تيبس الرقبة هو حالة شائعة جداً تتميز بصعوبة تحريك الرقبة والرأس نتيجة إجهاد العضلات وقد يكون التيبس عرضاً للعديد من الأمراض الخطيرة مثل التهاب السحايا والأورام.
ينجم تيبس الرقبة عن توتر العضلات والأوتار والتهابها مما يؤدي إلى تصلبها. فلتتعرف معنا على أسباب تيبس الرقبة وطرق الوقاية منه.
لمحة عن تيبس الرقبة
تيبس الرقبة (تصلب الرقبة) Neck stiffness هو صعوبة تحريك الرقبة والرأس لأسباب عديدة مثل إجهاد عضلات الرقبة، قد يرافق التيبس الشعور بصداع وألم في الرقبة مما يؤدي إلى صعوبة القيام بالنشاطات والنوم.
تحتوي الرقبة على العضلات والأوتار والأربطة والعظام، تعمل هذه المحتويات معاً من أجل دعم الرأس وتحريكه في اتجاهات عديدة، ويمكن لأي شيء يؤثر على أي جزء من أجزاء الرقبة أن يسبب تيبس الرقبة.
يعاني المرضى عادة من تيبس مؤقت للرقبة، لكن في بعض الحالات قد يتكرر التيبس تبعاً للسبب، وعادة ما يحدث تيبس الرقبة بشكل مفاجئ (بين عشية وضحاها)، حيث يشعر المريض عند استيقاظه بتصلب رقبته وصعوبة تحريكها.
أسباب تيبس الرقبة
تشمل أسباب تصلب الرقبة ما يلي:
- إجهاد العضلات: وهو أحد أكثر الأسباب شيوعاً لتصلب الرقبة، يحدث بسبب الإفراط في استخدام عضلات الرقبة (الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكومبيوتر أو على الموبايل) أو النوم في وضعية خاطئة (غير ملائمة).
- المصع: وهي إصابة تحدث عند تحريك الرأس للخلف ثم للأمام فجأة (مثل حوادث السيارات)، مما يؤدي إلى إجهاد وتلف العضلات والأربطة والأوتار في الرقبة.
- الانزلاق الغضروفي العنقي: وهو حدوث انزلاق للجزء الناعم من القرص الغضروفي الذي يفصل بين الفقرات، مما قد يؤدي إلى الضغط على الأعصاب القريبة مما يسبب ألم وتيبس في الرقبة.
- التهاب المفاصل العظمي العنقي: وهو مرض يسبب تنكس المفاصل في فقرات الرقبة، مؤدياً إلى تلف الغضاريف بين هذه المفاصل مما يسبب تصلبها.
- التهاب السحايا: التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى تيبس الرقبة بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل الحمى والصداع والحساسية للضوء.
- تضيق العمود الفقري: هو حدوث تضيق في القناة الشوكية مما يؤدي إلى الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب، مما يسبب حدوث آلام في الرقبة وتيبسها، إضافة إلى أعراض أخرى مثل التنميل (الخدر) أو الضعف في الذراعين والساقين.
- الأورام: وهي حالة نادرة، حيث قد تسبب أورام الرقبة والعمود الفقري تصلباً في الرقبة، وقد تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة.
أعراض تيبس الرقبة
تتضمن أعراض تصلب الرقبة ما يلي:
- ألم الرقبة: وهو العرض الأكثر شيوعاً، قد يكون الألم موضعياً وقد ينتشر إلى الكتفين أو أعلى الظهر أو الذراعين
- تحدد نطاق حركة الرقبة: يسبب التيبس صعوبة تحريك الرأس والرقبة بحرية، ويشعر المريض عادة بذلك عند محاولة تدوير الرأس أو إمالته
- تشنج العضلات: قد تتقلص العضلات بشكل لاإرادي مسببة تشنج الرقبة مما يؤدي إلى المزيد من الألم والانزعاج
- الصداع: قد يعاني مرضى تيبس الرقبة من الصداع أيضاً؛ والذي يتراوح ما بين الخفيف والشديد
- التنميل أو الخدر: في بعض الحالات قد يشعر المريض بالتنميل والخدر في الرقبة أو الكتفين أو الذراعين
- صعوبة في النوم: قد يؤدي الألم والانزعاج إلى صعوبة إيجاد وضعية مريحة للنوم
تشخيص تيبس الرقبة
يتم تشخيص تيبس الرقبة عادة من خلال إجراء الفحص السريري للمريض ومعرفة إذا ما كان المريض قد تعرض إلى إصابات حديثة قد ساهمت في حدوث التصلب، ويمكن اللجوء في بعض الحالات إلى إجراء اختبارات تشخيصية أخرى مثل الصورة البسيطة (X-RAY) والتي تساعد في تحديد أي تشوهات هيكلية في الرقبة مثل التهاب المفاصل أو الكسور.
عند الشك في إصابات العمود الفقري والأعصاب يمكن طلب التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan) في حالات انفتاق الأقراص أو ضغط الأعصاب، ويمكن أيضاً إجراء فحوصات الدم للتحقق من وجود الالتهاب.
علاج تيبس الرقبة
يعتمد علاج تصلب الرقبة على السبب الكامن وراء التيبس وشدته، ويتضمن كلاً من العلاج المنزلي والدوائي والطبيعي، وصولاً إلى العلاج الجراحي.
العلاج المنزلي
يتم علاج تيبس الرقبة المنزلي باتباع بعض الإرشادات منها:
- الراحة والحركة اللطيفة: من الضروري إراحة الرقبة وتجنب الأنشطة التي قد تسبب تفاقم التيبس، ومع ذلك؛ يمكن للحركة اللطيفة وتمارين التمدد أن تساعد على تحسين المرونة وتخفيف الأعراض.
- العلاج بالحرارة أو البرودة: يمكن أن يساعد العلاج بالحرارة أو البرودة على تخفيف الألم والالتهاب، حيث يتم تطبيق الحرارة باستخدام وسادة التدفئة أو منشفة دافئة، أما البرودة فيمكن تطبيقها من خلال استخدام أكياس الثلج أو الكمادات الباردة.
العلاج الدوائي
يمكن علاج تصلب الرقبة دوائياً من خلال استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية (NSAIDs)؛ والتي تساعد على تقليل الألم والالتهاب؛ بالإضافة إلى الأدوية الأخرى التي يصفها الطبيب.
قد يصف الطبيب أيضاً في الحالات الأكثر شدة مسكنات ألم أقوى أو مرخيات العضلات للمساعدة في تخفيف الأعراض، ويمكن اللجوء في بعض الحالات إلى حقن الستيروئيدات القشرية لتخفيف الالتهاب وتوفير راحة مؤقتة.
العلاج الطبيعي (الفيزيائي)
يقدم أخصائي العلاج الطبيعي التمارين والتمدد لتحسين المرونة وتقوية عضلات الرقبة، كما يقوم بتصحيح وضعية المريض من خلال إرشادات حول بيئة العمل والوضعية المناسبة لمنع حدوث حالات مشابهة في المستقبل.
يمكن أيضاً أن يقوم الأخصائي بعلاج تيبس الرقبة اليدوي من خلال التدليك أو تقنيات العلاج اليدوي؛ مثل تعديلات تقويم العمود الفقري أو المعالجة التقويمية، لتخفيف توتر العضلات وتحسين نطاق الحركة.
العلاج الجراحي
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في الحالات الشديدة التي لم تكن طرق العلاج السابقة فعالة فيها، وتشمل خيارات العلاج الجراحي إزالة القرص المنفتق أو دمج الفقرات أو تخفيف الضغط على الأعصاب.
مضاعفات تيبس الرقبة
تختلف مضاعفات تيبس الرقبة حسب سبب التيبس وشدته، وتشمل بعض المضاعفات المحتملة ما يلي:
- الألم المزمن: قد يصبح الألم مزمناً في حالة عدم علاجه بشكل صحيح
- ضغط الأعصاب: قد يؤدي تصلب الرقبة إلى ضغط الأعصاب وتهيجها مما يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى مثل التنميل والخدر
- انخفاض نوعية الحياة: يمكن أن يؤثر الألم وصعوبة تحريك الرقبة على الأنشطة اليومية ونوعية حياة المريض
- اضطرابات النوم: يمكن أن يسبب تيبس الرقبة اضطراباً في النوم
الوقاية من تيبس الرقبة
يمكن الوقاية من تيبس الرقبة من خلال تجنب أسبابه والحفاظ على وضعية جيدة وممارسة بيئة العمل المناسبة، تتضمن نصائح الوقاية من تيبس الرقبة ما يأتي:
- حافظ على وضعية جيدة: حيث يجب الجلوس والوقوف بشكل مستقيم، مع الحفاظ على محاذاة الرأس مع العمود الفقري (تجنب التراخي أو الانحناء).
- استخدم معدات مريحة: إذا كنت تعمل في مكتب؛ استخدم كرسياً مريحاً وقم بضبط شاشة الكومبيوتر على مستوى العين، وقم باستخدام سماعة الرأس أو مكبر الصوت لإجراء المكالمات الطويلة لتجنب وضع الهاتف بين الأذن والكتف.
- خذ فترات راحة: يجب أخذ فترات راحة في حالة العمل الطويل وتجنب الجلوس في وضعية واحدة لوقت طويل لأنه يساهم في حدوث تيبس العضلات.
- النوم بوضعية صحيحة: يمكن استخدام وسادة تدعم المنحنى الطبيعي لرقبتك وعمودك الفقري، كما يجب تجنب النوم على البطن لأنه يسبب إجهاد للرقبة.
- حافظ على نشاطك: إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يزيد من قوة ومرونة عضلات الرقبة وأعلى الظهر.
- تجنب الاستخدام المفرط للهاتف أو الكومبيوتر: حيث يؤدي قضاء وقت طويل في النظر إلى الهاتف أو الكومبيوتر يؤدي إلى إجهاد عضلات الرقبة.
تيبس الرقبة هو حالة شائعة يصبح فيها من الصعب تحريك الرقبة والرأس نتيجة إرهاق العضلات، مما يؤدي إلى الشعور بالألم والانزعاج الذي ينعكس سلباً على نشاط المريض وصحته.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
تتضمن أعراض تيبس الرقبة كلاً من ألم الرقبة (وهو الأشيع) وتحدد حركتها، إضافة إلى تشنج عضلات الرقبة والصداع.
لا يكون تصلب الرقبة خطيراً عادة لكنه قد يكون عرض لمرض يتطلب العلاج مثل التهاب السحايا.
يمكن التخلص من تيبس الرقبة من خلال اتباع بعض التدابير مثل الراحة واستخدام الكمادات الساخنة والباردة، بالإضافة إلى تناول مسكنات الألم عند التألم وممارسة تمارين العلاج الطبيعي كتمارين التمدد والتدليك، وفي بعض الحالات الشديدة قد يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي لتخفيف الضغط على الأعصاب.
يمكن أن يدل تيبس الرقبة على إجهاد العضلات والإصابات، وقد يحدث نتيجة الانزلاق الغضروفي العنقي والتهاب المفاصل العظمي وتضيق العمود الفقري، وفي حالات نادرة قد يكون التصلب ناجماً عن الأورام.
تختلف مدة تصلب الرقبة حسب سبب التصلب، لكن عادة ما يستمر التيبس عدة أيام، مع ضرورة مراجعة الطبيب في حالة استمرار التيبس أكثر من ذلك.
يمكن أن يسبب التوتر تيبساً في الرقبة.
