علاج التهاب المفاصل الروماتويدي يقوم بشكل أساسي على تخفيف الالتهاب وتحسين الأعراض لأنه مرض مزمن غير ممكن العلاج بشكل تام خصوصاً إن تم اكتشافه في مراحل متقدمة.
ما هو علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟
هو العمل على التوصل للتشخيص بشكل مبكر مما يسمح ببدء بروتوكولات علاج التهاب المفاصل الروماتويدي الأمر الذي سيمكن المرضى من أن يحظوا بحياة مستقرة نسبياً بين هجمات التهاب المفاصل والمباعدة بينها قدر الإمكان.
تشمل العلاجات الحالية لالتهاب المفاصل الروماتويدي:
- الأدوية: تُعطى لفترات طويلة لتخفيف الأعراض وإبطاء سير المرض.
- العلاج الداعم: كالعلاج الفيزيائي والعلاج المهني، لإبقاء المرضى فعالين ومستقلين في حياتهم وعملهم.
- الجراحة: لتصحيح أي مشاكل مفصلية ستنشأ عن التهاب المفاصل المزمن.
وهناك العلاجات البديلة والطب الشعبي مثل الوخز بالإبر، المساجات، التقويم العظمي والعلاج اليدوي للظهر، وقد أبدى العديد من المرضى تحسناً بعد تطبيقها على الرغم من قلة الأبحاث التي تدعم فعاليتها.
لمحة عن التهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل الروماتويدي أو الرثياني هو مرض مناعي ذاتي يصيب مفاصل الجسم ويتميز بالتهاب يشمل المفصل نفسه مع الأنسجة المحيطة به أحياناً، ويحدث بشكل خاص في عدة مفاصل في اليد مع يبوسة صباحية قد تستمر عدة ساعات.
عادةً ما تكون أمراض المناعة الذاتية مشاكل مزمنة لا يوجد لها مسبب مباشر وواضح وعلاج هذه الحالات يكون عادة بضبط الأعراض قدر الإمكان وإيقاف تطور الحالة، لأنه مع الوقت سيؤدي الالتهاب غير المعالج لإلحاق الضرر بالغضاريف المفصلية وتفتيت العظم تحته نتيجة الاحتكاك.
الروماتويد أحد أشكال التهاب المفاصل وله نمط مميز حيث أن الإصابة تبدأ بحدوث ألم وتيبس في المفاصل الصغيرة في أصابع اليد وتكون متناظرة وتأخذ بالانتشار نحو مفاصل أكبر إن لم تتم معالجتها في الوقت المناسب.
هناك ما يزيد على 100 نوع من الالتهابات المفصلية لذا يجب تفريق التهاب المفاصل الروماتيزمي عن التهابات المفاصل الثانية والتي من أشيعها:
- الفصال العظمي: غالباً ما تكون أعراضه أقل شدة، كما أنه يصيب المفاصل الكبيرة والحاملة للوزن في الجسم.
- لتهاب المفاصل الصدافي: عند فحص المريض يُلاحظ وجود التهاب للجلد واحمرار يسبق حدوث الأعراض في المفصل، يعاني حوالي 10-30% من مرضى الصداف من التهاب المفاصل الصدافي.
- النقرس: تكون أعراضه على شكل هجمات فجائية حادة من الألم ويصيب مفصل إصبع القدم الكبير بشكل مميز، يترافق مع مشاكل كلوية أو تناول الأطعمة التي ترفع حمض البول كاللحوم.
- الذئبة: المرض جهازي بمعنى أن إصابته لا تقتصر على المفاصل فقد تسبب فقر الدم والقرحات الفموية وتساقط الشعر كما أن تشخيصه يعتمد على فحوصات مخبرية تحتاج لوقت طويل.
أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي
تتنوع الأعراض بين المرضى بشكل كبير لأن استجابة المريض الطبيعي المناعية تختلف من وقت لآخر بحسب صحته العامة وحالته النفسية والتغذية التي يحصل عليها.
هناك نوعان من الأعراض التي ترافق التهاب المفاصل الروماتويدي:
- أعراض مفصلية
- أعراض جهازية
يبدأ المرض بطيئاً وتدريجياً حيث يتظاهر الشكل المبكر بتيبس، آلام مفصلية خفيفة، والتعب العام، ومن الممكن ألا ينتبه المريض إلى التورم المفصلي في البداية خصوصاً إن كان وزنه زائداً.
تتضمن الأعراض المفصلية ما يلي:
- التيبس الصباحي الذي يستمر أكثر من ساعة بعد الاستيقاظ
- الألم المصاحب لارتفاع حرارة المفصل عند عدم استخدامه لمدة ساعة
- يكون الألم متناظراً إذ تشعر به في جانبي الجسم
- تورم المفصل المصاب
- إن تم إهمال الحالة يحدث تلف في المفصل يؤدي لتحدد حركته وتشوهه
تتركز هذه الأعراض عادة في:
- أصابع اليدين
- المعصمين
- الركبتين
- القدمين وأصابعهما
- الجذع والعمود الفقري في الرقبة نادراً
هناك مجموعة من الأعراض التي تشاهد عند بعض المرضى و لا تتعلق بالمفاصل مثل ألم الصدر عند سحب النفس، جفاف العينين والفم، ظهور عقيدات تحت الجلد وأخبراً مشاكل في النوم.
هناك علامات مميزة تدل على كون المرض شديداً مثل نقصان الوزن، تشوه المفاصل وارتفاع الحرارة بشكل كبير.
أسباب وعوامل خطورة التهاب المفاصل الروماتويدي
يبقى السبب الحقيقي وراء التهاب المفاصل الروماتويدي مجهولاً ويُعتقد أنه يحدث نتيجة تفاعل جينات المصابين مع البيئة المحيطة حيث أنه بالنسبة لمرضى التهاب المفاصل الرثوي إيجابي التحليل هناك احتمال 40-65% أن يورثوا المرض لأبنائهم.
يتميز المرض بكونه مناعي ذاتي أي أن الجهاز المناعي يصاب بخلل وظيفي ويسبب ذلك إلى مهاجمته لأنسجة الجسم الطبيعية، وتقوم الخلايا المناعية أيضًا بإنتاج أجسام مضادة تستهدف غضاريف المفاصل و أربطته وتدمرها.
مع مرور الوقت وترقي المرض، يسبب الالتهاب المزمن تحرر مواد كيميائية وعوامل التهابية تؤذي العظم، الأوتار والأربطة المجاورة مما يجعل المفصل ضعيفاً وعرضة للإصابة.
التهاب المفاصل الروماتويدي مرضٌ متعدد العوامل حيث تشمل أهم عوامل الخطورة المؤدية لحدوثه:
- العمر: ترتفع معدلات الإصابة في الخمسينات وتحدث وسطياً بين عمري 30 و 60 سنة
- الجنس: مثل جميع الأمراض ذاتية المناعة يشيع المرض عند النساء بشكل أكبر
- الجينات: ترتبط بعض الأنماط الجينية مثل HLA class II بمعدلات أعلى لحدوث التهاب المفاصل الروماتويدي
- التدخين: يتناسب حدوث التهاب المفاصل الروماتويدي طرداً مع مدة التدخين
- السمنة: خصوصاً السمنة المفرطة لأنها تنهك المفاصل
- النظام الغذائي: الإكثار من تناول الملح والسكر واللحوم الحمراء
تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي
لا يوجد اختبار نوعي لتشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تظهر عند بعض المرضى نتائج مخبرية تدل على حدوث مشكلة ما، لكن بالمقابل تكون نتائج تحاليل الدم عند البعض الآخر طبيعية تماماً.
بشكل عام هناك تحليلان مخبريان أساسيان تكون نتيجتهما إيجابية في معظم حالات التهاب المفاصل الروماتويدي:
- العامل الروماتويدي
- الجسم المضاد anti-ccp
عند المقارنة بين هذين التحليلين وُجد أن تحليل anti-ccp هو الأدق والاكثر نوعية لتحديد مدى الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي وكونه إيجابياً ستغير مسرى العلاج ومدته والأدوية التي سيتم إعطائها.
تبعاً لذلك تصنف أنواع الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي إلى:
- التهاب المفاصل الروماتويدي إيجابي التحليل المصلي: يمتلك نتيجة إيجابية لفحص anti-ccp في الدم أي أن هناك أجسام مضادة تهاجم أنسجة المفاصل.
- التهاب المفاصل الروماتويدي سلبي التحليل المصلي: تعني سلبية فحص anti-ccp في الدم غياب الأجسام المضادة التي ستهاجم المفاصل لكن ذلك لا يعني أنها غير قابلة للتواجد فيما بعد إذ أبدى بعض المرضى نتائج إيجابية بعد فترة من الفحص.
- التهاب المفاصل الطفلي مجهول السبب: مرض يصيب الأشخاص تحت سن ال17، تماثل أعراضه التهاب المفاصل الروماتويدي عند الكبار لكن مع إصابة العينين بالتهاب مزمن ومشاكل في النمو.
توجد بعض الفحوص المخبرية المتممة الأقل نوعية لالتهاب المفاصل الروماتويدي مثل:
- تعداد الدم الكامل والصيغة الدموية
- حمض البول والتحاليل الاستقلابية
- CRP
- معدل التثفل الدموي ESR
- الاختبار المناعي ANA
- تحاليل الكبد
- الصور الشعاعية للمفاصل
- إيكو المفاصل
- تحليل السائل المفصلي
علاج التهاب المفاصل الروماتويدي
يتطلب علاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي وقتاً طويلاً ويتم بإشراف أخصائيين خبراء ويشمل العلاج الدوائي والفيزيائي والجراحة إن اقتضت الحاجة لذلك.
تسمى الأدوية التي تعطى في بداية علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بالأدوية المعدلة لسير المرض الروماتيزمي disease modifying antirheumatic drugs (DMARDs) ويجب أن تعطى لجميع المرضى، لأنها تساهم بشكل خاص في إبطاء سير المرض ومنع حدوث تشوهات في المفاصل.
ينبغي أن تتم متابعة سير مرض الروماتيزم بشكل مستمر للتأكد من كون المرض مضبوطاً حيث أن الهدف الأساسي هو منع تطور المرض وترقيه.
الأدوية
بشكل أساسي تُعطى الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل مثل الأسبيرين والإيبوبروفين، حيث تعمل هذه الأدوية على تخفيف الالتهاب وإنقاص الوذمة المفصلية لكنها قد تحدث أعراض جانبية عند استخدامها فترة طويلة لذا ينبغي تناولها عند علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بجرعات قليلة ولفترة قصيرة.
تشمل أدوية DMARDs التي تُعطى الميثوتركسات والسلفاسالازين وهي تحتاج عدة أسابيع لعدة أشهر لكي تظهر تحسناً في الأعراض وتحتاج مراقبة جيدة لأن لها تأثيرات جانبية قد تكون خطيرة.
تعمل الكورتيزونات بشكل ممتاز على تخفيف الحالة الالتهابية لكن لا يُنصح باستخدامها بجرعات عالية لفترات طويلة.
إن فشلت جميع الأصناف الدوائية التقليدية في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن اللجوء للأدوية البيولوجية والاصطناعية لكنها قد تكون خياراً مكلفاً وبأعراض جانبية مرهقة للمرضى، ونذكر منها:
- إيتانيرسيبت
- أباتاسيبت
- ريتوكسيماب
- أناكينرا
- أزاثيوبرين
- سيكلوفوسفاميد وسيكلوسبورين
العلاج الفيزيائي
يقوم المعالج الفيزيائي بتدريب المريض على القيام بتمارين رياضية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي حيث تؤخر فقدان الفعالية في المفصل المصاب بالتهاب لأن هذا الالتهاب قد يسبب تحدد في حركة المفصل لاحقاًَ إن تم إهماله.
من بعض طرق العلاج الفيزيائي نذكر:
- تقنيات حماية المفاصل المصابة بالتهاب
- العلاج بالحرارة والبرودة لالتهاب المفاصل الروماتويدي
- الصفائح والجبائر العظمية
- الراحة
الجراحة
يتطلب علاج التهاب المفاصل الروماتويدي القيام بالعمليات الجراحية العظمية عندما تتأذى المفاصل بشكل كبير وتشمل الجراحة عادة القيام ب:
- إزالة الجزء المصاب من المفصل
- استبدال المفصل بالكامل في حالات شديدة مثل استبدال الركبة والحوض
النظام الغذائي
يكون لدى بعض المرضى غالباً تحسس على بعض الأغذية لذا يجب عليهم أن يتجنبوها، ويوصى بشكل عام بحمية غذائية متوازنة تحتوي على كميات كافية من زيوت السمك والأوميغا 3.
ينبغي على المرضى المدخنين الإقلاع عن التدخين بشكل كامل لأنه من أهم العوامل التي تؤدي لتفاقم الأعراض مع الوقت، كما يجب تجنب شرب الكحول قدر الإمكان.
يمكن للمرضى أن يتجنبوا الحاجة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي الدوائي المجهد عن طريق المحافظة على نمط حياة صحي وغذاء متوازن.
يمكنم التواصل معنا لمعرفة المزيد عن التهاب المفاصل الروماتويدي وعلاجه.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
علاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي يقوم على تلطيف الأعراض وإن تم الالتزام بالدواء ستكون النتائج ممتازة خصوصاً عند استخدام DMARDs، من الممكن أن تحدث هجمة التهاب حادة بنسبة 35% إن لم يتم تناول الأوية لمدة عام.
تمثل التحاليل الدموية أساس التشخيص لأنها تكشف التغيرات المناعية التي ستسبب المرض قبل تفاقم أعراضه.
الإجهاد، قلة النوم والضغط النفسي إضافة للأمراض الثانية كالرشح والأنفلونزا.
يمكن لالتهاب المفاصل الروماتويدي غير المعالج أن يسبب تلف المفاصل بالكامل والحاجة لاستبدالها.
للأسف لا يمكن الاستغناء عن الدواء بشكل نهائي لأنه مرض مزمن ومترق