التهاب مفصل الكتف هو تهيج البنى المشكلة لمفصل الكتف مما يؤدي إلى الشعور بألم وتيبس في الكتف قد يتطور إلى تلف الغضروف مما يعيق حركة المفصل ويؤثر على نشاط المريض.
يشيع التهاب مفصل الكتف عند المسنين في الأعمار التي تتجاوز ال50 سنة وبعد التعرض للأذيات الرضية كالكسور والخلوع. فلتتعرف معنا على التهاب مفصل الكتف وأسبابه وطرق علاجه.
ما هو التهاب مفصل الكتف؟
التهاب مفصل الكتف Shoulder Arthritis هو حدوث تهيج للبنى المفصلية في الكتف مما يؤدي إلى تأذي غضروف المفصل والذي قد يصل إلى مرحلة تلف الغضروف وهذا يسبب فقدان وظيفة المفصل.
يعتبر مفصل الكتف من النمط (كرة-مقبس)، حيث يتألف من رأس عظم العضد (الكرة) والذي يستقر في الجوف الحقاني (المقبس) بما يسمى بالمفصل الحقاني العضدي Glenohumeral joint، ينتج عن هذا التمفصل حركة واسعة للذراع.
لا يقتصر التهاب المفاصل الكتف على المفصل الحقاني العضدي، حيث قد يحدث الالتهاب في المفصل الأخرمي الترقوي Acromioclavicular joint (التقاء عظم الترقوة بأخرم لوح الكتف).
يسمح الغضروف؛ المغطي للسطوح المفصلية (رأس العضد-الجوف الحقاني)؛ للسطوح بالانزلاق داخل المفصل مما يسهل حركة المفصل كما أنه يحمي العظام من الصدمات، لذا في المراحل النهائية للالتهاب قد يحدث تلف الغضروف مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها والشعور بألم شديد.
يعد التهاب مفصل الكتف ثالث أشيع التهاب مفاصل بعد التهاب مفصل الورك والركبة لأنه ليس مفصلاً حاملاً للوزن مثل مفاصل الورك والركبة.
أسباب التهاب مفصل الكتف
يوجد العديد من الأسباب المحتملة لالتهاب مفصل الكتف، وهي:
- التهاب المفاصل العظمي: النوع الأكثر شيوعاً من التهاب المفاصل وهو مرتبط بالعمر، حيث مع التقدم بالعمر يصبح الغضروف طرياً ومتشققاً ومن ثم يتآكل مما يؤدي إلى ظهور العظام أسفل الغضروف واحتكاكها ببعضها فيحدث الألم.
- التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم): وهو مرض مناعي ذاتي حيث تقوم أضداد ينتجها الجسم بمهاجمة المفاصل وبطانتها مما يؤدي إلى تورم البطانة وبالتالي تلف الغضروف.
- الرضوض: يمكن أن تؤدي الرضوض مثل كسور الكتف وخلوع الكتف إلى حدوث التهاب في مفصل الكتف بما يعرف بالتهاب مفصل الكتف بعد الرض Post-Traumatic Shoulder Arthritis.
- اعتلال مفاصل تمزق الكفة المدورة: الكفة المدورة هي 4 أوتار لعضلات تحيط بمفصل الكتف لتقوم بدعمه وتحافظ على استقراره، يمكن أن يسبب التمزق الشديد للكفة انزلاق رأس العضد من موقعه الطبيعي واحتكاكه مع العظام الأخرى وبالتالي تلف الغضروف.
- التنخر اللاوعائي: وهو موت رأس العضد (الكرة) نتيجة انقطاع التروية الدموية بسبب الرضوض أو الأمراض (الداء السكري) مما يؤدي إلى تضرر الغضروف وتلفه.
أعراض التهاب مفصل الكتف
تشمل أعراض التهاب مفصل الكتف ما يلي:
- الألم: وهو العرض الأشيع لالتهاب مفاصل الكتف، ويزداد ألم الكتف سوءاً في البداية أثناء ممارسة الأنشطة ويتحسن بالراحة، ومع تقدم الالتهاب قد يحدث عند الراحة أيضاً ويمكن أن يوقظ من النوم، ويمكن للألم أن ينتشر إلى أسفل الذراع والمرفق في حالات الالتهاب الشديد.
- تيبس المفصل: يؤدي إلى تحدد نطاق حركة المفصل مما ينتج عنه صعوبة ممارسة الأنشطة الاعتيادية كارتداء الملابس أو الاستحمام أو القيادة.
- الشعور بالفرقعة: إن تلف الغضروف وفقدانه يترك سطحاً خشناً يسبب عند احتكاكه سماع أو الشعور بالفرقعة.
- قلة النوم: بسبب صعوبة العثور على وضع مريح للنوم سواءً على الجانب المصاب أو غير المصاب.
تشخيص التهاب مفصل الكتف
يمكن تشخيص التهاب مفصل الكتف من خلال الفحص الجسدي للمريض مع طرح الأسئلة حول الأعراض التي يعاني منها وعن تعرضه للإصابات.
يمكن أيضاً طلب وسائل تصويرية منها الصورة الشعاعية البسيطة (X-RAY) الذي يظهر حالة العظام وتضيق المسافة المفصلية وظهور النتوءات العظمية بسبب تلف الغضروف، والتصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يظهر الأنسجة الرخوة حول المفصل (كالأوتار).
علاج التهاب مفصل الكتف
تشمل خيارات علاج التهاب مفاصل الكتفين كلاً من العلاج المنزلي مع تعديل نمط الحياة، بالإضافة إلى تناول الأدوية وصولاً إلى العلاج الجراحي.
العلاج المنزلي
يبدأ علاج التهاب مفصل الكتف من خلال الرعاية المنزلية وتعديل نمط الحياة والتي من شأنها أن تحافظ على حركة الكتف وتخفف الألم. يشمل العلاج المنزلي ما يلي:
- تمارين الكتف: تساعد تمارين تمدد الكتف (تمارين التهاب مفصل الكتف) على تحسين نطاق حركة المفصل والحفاظ على استقراره
- الراحة وتعديل نمط الحياة: تجنب الأنشطة التي تزيد آلام الكتف مثل رفع الأشياء الثقيلة والأنشطة الرياضية
- استخدام أكياس الثلج والكمادات الساخنة: تساعد على تخفيف الالتهاب وتحسين التروية الدموية
العلاج الدوائي
يتضمن العلاج الدوائي تخفيف الالتهاب وتسكين الألم من خلال:
- مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية: مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين والنابروكسين
- حقن الستيروئيدات القشرية: وهي الخيار الدوائي الأشيع، حيث يتم حقن الكورتيزون في مفصل الكتف لتخفيف الالتهاب داخل المفصل وتسكين الألم
العلاج الجراحي
يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي عند فشل الخيارات العلاجية الأخرى، ويشمل العلاج الجراحي عدة خيارات جراحية يتم انتخاب أحدها بناءً على نوع الالتهاب وموقعه وشدته.
- تبديل مفصل الكتف الكامل Total Shoulder Replacement: يتم استبدال رأس العضد برأس معدني جديد مع زرع جذع معدني في عظم العضد، ووضع جوف بلاستيكي مكان الجوف الحقاني
- تبديل مفصل الكتف الكامل العكسي Reverse Total Shoulder Replacement: تجرى هذه العملية في بعض الحالات مثل تمزق الكف المدورة، حيث يتم عكس مفصل الكتف من خلال وضع رأس معدني مكان الجوف الحقاني ووضع تجويف متصل مع عظم العضد
- تنضير مفصل الكتف بالمنظار Arthroscopic Shoulder Debridement: يتم إدخال أدوات صغيرة من خلال شقوق إلى مفصل الكتف لإزالة الأجزاء الرخوة من الغضروف
- رأب المفصل Resection Arthroplasty: وهي الجراحة الأشيع في أذيات المفصل الترقوي الأخرمي، ويتم فيها استئصال كمية صغيرة من العظام في نهاية الترقوة، وتمتلئ مساحة الاستئصال بالنسيج الندبي
- إعادة بناء أربطة الكتف Shoulder Ligaments Reconstruction: يتم إصلاح أربطة الكتف التي تسَبَّبَ الالتهاب بتلفها من خلال تقنيات التنظير المفصلي الحديثة
يتم بعد الجراحة وضع الذراع في حمالة لمدة 4-6 أسابيع تقريباً، مع ضرورة ممارسة تمارين نطاق الحركة التي يصفها الطبيب لاستعادة القدرة على الحركة دون الإضرار بالكتف.
الوقاية من التهاب مفصل الكتف
يمكن الوقاية من التهاب مفصل الكتف من خلال:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي لا تتضمن حمل أوزان
- تجنب الأنشطة والرياضات التي تزيد من خطر إصابات الكتف
- ضبط سكر الدم لتجنب حدوث التنخر اللاوعائي
في الختام يجب أخذ التهاب مفصل الكتف على محمل الجد لأن عند إهمال المرض قد يسبب تلف غضاريف المفصل وبالتالي فقدان وظيفة المفصل.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
تشمل أعراض التهاب مفصل الكتف كلاً من الألم والتيبس والشعور بالفرقعة وقلة النوم.
تشمل خيارات علاج التهاب مفصل الكتف كلاً من العلاج المنزلي مع تعديل نمط الحياة بالإضافة إلى تناول الأدوية وقد نلجأ إلى العلاج الجراحي.
يختلف استمرار التهاب مفصل الكتف حسب شدة الالتهاب والإجراء العلاجي المُجرى، حيث يستغرق في الحالات الخفيفة 2-4 أسابيع أما الحالات الشديدة فقد تستغرق عدة أشهر.
