تلف الأعصاب في القدم
- محاولة تجنب الإصابات مثل الاصطدام أو المبالغة في ممارسة التمارين والرياضات التي ثؤثر على الأقدام مثل كرة القدمعدم ارتداء أي حذاء يسبب ضغط إضافي مثل الحذاء ذو كعب
- إجراء فحوصات ذاتية يومياً للتحقق من العلامات الباكرة للمرض
- اتبع تعليمات الجراح للعلاج طويل الأمد لتجنب تكرار حدوث التقرح أو البتر
في النهاية، يعتبر مرض قدم شاركوت حالة تستلزم الرعاية في مرحلة بدء الإصابة وخصوصاً بوجود داء السكري خشية تطور المضاعفات عندهم بوتيرة أشد ومن المهم جداً متابعة تطور الإصابة حتى بعد الشفاء مع الدكتور المختص.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
يشكل اعتِلال الأعصاب المحيطية المترافق مع السكري أشيع سبب لتشكل قدم شاركو charcot foot.
مفصل شاركو هو عبارة عن مرض يهاجم العظام والمفاصل والأنسجة الرخوة، تتطور غالباً نتيجة الاعتلال العَصبي بسبب مرض السكري، يصيب إحدى القدمين أو كلتاهما، يؤدي لعدم استقرار الكاحل والقدم.
يختلف علاج مرض شاركوت تبعاً لشدة الحالة، ففي المرحلة الباكرة يشكل إزالة الضغط من القدم أساس العلاج ويتم ذلك باستخدام الجبائر والدعائم، أما في المراحل المتقدمة وبوجود التقرح والتشوه فقد يستلزم العلاج عمل جراحي.
تكمن خطورة مفصل شاركو في مضاعفاته في حال تركه دون علاج إذ قد يسبب البتر للقدم أو الساق.