التواء مفصل اليد إصابة شائعة عند الرياضيين نتيجة تمدد أربطة الرسغ، عادة ما تكون مؤلمة وتستلزم العلاج إما بالتدابير المحافظة أو جراحياً في الحالات الشديدة.
كل ما يتطلبه التواء مفصل اليد خسارة مؤقتة في التوازن أثناء الانزلاق أو السقوط، حيث يقوم معظم الأشخاص بالاعتماد على اليد للحماية إذ تنتقل قوة التأثير نحو الساعد فينحني مروراً بالرسغ وما يتبع ذلك من تمدد للأربطة.
يحدث التواء مفصل اليد بسبب شد الأربطة التي تصل عظام الرسغ ببعضها، إذ تتشكل تمزقات صغيرة في الرباط المحيط بالمعصم مسبباً ذلك الألم وصعوبة في تحريك المفصل.
تابع معنا قراءة هذه المقالة للتعرف على التواء مفصل اليد وأهم المسببات والأعراض المرتبطة فيه وطرق العناية وكيفية علاج الالتواءات الخفيفة والمتقدمة.
ما هو التواء مفصل اليد؟
يعرف التواء الرسغ wrist sprain أو التواء مفصل اليد بأنه تمزق أو شد واحد أو أكثر من أربطة الرسغ التي تربط عظام الرسغ ببعضها ومع عظمي الكعبرة والزند، غالباً ما تنتج عن ثني المفصل للخلف كثيراً أو بسبب السقوط على يد ممدودة أثناء ممارسة أنواع معينة من الرياضات، يسبب ذلك ألماً وتورماً وانخفاضاً للمرونة على جانبي أو ظهر الرسغ.
أربطة الرسغ
الأربطة عبارة عن أشرطة من أنسجة ليفية تربط عظمين ببعضهما، وأربطة رسغ اليد تصل عظام الرسغ ببعضها البعض وتدعى الأربطة الداخلية، ومع عظام الساعد (الكعبرة والزند) و مشط اليد وهي الأربطة الخارجية.
درجات التواء مفصل اليد
يختلف تصنيف التواء مفصل اليد اعتماداً على درجة تأذي الأربطة، وتقسم إلى:
- التواء من الدرجة الأولى (خفيف): يحدث فيه تمدد طفيف في الأربطة مع المحافظة على استقرار المفصل
- التواء من الدرجة الثانية (معتدل): يتم فيه تمزق أربطة اليد جزئياً ويؤثر الالتواء على ثباتية المعصم وقد يسبب الألم حتى دون استخدام للمفصل، يستلزم هذا النوع ارتداء الجبيرة المخصصة للمعصم
- التواء من الدرجة الثالثة (شديد): وهو تمزق كامل في الرباط مع عدم استقرار شديد في المفصل إذ قد يترافق مع كسر انقلاعي لأحد العظام( ينسحب جزء من العظم بواسطة الرباط الممزق) وهنا يتطلب رعاية طبية أو جراحية
أسباب التواء مفصل اليد
يمكن أن يتسبب أي شيء يضع قوة كافية لشد أربطة الرسغ في إحداث التواء معصم اليد.
تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً التالي:
- السقوط (لاسيما أثناء حماية الشخص نفسه والسقوط على أيدي ممدودة)
- الإصابات الرياضية، إما من خلال القوة المفاجئة أو الضربات المتكررة مثل رياضات المضرب كالتنس أو الملاكمة
- الصدمات مثل حوادث السيارات
يوجد أيضًا بعض المشكلات الصحية التي يمكن أن تضيف ضغطاً إضافياً على أربطة الرسغ وهي أقل شيوعاً، مثل:
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- التهاب المفاصل الصدفي
كما أن الاستخدام المتكرر للرسغ يعتبر من عوامل الخطر الشائعة للالتواء مثل المشي على العكازات أو العزف على آلة موسيقية.
أعراض التواء مفصل اليد
تتنوع مظاهر التواء الرسغ حسب درجة الإصابة ليشمل مايلي:
- الألم: يتراوح الألم من خفيف متقطع إلى حاد مستمر
- التورم: نتيجة تجمع السوائل في المفاصل والأنسجة المحيطة بمنطقة الإصابة ويختلف مقدار التورم عادةً حسب شدة الالتواء
- تيبس وقلة المرونة: يحدث تصلب مفصل الرسغ بسبب التورم أو التشنجات العضلية استجابة لإصابة الرباط خاصةً خلال ثني الرسغ للخلف أو إلى الجانبين، ومن الجيد أن المرونة تتحسن تدريجياً بمرور الوقت
- ضعف المفصل: إذ تنخفض قوة قبضة اليد مع شعور عام بضعف الرسغ الملتوي
- الكدمات: تتشكل الكدمات على الجلد فوق الرسغ نتيجة تمزق الأوعية الدموية، قد تمتد التكدمات في بعض الأحيان نحو أصابع اليد
- الخدر أو تنميل الجزء المصاب: في حال انضغاط الأعصاب نتيجة خلع في الرسغ يشعر المريض بالتنميل في إصبع أو أكثر
- الشعور بطقطقة وعدم استقرار في إصابات تمزق معصم اليد المتوسطة للشديدة
تشخيص التواء مفصل اليد
بدايةً يقوم الطبيب بإجراء فحص بتحقق من خلاله درجة الألم، وجود التورم، مرونة ونطاق رسغ اليد المصابة بالمقارنة مع اليد السليمة وتحري ردود الفعل والإحساس في اليد والأصابع.
ولتأكيد التشخيص يلجأ الطبيب للتصوير الشعاعي للرسغ باستخدام أحد التقنيات التالية:
- الأشعة السينية: لا تظهر الأشعة السينية الأربطة ولكن يمكن رؤية تداخل أو دوران عظام الرسغ مما يشير إلى إصابة الرباط
- الأمواج فوق الصوتية: للتحري عن التهاب المفصل أو اصابة الأعصاب والشريان والوريد المرافق بالإضافة للكشف عن التورمات وتراكم السوائل في موقع الإصابة
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يعد مفيداً في الكشف عن الأربطة والأنسجة الرخوة والغضاريف والمفاصل المصابة
علاج التواء مفصل اليد
يعتمد علاج التواء مفصل اليد بشكل أساسي على شدة الإصابة الواقعة على الأربطة.
عادة ما ينصح باتباع تعليمات الرعاية الذاتية في أول 24 ساعة بعد الإصابة لتخفيف التورم وحماية الأربطة من تزايد التلف؛ والتي تتضمن ما يلي:
- راحة المفصل: يشمل ذلك تجنب الأنشطة المسببة وعدم الإفراط في استخدام المعصم أثناء التعافي
- الثلج: تطبيق كمادات الثلج الباردة على الجلد فوق الرسغ لمدة 15 دقيقة بضع مرات في اليوم
- رفع رسغ اليد: إسناد المعصم أو الذراع فوق مستوى القلب قدر الإمكان
- الضغط: عن طريق لف المفصل بضمادة مرنة للمساعدة في تخفيف الورم
- ارتداء دعامة: تسمح جبيرة المعصم على تثبيت اليد في وضع محايد أثناء التعافي وذلك في حال الالتواء الشديد
- تناول مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية: مثل النابروكسين والإيبوبروفين حيث تساعد في تسكين آلام الالتواء في المنطقة المصابة
يمكن اللجوء إلى العلاج الطبيعي الذي يهدف لزيادة القوة وتحسين المرونة وتمكين الحركة الوظيفية للرسغ، وذلك تحت إشراف معالج فيزيائي ضمن خطة لعلاج الالتواء بالاعتماد على درجة الاصابة.
علاج التواء مفصل اليد عن طريق الجراحة
في حالات نادرة من التواء رسغ اليد الشديد التي يحدث فيها تمزق للأربطة بالكامل أو حدوث كسر في الرسغين قد يحتاج المرضى أثناء علاج الالتواء لعملية جراحية لاستعادة الوظيفة الحركية للأربطة أو تثبيت كسور العظم.
يمكن إجراء جراحة الرسغ إما من خلال تنظير المفصل بواسطة شق صغير أو عبر جراحة مفتوحة في الحالات الشديدة.
تتنوع الخيارات المتاحة من أجل علاج التواء مفصل اليد جراحياً، ويمكن للجراح أن يجري عدة إجراءات خلال عمل جراحي واحد؛ مثل:
الرد المغلق والتثبيت
يقوم الطبيب فيه بتثبيت الرباط المصاب عن طريق إعادة محاذاة عظام الرسغ، ومن ثم يتم استخدام أجهزة خاصة لتثبيت العظم باستعمال الصفائح أو المسامير التي عادة ما تزال بمجرد اكتمال الشفاء.
الانكماش الحراري
يتضمن مسباراً خاصاً يشتخدم الحرارة لتقليص وشد الرباط التالف، ينتج عن هذا العلاج تحسين استقرار المفصل.
إعادة بناء الأربطة
في الحالات التي تنطوي على تمزّق كبير يمكن إعادة بناء أربطة الرسغ عن طريق ترقيع الأوتار.
إيثاق المفصل أو رأب المفصل
يلجأ إليهما الجراح فقط في حال فشل الأربطة في الشفاء مما سبب بتطور التهاب مفاصل اليد على مدى سنوات.
مضاعفات التواء المفصل الرسغي
تتضمن المضاعفات الشائعة لالتواء رسغ اليد الإصابات التي قد تحدث بالتزامن مع التواء، مثل:
- كسور العظام؛ خاصة أنواع معينة من الكسور مثل كسر كوليس
- إصابة الأوتار
- تلف الأعصاب
الوقاية من التواء المعصم
تتضمن النصائح الخاصة بالوقاية من الالتواءات الرسغية وتجنب التعرض لها مايلي:
- تقوية اليدين والرسغين من خلال التمارين الرياضية الخاصة بهما
- تجنب الأنشطة عالية الاحتكاك التي تزيد من خطر السقوط
- ارتداء واقيات المعصم عند المشاركة برياضات مثل التزلج أو الملاكمة
- الإحماء قبل الرياضة أو التمرين ، كذلك القيام بالتمدد بعدها
وأخيراً من الضروري تقييم جميع حالات التواء مفصل اليد المشتبه بها باستثناء الخفيفة منها، لما تسببه من ألم طويل ومتكرر ومع ذلك يمكن علاج معظم الإصابات عن طريق الراحة وتدابير الرعاية الذاتية.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
يمكن البدء مباشرة بالتدابير العلاجية المحافظة كالراحة، وضع الثلج، رفع اليد و ارتداء رباط للضغط الخفيف، وفي حال استمرار الألم والتورم لعدة أيام أو ازداد سوءاً يجب اللجوء للطبيب المختص لإجراء الفحوصات وتقييم الإصابة.
تعتمد مدة شفاء التواء اليد على شدة الإصابة وطريقة علاج الالتواء، إذ يستغرق الالتواء من الدرجة الأولى أقل من أسبوع أو أسبوعين بينما يحتاج الالتواء الشديد لعدة أشهر لوجود تمزق كبير في الأربطة.
لا تعتبر أغلب التواءات خطيرة، إذ تستجيب معظمها على الراحة وكمادات الثلج ومسكنات الألم إلا إذا تسببت بتمزق كبير وتبع ذلك كسر انقلاعي.
نعم، يسبب التواء مفصل اليد hand joint sprain تورماً في المنطقة المصابة نتيجة تجمع السوائل في رسغ اليد والأنسجة المحيطة ويختلف حجمه تبعاً لشدة التمزق.
