جراحة تطويل القامة إجراء حديث يعتمد على مثبتات أو مسامير تقوم بزيادة الطول تدريجياً.

جراحة تطويل القامة

جراحة تطويل القامة في تركيا (عملية تطويل العظام والقامة) هي من عمليات الجراحة العظمية التي يتم فيها زيادة طول القامة على حساب الفخذ والساق غالباً، وهي عملية جراحية علاجية وتجميلية في الوقت ذاته.

ما هي جراحة تطويل القامة؟

هي عمل جراحي يتم فيه زيادة طول عظام الساقين أو الذراعين، وتحدث هذه الزيادة بشكل تدريجي وعلى فترة طويلة من الزمن لكي تحظى العظام  والأنسجة الرخوة (كالجلد، العضلات والأعصاب) بعد العملية بالزمن الكافي لتنمو طولاً.

تحتاج عملية تطويل القامة عدة أشهر كي تظهر نتيجة ملحوظة، ومن الممكن مشاركة هذه العملية مع إجراء آخر كتصحيح التشوه العظمي التدريجي أو الفوري.

تتم إطالة عظم الفخذ، الظنبوب، العضد والساعد روتينياً و من الممكن تطويل بعض أصابع القدم كي تصبح متناسقة مع بعضها البعض مما يضفي ناحية جمالية على القدم أو لعلاج تشوه ما.

من الخاطئ اعتقاد أن عملية تطويل القامة سيؤدي لزيادة في الطول على حساب الجذع (أي صدر أو بطن المريض) فهذا الأمر يحتاج لتغيير طول العمود الفقري وما يترتب عليه من نتائج سلبية عديدة ولا يتم اللجوء إليه عملياً. 

لمحة عن تاريخ جراحة تطويل القامة

على الرغم من كون جراحة تطويل القامة بمفهومها الحالي إجراءً حديثاً، إلا أن تطبيق هذا المفهوم في الممارسة الطبية العامة يعود لما يزيد على القرن.

في عام 1905 كان الدكتور كوديفيلا Alessandro Codivilla of Bologna أول من قام  بتطبيق شد هيكلي على الأطراف بهدف زيادة طولها، حيث اعتمد على عدة طرائق يتم عبرها تطويل العظم منها سحب الطرف بقوة تحت التخدير وقطع العظم المعترض oblique osteotomy، وكانت جميعها طرق مكلفة غير آمنة و مؤلمة للغاية.

عام 1921 قام الطبيب بوتي Putti باقتراح تقنية الشد التدريجي والمستمر لإطالة عظام الساقين، لكن النقلة النوعية لهذا النوع من الإجراءات حدثت في الخمسينات على يدي البروفيسور الجراح اليزاروف Ilizarov الذي قام بوضع مثبتات حلقية خارجية  لأول مرة حول الطرف المراد إطالته  ووضع مبادئ نظرية تكون العظم بالافتراق distraction osteogenesis التي بقيت النظرية الرائدة في هذا المجال حتى أواخر القرن الماضي.

تعتمد جراحة تطويل القامة في وقتنا الحالي على المسامير القابلة للزرع التي يمكن من خلالها التحكم بآليات التطويل بدقة، ومن هذه المسامير نذكر مسمار بليسكانوف 1983، مسمار فيتبون 1991، مسمارفينيكس 2000، وأحدثها مسمار بريسيس 2011.

زيادة الطول عن طريق الجراحة

تقوم زيادة الطول على عدة مبادئ حيوية بسيطة تعتمد في جوهرها على الشد و التوتير tension stress.

يؤدي الشد التدريجي للأنسجة الحية باستعمال لمسامير و المثبتات وغيرها من التقنيات الجراحية إلى خلق حالة من عدم الاستقرار الذي يؤدي إلى تحفيز النمو بشكل فعال والمحافظة على نشاط الخلايا المسؤولة عنه لفترات طويلة.

مع توفر التروية الكافية سيؤدي هذا الشد المتزايد مع الوقت إلى تنشيط عمليات حيوية و تفاعلات تجديدية تنتهي بزيادة الطول وفق اتجاه الشد.

تتضمن زيادة الطول العظمي بعد عملية تطويل القامة أربع مراحل:

  1. رحلة الكمون أو الخفاء latency phase: و هي الفترة الممتدة بين فصل العظام وحتى الوصول لمرحلة الافتراق، يحدث فيها التهاب و تشكيل للدشبذ (ما يشبه الغراء الطري بين العظم) وتستمر حتى ثلاثة أسابيع.
  2. مرحلة الافتراق distraction phase: يتم فيها شد طرفي العظم و تبعيدهما عن بعضهما البعض وهنا تحدث الزيادة في الطول التي تقدر ب1 مم في اليوم و تستمر ثلاثة أسابيع أيضاً.
  3. مرحلة التصلب و التماسك consolidation phase: تتم إزالة الشد وإعطاء العظام الجديدة بعض الوقت كي تتصلب وتتمعدن، و تستمر ثلاث شهور.
  4. مرحلة إعادة النمذجة remodeling phase: و هي المرحلة الأخيرة التي تصبح فيها العظام المتشكلة قاسية كالعظام الطبيعية.
توضح هذه الصورة مراحل تطويل العظام بعد العملية
مراحل جراحة تطويل القامة حيث تبدأ بالكمون على اليسار يليها الافتراق ثم التصلب وأخيراً إعادة النمذجة.

تقنيات جراحة تطويل القامة في اسطنبول

توجد تقنيات عديدة تم تطبيقها في عملية جراحة تطويل القامة بعضها قديم قد تم الاستغناء عنه والبعض الآخر يحتاج للمزيد من الأدلة العلمية لإثبات فعاليته.

تصنف التقنيات المستخدمة حالياً في جراحة تطويل القامة إلى نوعين رئيسيين:

  1. تطويل القامة بواسطة بالمثبتات الخارجية (تطويل خارجي): يعمل استشاري الجراحة العظمية على تركيب هيكل معدني خارجي في المستشفى و يبقى هذا الهيكل عدة أشهر.
  2. تطويل القامة بالمسمار الداخلي (تطويل داخلي): يجرى هذا التداخل من قبل أطباء متخصصين و يحتاج مركز متقدم حيث يتم زرع مسامير داخل نخاع العظام بهدف تطويلها.

     

يتكون المثبت الخارجي الذي ابتكره الطبيب اليزاروف من عدة حلقات معدنية بينها أسلاك متينة يمكن تحريكها عند الحاجة.
مثبت اليزروف الخارجي.

من العمليات شائعة التطبيق حالياً:

  1. تطويل القامة باستخدام قوالب اليزاروف الخارجية للتثبيت: وتدعى أيضاً جراحة  تطويل العظام بالمثبت الخارجي حلقي الشكل إذ يوضع على ساق المرضى جهاز يتألف من عدة حلقات كاملة الاستدارة تصل بينها عدة أسلاك، يقوم هذا الجهاز بالحد من الحركة و يمنع أطراف العظام المفصولة من أن تتباعد.
  2. التطويل مع وضع مسمارlengthening over nail (LON): يتم تطويل العظام بتثبيت مسمار في طرفي العظم و شده بشكل يؤدي إلى تباعد الطرفين عن بعضهما، قد يكون هذا المسمار داخل العظم الأمر الذي يغني عن الحاجة لتثبيت خارجي خاصة إن كان المريض غير مرتاحاً لاستخدامه.

     

التطويل مع وضع مسمار خارجي
جراحة تطويل القامة بالمسمار الخارجي.
  • التطويل قبل وضع مسمار lengthening and then nail (LATN): تشبه التقنية السابقة لكن هنا يتم فصل طرفي العظم بشكل تدريجي بعدها يُزرع مسمار داخل العظم لتثبيته.
  • مسامير التطويل القابلة للزرع implantable lengthening nails (ILN): أحدث التقنيات الموجودة حالياً تعتمد على زرع مسمار داخل النخاع مصنوع من التيتانيوم في العظم، حيث يقوم بتطويل القامه بشكل فعال و مستمر ويتم التحكم به عن طريق الريموت كونترول.

     

  • جراحة تطويل القامة
    جهاز اللاسلكي (الريموت كنترول) المستخدم في جراحة تطويل العظام بالمسمار الداخلي.

    تتمتع بعض التقنيات بأفضلية على البعض الآخر، فاستخدام المثبتات الخارجية في عملية تطويل قامة المريض إجراء رخيص ولكن العلاج عن طريقه يأخذ وقتاً يصل حتى السنة إضافة إلى كون الجانب التجميلي ضعيفاً أحياناً.

    من جهة أخرى التقنيات الحديثة في تطويل القامة مكلفة للغاية، كما أن بعض الأشخاص قد لا يستطيعون المشي بعد العملية لفترة من الزمن لأن ذلك سيؤدي لفشل عملية زيادة الطول.

    من يحتاج جراحة تطويل القامة؟

    انتقلت الحاجة لإطالة العظام خلال المئة عام الماضية من كونها علاجاً للتشوهات العظمية الناتجة عن أمراض عديدة كشلل الأطفال وإصابات الحروب والكسور الملتحمة بشكل خاطئ إلى علاج حالات ثانية أصبحت شائعة مثل قصر العظام ومشاكل المفاصل المكتسبة وليس الخلقية كالأذيات والالتهابات و انقطاع التروية عن العظام والمفاصل.

    ركزت العديد من الدراسات في الماضي على الجانب العلاجي في عملية تطويل القامة، إلا أن تحسن الصحة العامة وتناقص انتشار الأمراض المؤدية لتشوهات العظام وتحول غالبية الأعمال إلى النظام المكتبي المريح بعيداً عن الإصابات والأذيات قد دعى للتفكير بالجراحة كحل لقصر القامة دون وجود حالة مرضية تدعو إلى ذلك.

    من الشائع في وقتنا الحالي أن يخضع الأفراد الذين يعانون من حالة تدعى تباين طول الساقين leg length discrepancy لعملية تطويل القامة وغالباً ما تُجرى في الطرفين معاً.

    يجب أن يكون الشخص المرشح للخضوع لعملية تطويل القامة :

    •  بالغاً مكتمل نموه يتمتع بصحة جيدة ويُفضل أن يكون غير مدخن.
    • يتمتع بالاستقرار النفسي ويحظى بدعم جيد من أسرته.
    • على دراية تامة بما قد تحمله الجراحة من خطورة و اضرار على الرغم من ندرتها في المراكز المتخصصة كمركزنا.
    •  أن يملك فكرة عن تكلفة العملية وما يترتب عليها من التزامات بتعليمات أخصائي الجراحة بعد القيام بها.
    •  لا يوجد طول محدد تماماً يجب أن يجري المريض فيه عملية تطويل القامة إذ يعتمد إجراؤه على رغبة المريض بشكل رئيس.

    نتائج جراحة تطويل القامة

    وسطياً يمكن القول عن عملية تطويل القامة أنها ناجحة إذا زاد طول العظام الساق 5 سم أو ما يعادل 2 إنش، من الممكن أن تحدث الزيادة في الطول على حساب عظام الفخذين والساقين معاً عندها تنجح العملية بتطويل الجسم حوالي 10 سنتيمتر.

    بعد جراحة تطويل القامة يزاداد الطول وسطياً 7 سم
    جراحة تطويل القامة ونتائجها.

    يختلف معدل الزيادة في الطول بعد عملية تطويل القامة لأسباب عديدة مثل العمر و الجنس و النشاط البدني، فعلى الرغم من كون المعدل الوسطي 1 مم يومياً بعد العملية إلا أن بعض المرضى يستجيبون بشكل متفاوت.

    بشكل عام، تحظى جراحة تطويل القامة بنسب نجاح أعلى من بدائلها التي لا تتطلب جراحة إذ تصل نسبة نجاح العملية إلى 95% ولا تترك خلفها ندبة كبيرة، أما اختلاطاتها فهي نادرة.

    كي يحظى المرضى بأفضل نتائج عليهم:

    1. عدم التردد بطلب مشورة طبية عند ظهور مضاعفات.
    2. الابتعاد عن التمارين الرياضية خصوصاً المجهد منها.
    3. إتباع برنامج غذائي متوازن وزيادة استهلاك الأطعمة الحاوية على الكالسيوم و فيتامين د.
    4. أن يبدأ بالمعالجة الفيزيائية ويلتزم بها بعد العملية إن كان إجراؤها مؤثراً على النتائج.

    مخاطر جراحة تطويل القامة و تأثيراتها الجانبية

    أهم ما قد يعاني المرضى منه بعد عملية تطويل القامة هو التصلّب المبكر premature consolidation، حيث تشفى العظام بسرعة زائدة لا يرغب بها الطبيب إذ لا يزداد طولهم بالقدر الكافي قبل انتهاء العملية، يمكن أن يحدث ذلك بسبب خلل في تقدير الوقت اللازم الذي تستغرقه عملية الفصل.

    يحتاج الأطباء في الحالة السابقة للقيام بعملية تطويل جديدة  بهدف تجزيئ الطرفين العظميين من جديد، الأمر الذي سيرفع نسبة نجاح التداخل وتطويل القامة بالقدر المطلوب.

    من جهة أخرى، يعاني بعض قصار القامة الذين قاموا بالعملية من مشكلة زيادة الطول ببطء، من الممكن أن يلعب التدخين والسكري وكبر سن المريض دوراً في ذلك، حيث تتم متابعة المرضى عادةً كل 7 أيام خلال طور الفصل بهدف تقويم التطور الحاصل.

    يتم حل هذه المشكلة عادة عبر جراحات مكملة يقوم الطبيب فيها بتغيير مسافة تثبيت الجهاز بحيث يؤدي إلى القصر في القامة مؤقتاً حتى تتحسن عملية تشكل العظم، و قد يتم اللجوء إلى زرع طعم عظمي مؤقت لتحفيز العظام للنمو إن سمحت الحالة بذلك.

    من أشيع اختلاطات و المخاطر:

    • الألم لمدة زمنية قصيرة قد تطول
    • النتائج التجميلية ليست بالدرجة المطلوبة
    • التقلص العضلي (التقفع)
    • التهاب العظام
    • أذية الأعصاب و الأوعية الدموية
    • تشوهات العظام والأطراف والمفاصل

    معظم الاختلاطات السابقة يمكن تدبيرها ولا تتجاوز نسبتها في مراكز متقدمة في ألمانيا، تركيا، المملكة العربية السعودية 15%.

    لا تترددوا في التواصل معنا لطرح تساؤلاتكم واستفساراكم حول جراحة تطويل القامة و نتائجها و طلب المشورة الطبية.


    المصادر

    الأسئلة الشائعة

    يكون تكلفة تطويل القامة حوالي 12 ألف دولار أمريكي في المثبتات الخارجية في حين تكون التكلفة حوالي 30 ألف دولار أمريكي في المثبتات الداخلية.

    لا ينتج ألم مباشر نتيجة العملية، لكن قد يشعر المريض ببعض الألم في عضلاته و قد يشعر أنها مشدودة قليلا.

    عملية زرع مسمار داخلي هي أنسب إجراء لزيادة الطول لأنه الأكثرأماناً والأفضل نتيجةً.

    يستطيع المرضى العودة لحياتهم الطبيعية بعد  8-12 أسبوع من عملية تطويل القامة.

    لحجز موعد عند الدكتور شتين ايشك
    في إسطنبول إضغط هنا

    لحجز موعد عند الدكتور شتين ايشك
    في إسطنبول إضغط هنا

    AR