كسر إصبع اليد من الإصابات الشائعة التي قد يتعرض لها الإنسان خلال حياته، والذي قد يبدو بسيطاً في بعض الأحيان إلا أنه قد يسبب مشاكل خطيرة في حال الإهمال أو فشل المعالجة.
عن طريق أصابع اليد تستطيع تنفيذ مهامك اليومية الأساسية، لذلك فإن أي ضرر فيها مثل كسر إصبع اليد قد يؤدي إلى مشاكل مزعجة، تابع في هذا المقال لتستكشف أكثر عن هذا الكسر وطرق التشخيص والعلاج.
مقدمة عن كسر إصبع اليد
تتكون اليد الطبيعية عند الإنسان من 27 عظمة، تنقسم إلى 14 عظمة سلامية، 5 عظام مشطية، 8 عظام رسغية.
جميع اصابع يد الإنسان مكونة من 3 سلاميات عدا إصبع الإبهام مكون من سلاميتين فقط، يمكن أن يحدث كسر لأي من هذه السلاميات كما يمكن أن يحدث كسر مفصل الاصبع وهي مناطق اتصال هذه العظام ببعضها (المفصل بين السلامي القريب والمفصل بين السلامي البعيد) والمفصل أو منطقة اتصال السلاميات مع العظام المشطية في اليد (المفصل السلامي المشطي).
يمكن أن تحدث كسور الإصبع من خلال شد الأربطة والأوتار المتواجدة بالقرب من الأصابع للاصبع يسمى هذا النمط من الكسور بالكسور الانقلاعية.
تمثل كسور اصابع اليد finger fractures أشيع إصابة رياضية تحصل بين البالغين والمراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية.
أسباب كسر إصبع اليد
تحصل معظم حالات كسر إصبع اليد نتيجة أسباب رضية، نذكر بعضاً من الحالات الشائعة التي تؤدي إلى شرخ في إصبع اليد:
- ضربة قوية على اصبع اليد تكون بجسم صلب أو كرة
- السقوط على اليد أو الكف يمكن أن يؤدي إلى حالة اصبع يد مكسور
- محاولة صد أحد الضربات القوية باستخدام الأيدي وتلقي هذه الضربة على أحد الأصابع
- صدمة قوية على الأصابع مثل إغلاق الباب عليها أو ضربة مطرقة
هناك بعض العوامل التي يمكنها أن تزيد خطورة التعرض لكسر إصبع اليد، نذكر منها:
- مرضى عوز الكالسيوم نتيجة هشاشة العظام لديهم
- المرضى المصابين بالأورام
- المرضى ذوي المناعة الضعيفة
أعراض كسر إصبع اليد
تختلف اعراض كسر اصبع اليد حسب نوع ومكان وشدة الأذية، تتضمن اعراض كسر الإصبع بشكل عام ظهور العلامات التالية:
- أشيع أعراض كسر الأصبع هو الشعور بألم شديد والذي يظهر بعد الإصابة مباشرة
- صعوبة بتحريك الإصبع
- يلاحظ تورم في المكان أو المنطقة المكسورة
- كدمات واحمرار تستمر لفترة بعد الاصابة
- حس الخدر والتنميل
- تغير ملحوظ بلون الظفر
- تشوه بالشكل الطبيعي للإصبع المكسور
لضمان المعالجة الناجحة يتوجب عليك زيارة أقرب مركز رعاية صحية، في حال شككت بكسر لإحدى أصابع يدك، بحيث تتفادى العقابيل الثانوية التي قد تحصل بسبب هذا الكسر.
تشخيص كسر إصبع اليد
يتم تقسيم تشخيص كسور أصابع اليد إلى عدة مراحل:
الفحص السريري
يفحص فيه الطبيب اليد المتأذية، ويتم السؤال عن تفاصيل الحادث أو الصدمة التي أدت للإصابة، يسعى فيه الطبيب لتحديد الإصبع المكسور وذلك بفحص مجال حركة الأصابع المصابة ورؤية التورم والكدمات والتشوه الشكلي بالإصبع مقارنة بالأصابع في الطرف السليم، كما قد يجري الطبيب فحص شامل وعام للجسم خصوصاً بعد الحوادث التي تؤدي لكسور أخرى مثل كسور القدم والكوع والمعصم أو كسور الذراع (كسور الساعد وكسور العضد)، والتأكد من احتمال وجود كسر في الرسغ أو المرفق.
التصوير الشعاعي
عادة ما يتم طلب الصورة الأشعة السينية لليد المصابة من أجل رؤية وتحديد درجة ونوع ومكان الكسر بدقة، كما يمكن لهذه النوع من التصوير كشف إصابات المفاصل بين السلاميات، ويمكن بحالات أخرى طلب التصوير المقطعي المحوسب CT.
علاج كسر إصبع اليد
يعتمد علاج شرخ اصبع اليد على مكان وشدة الكسر إضافة إلى نمط الكسر، كل ذلك يتم تحديده من قبل الأطباء المعالجين، وعلى هذا الأساس تُوضع الخطة العلاجية، والتي تقسم إلى:
المعالجة المنزلية
تتضمن الخطوات التالية:
- استعمال مسكنات الألم من أجل التخفيف من حدة ألم كسر أصبع اليد.
- رد كسر الإصبع في حال كان من النوع المتبدل (غير المستقر)، يُجرى هذا الرد من قبل طبيب مختص وذو خبرة وتحت التخدير الموضعي.
- تُوضع جبيرة اصبع اليد في حالة الكسر غير المتبدل (المستقر) أو بعد إجراء الرد المناسب للكسر المتبدل، تساعد الجبيرة على إبقاء الإصبع المكسور بحالته الطبيعية والحفاظ على موضعه الثابت.
- ضمان راحة اليد والأصابع في الطرف المصاب والاعتماد مثلاً على استخدام أصابع اليد اليسرى بدلاً من أصابع اليد اليمنى المصابة.
- مع مرور الوقت سيتم طلب صورة شعاعية دورية لتقييم مدى تحسن الكسر ومتابعة الشفاء.
عندما يحصل شفاء الكسر، ستتابع الحالة مع أخصائي إعادة التأهيل الفيزيائي ويتم إعطاء المصاب تمارين تساعد على استعادة الحركة الطبيعية للإصبع المكسور بعد فترة طويلة من عدم تحريكه.
المعالجة الجراحية
يحتاج المرضى إلى جراحة لليد بالحالات التالية:
- فشل الرد والتثبيت للكسر المتبدل.
- تمزق الأربطة والأوتار العضلية في اليد.
- الكسور المتعددة باليد.
- أذيات المفاصل بين السلاميات (القاصي والداني) أو المفصل المشطي السلامي، كون هذه الأذيات تترافق مع مخاطر على المدى البعيد، أبرز هذه المشاكل حدوث الفُصال العظمي في مفصل اليد.
في عملية كسر اصبع اليد يُستخدم التخدير الموضعي لليد المصابة وذلك للتقليل من ألم المريض أثناء هذا الإجراء، يتم بعدها فتح الجلد والوصول إلى العظم المكسور ثم إعادة الجزء المكسور من الإصبع إلى موقعه الأصلي وتثبيته باستخدام الصفائح المعدنية أو الأسياخ أو البراغي.
بعد الانتهاء من العملية يمكن ارتداء الجبس أو جبيرة اصبع اليد التي تضمن تثبيت أصابع وعظام اليد المخلوعة لمدة 4 إلى 6 أسابيع، تُزال الصفائح أو البراغي أو الأسياخ حالما يحصل الشفاء للاصبع المكسور، أو تٌترك مدى الحياة على حسب رأي الطبيب ما لم تسبب مشاكل غير مرغوبة.
بالختام كسر إصبع اليد من الإصابات التي من المهم معرفة التعامل معها لشيوع حدوثها ولأنها تؤدي إلى إعاقة تنفيذ المهام اليومية ولتفادي التأثيرات البعيدة المدى التي يمكن أن تسببها، تُشخص بصورة شعاعية بسيطة لليد، تدبيرها يتم إما بعلاج محافظ وذلك برد كسر الإصبع بيد الطبيب أو جراحياً بالتثبيت الداخلي بالصفائح الصغيرة أو المسامير.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
الأعراض التي تظهر بعد الاصابة والتي تشمل الانتفاخ والتورم وصعوبة بتحريك الإصبع إضافة إلى سماع صوت الفرقعة العظمية عند تحريكه تدل على إصابة إصبعك بكسر.
تتعلق كيفية العلاج بقدر الكسر الحاصل، يمكن بعلاج محافظ عن طريق وضع الجبيرة تثبيت أجزاء الاصبع المكسورة من الإصبع في مكانها، في الكسر الشديد يمكن التفكير باللجوء إلى العمل الجراحي.
يوجد هناك صعوبة بتحريك الاصبع المكسور بعد حصول الاصابة، راحة الاصبع والامتناع عن تحريكه هي من أساسيات معالجة كسر الاصبع.
يحدد الطبيب مدة الشفاء المتوقعة بناءً على خطورة ونوع الكسر، معظم الكسور تحتاج حوالي 4 إلى 6 اسابيع حتى تشفى، بينما في الحالات الأكثر تعقيداً تصل فترة الشفاء حتى عدة شهور.
