علاج تمزق الغضروف الهلالي يعتمد بشكل أساسي على تخفيف الأعراض عن طريق العلاج المحافظ وفي حال لم ينفع ذلك يتم علاج الغضروف المفصلي بالطرق الجراحية حيث يكون التمزق شديداً.
لمحة عن الغضاريف الهلالية في الركبة
الغضاريف الهلالية meniscus بنىً غضروفية ليفية ذات شكل وتدي متطاول تتوضع بين عظمة الفخذ وعظمة الساق، يمتلك الغضروف الهلالي الأنسي شكل الحرف U ويغطي حوالي 60% من السطع المفصلي، بينما يكون الغضروف الوحشي على شكل الحرف C وهو اصغر حجماً.
يحتوي نسيج غضروف الركبة المفصلي على ألياف بروتينية من الكولاجين وهي ما يكسب الغضروف المرونة والمتانة في الوقت نفسه، وتكون هذه الألياف باتجاه معين لتوزيع الوزن بشكل متجانس على امتداد سطح الركبة.
إن حالة هذه الألياف هي ما سيحدد إن كان هناك حاجة إلى علاج تمزق الغضروف الهلالي أم لا، كما أن تروية الركبة والنسيج المفصلي لها أهمية كبيرة حيث أن الغضروف يُقسم إلى قسمين رئيسين:
- المنطقة الحمراء من غضروف الركبة: تشكل نسبة 25% من الغضروف ولها أوعية دموية غزيرة حيث أن الإصابة فيها يمكن إصلاحها وحدوث تمزق فيها ليس خطيراً.
- المنطقة البيضاء من غضروف الركبة: اداخل المفصل ويمكن لتمزق بسيط فيها أن يحدث مشكلات كبيرة بسبب خولها تقريباً من الأوعية الدموية حيث تتحمل الضغط العالي ولكن تتطلب تدخل سريع عادةً لتخفيف الألم وأيضاً لتجنب خسارة النسيج الغضروفي.
الغضروف الهلالي الأنسي
عند مقارنته بنظيره الوحشي يتميز الغضروف الأنسي أو القريب بكونه مقعراً بشكل أكبر، ويغطي سطحاً أصغر مما يعني أنه قادر على تحمل ضغط أعلى، كما أن نسبة حدوث الإصابات فيه أعلى بسبب بضعة عوامل من أهمها ارتباط الغضروف بسطوح العظم بشكل أكبر وكونه عرضة للالتهاب بشكل متكرر خصوصاً عند الرياضيين.
تمزق الغضروف الهلالي
يعد التمزق في النسيج الغضروفي meniscal tear أشيع إصابة في مفصل الركبة على الإطلاق، وكان يُعتقد في الماضي أن الغضاريف الهلالية ليست ذات أهمية وليس لها استخدام معين ويتم استئصالها بالكامل في العيادات والمشافي عند حدوث اصابات وأذية فيها.
حديثاً تعتمد جراحات الركبة والغضاريف الهلاليلة بشكل رئيسي عبى كمية النسيج الغضروفي السليم حيث كل ما تمت المحافظة على الغضروف ضمن العملية كانت النتائج الجراحية أفضل.
درجات تمزق الغضروف الهلالي
تتم مقاربة الغضاريف وتدبيرها بعلاج تمزق الغضروف الهلالي بعد تحديد درجة التمزق فيها حيث لا يستطيع الطبيب القيام بتطبيق أي علاج قبل معرفة هذه الدرجة، وهناك خمسة درجات لتمزق الغضروف الهلالي وهي:
- التمزق العمودي المتطاول: إصابة شائعة وقد تكون بلا أعراض وبالتالي لا حاجة لإجراء الجراحة لعلاج التمزق، في بعض الأحيان خصوصاً في الإصابات الرياضية تسبب طقطقة وألم في الركبة عند تحريكها.
- التمزق العمودي المستعرض: تؤثر التمزقات على قدرة الغضروف على حمل ثقل الجسم وتسبب آلام شديدة، وللأسف فإن علاجها صعب بسبب صعوبة تشخيص الأذية وتداخل العديد من العوامل في حدوثها.
- التمزق الأفقي: سهلة التشخيص بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي حيث تقسم الغضروف إلى قسمين علوي وسفلي ويكون المفصل فيها أكثر ثباتاً ولكن من الممكن للركبة التمزق بشكل حاد وتشكيل كيسات هلالية، ولذلك يجب الإسراع في تشخيص وعلاج المشكلة.
- التمزق المائل: يتميز هذا النوع من التمزق بحاجته إلى الخضوع لاستئصال جزئي أو كلي بسرعة أيضًا وذلك قبل إصابة الغضروف بقطع عند ثني ركبتك.
- التمزق المعقد: أكثر شيوعا عند كبار السن ويصادف أطباء العظمية بشكل كبير، وهو عندما يوجد أكثر من صنف من التمزق في غضاريف المفاصل لدى المرضى.
أعراض تمزق الغضروف الهلالي
تتضمن أشيع الأعراض الناتجة عن تمزق الغضاريف الهلالية:
- الآلام المزمنة والتي تكون متعلقة بطريقة وضع الركبة وحركتها.
- التورم هو من المشاكل الأشيع مشاهدةً ومن الممكن أن يختلف حسب حالة المريض ولكنه يبدأ بشكل مبكر بالركبة في الغالب.
- الشعور بنوع من الصعوبة في تحريك الركبة بعد الاصابة.
- صعوبة ثني وبسط الركبة أثناء المشي.
- ميل الركبة الغير مفسر إلى التجمد خصوصاً عند الراحة.
في البداية قد يعطي التمزق في الغضروف الهلالي أعراض خفيفة فقط لوقت طويل، ولكن بمجرد أن يتعرض الغضروف للالتهابات المتكررة ستؤلمك ركبتك للغاية.
لتشخيص تمزق الغضروف الهلالي يوصي الأطباء بأخذ صورة شعاعية بعد فحص ركبتك بشكل دقيق فقد تكون الأعراض نتيجة كسور في العظام وبسبب مشكلات ثانية، وفي النهاية توفر صورة الرنين أدق دليل على أذية الغضروف.
علاج تمزق الغضروف الهلالي الدوائي
تتشعب طرق علاج تمزق الغضروف الهلالي والخيارات المتاحة من أجله في المراكز الحديثة إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- طريقة لا جراحية: أكثر شيوعًا لدى من لديهم التهاب خفيف حيث تتحسن الأعراض بالرياضة وبعض الأدوية.
- استئصال الغضروف: يتم تطبيق علاج جراحي عند المرضى الذين يعانون أعراض ولا يمكنهم إجراء عملية إصلاح الغضروف ومعالة المشكلة بشكل محافظ.
- إصلاح الغضروف: للعلاج عند الشباب الذين يشتكون من تمزق جانبي محيطي ويتم بواسطة تنظير المفصل.
بالنسبة للأدوية المستخدمة في علاج تمزق الغضروف الهلالي يتم وصف مسكنات الألم التقليدية مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs ومن أمثلتها الإيبوبروفين إضافةً إلى الباراسيتامول وهناك بعض المسكنات الخاصة التي تتطلب وصفة طبية خصوصاً عندما يكون ألم تمزق الغضروف الهلالي شديداً ومزمناً.
يمكن حقن الستيروئيدات أو الكورتيزن ضمن المفصل وعلى الرغم من أنها ليست العلاج النهائي فهي تخفف الأعراض بشكل ملحوظ وأحياناً تستمر الإفادة لفترة طويلة على هذه الحقن
هناك تقنية حديثة تعتمد على حقن عوامل بيولوجية خاصة مشتقة من الدم ونخاع العظم قد يقترحها الدكتور بعد فشل العلاج التقليدي.
العلاج الطبيعي للغضروف الهلالي
من الممكن أن تساعد بعض الطرق التي تعتمد علاج تمزق الغضروف الهلالي بشكل محافظ وطبيعي خصوصاً عند المرضى الشباب الذين لديهم الألم المفصلي الذي استمر لفترة طويلة ومن الممكن أن يكون سببه تمزق الغضروف الهلالي.
علاج تمزق غضروف الركبة بدون جراحة
بعد إعطاء الأدوية التي تخفف من التهاب الغضروف الهلالي ويتمكن المريض عندها من المشي الطبيعي وثني ركبته يتم اللجوء إلى العلاج الفيزيائي لإعادة متانة الغضروف الهلالي ومروتنه إلى ما كانت عليه.
بالطبع هناك نظام تدريبي لكل مريض بسكل مستقل ولكن يتم التركيز بشكل عام على عضلات الفخذين والساقين من أجل الثني والبسط المفصلي بشكل كامل وصحيح.
غالباً ما يستمر العلاج الطبيعي بعد تمزق الغضروف الهلالي أربع إلى ثماني أسابيع وإن لزم الأمر قد يستغرق هذا العلاج عدة أشهر.
تمارين تمزق الغضروف الهلالي
هناك تمارين محددة يتم ممارستها في العلاج الطبيعي بعد تمزق الغضروف الهلالي ومن أهمها:
- بسط الركبة المنفعل.
- شد الركبة.
- سحب كعب القدم.
علاج تمزق غضروف الركبة بالأعشاب
بجانب العلاج الفيزيائي من المفيد تناول بعض الأطعمة التي تحوي مواد مضادة للأكسدة ومستخلصة من أعشاب ومواد طبيعية مثل:
- الكركم
- زيت السمك
- الغلوكوسامين
- الكوندروتين
علاج تمزق الغضروف الهلالي الجراحي
كما ذكر سابقاً يُقسم العلاج الجراحي من أجل تمزق الغضروف الهلالي ولتدبيره إلى نوعين رئيسيين من العمليات:
- استئصال الغضروف: هناك نوعان من الاستئصال وهما الجزئي والكلي وكلاهما يهدف لتخفيف الأعراض والمحافظة على النسيج الغضروفي السليم.
- إصلاح الغضروف: ذو أعراض جانبية أقل من الاستئصال وزادت شعبية هذه العملية كثيراً بعد التعرف على أهمية الغضاريف الهلالية ويعتمد نجاح العلاج هنا على خبرة الجراح والتروية الجيدة للغضروف.
نتائج علاج تمزق غضروف الركبة
بالنتيجة يمكن أن نستخلص أن العلاج المحافظ غير الجراحي من أجل تمزق الغضروف الهلالي هو حل ممتاز قصير الأمد وعند وجود الفصال العظمي، أما الاستئصال الجزئي للغضروف من قبل جراح عظام مختص فعال للغاية في علاج تمزق المنطقة المركزية البيضاء.
بالنسبة لإصلاح تمزق الغضروف الهلالي فهو العملية الأكثر شيوعاً حالياً ويجب أن يتم التفكير به أولاً عند علاج معظم الحالات.
أضرار علاج تمزق الغضروف الهلالي المحتملة
لا يخلو العلاج من حدوث بعض التأثيرات الجانبية أحياناً حيث يتعلق ذلك بعمر المريض، نوع العلاج ومدى التزام المريض به.
تتضمن أشيع الاختلاطات والمشاكل:
- النزف بعد جراحة الغضروف الهلالي.
- أذية الأعصاب والتنميل في القدم.
- الفصال العظمي بعد فترة طويلة قد تصل إلى عشرين عام.
- الحاجة لإعادة العمل الجراحي.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
الألم والتورم وصعوبة الحركة بالشكل الطبيعي.
بدايةً يتم إعطاء الأدوية والعلاج الفيزيائي وبعد فشل هذه الطرق يتم اللجوء للجراحة لإصلاح تمزق الغضروف الهلالي أو استئصاله.
بالتأكيد من الممكن أن يصلح الغضروف نفسه ولا حاجة إلى علاج في هذه الحالة ولكن هناك حالات تمزق شديدة تحتاج التدخل الطبي.
الرباط الصليبي مجموعة من الألياف التي تحافظ على الركبة متماسكة وتمنعها من الانخلاع أما الغضروف الهلالي فهو قرص غضروفي يسهل حركة الركية ويعمل كماص للصدمات.
يحتاج لستة أشهر على الأقل وقد تصل مدة علاج تمزق الغضروف الهلالي إلى سنة أو أكثر.
