يعد مرض السل في العظام نادر نسبياً، ومع هذا من الضروري التشخيص المبكر له رغم صعوبة ذلك في المراحل المبكرة لتجنب المضاعفات الخطيرة التي يسببها في حال عدم معالجته.
ما هو مرض السل في العظام؟
داء السل هو مرض شديد العدوى تسببه بكتيريا المتفطرة السلية، يصيب الرئتين عادةً ولكن يمكنه أيضاً مهاجمة أعضاء أخرى من الجسم بما في ذلك الكلى، الجهاز الهضمي، الدماغ، العمود الفقري والجلد.
أما مرض السل في العظام أو ما يُعرف باسم الدرن العظمي bone tuberculosis فهو مرض مُزمن وشكل من أشكال السل خارج الرئوي الذي يؤثر على العظام والمفاصل مسبباً بؤر درنية فيها وتورم في الأنسجة الرخوة إضافة للآلام الشديدة.
في الولايات المتحدة، يشكل السل العظمي 3% فقط من جميع حالات السل، ويصيب العمود الفقري بشكل أساسي.
أنواع مرض السل في العظام
توجد فئات مختلفة من مرض السل العظمي حسب مكان الإصابة في الجسم، حيث يمكن أن يتسبب في هذه الأنواع:
- مرض السل في العمود الفقري، وهو أكثر الأنواع شيوعاً إذ يشكل حوالي نصف حالات السل العضلي الهَيكلي ويسمى مرض بوت أو التهاب الفقار السلّي
- السل في مفصل الورك
- السل في مفصل الكوع أو المرفق
- السل في مفصل الركبة
- السل في مفصل الكاحل
- السل في عظام الأطراف العلوية
أسباب مرض السل في العظام
يعتبر مرض السل في العظام نادر الشيوع، ولكن في العقود القليلة الماضية ازداد انتشار هذا المرض في الدول النامية لانتشار الإيدز.
يحدث السل العظمي عندما يصاب الشخص بعصية المُتفطرة السلية المعدية، إذ يصيب أعضاء أخرى خارج الرئة، ينتقل السل الرئوي من مريض لآخر عن طريق الهواء بواسطة الرذاذ.
بعد وقوع الإصابة الأولية، عادة ً مايتم احتواء البؤر الدرنية من خلال الاستجابة المناعية الخلوية.
وعند فشل هذه الآلية كما في حالة سوء التغذية أو تقدم العمر أو الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب أو مرض كلوي متقدم؛ تزداد احتمالية إعادة تنشيط العدوى ويتسبب ذلك في ظهور السل النشط بالشكل السريري، إذ تنتقل العصية السلية عبر الدم من الرئتين والعقد الليمفاوية إلى العظام في العمود الفقري أو المفاصل.
ولهذا يتطور مرض السل في العظام بسبب التروية الدموية الغزيرة في منتصف العظام الطويلة وفي الفقرات والمفاصل الكبيرة.
أعراض مرض السل في العظام
قد لا يشعر المريض بأية أعراض في المرحلة المبكرة من مرض السل خاصة إن كان كامناً في الرئتين حيث ينتشر إلى باقي الأعضاء دون أن يشعر المريض بذلك.
وبمجرد الإصابة بالسل العظمي، تبدأ الأعراض التالية بالظهور وتختلف حسب العظم المتضرر:
- آلام الظهر الشديدة
- ألم في العظام الرسغية (متلازمة النفق الرسغي)
- تورم الأنسجة الرخوة
- خراجات
- التكزز
وقد تصيب مرضى السل العظمي أعراض السل الطبيعي، والتي تشمل:
- تعب عام وإعباء
- حمى
- تعرق ليلي
- فقدان الوزن
وفي المرحلة المتقدمة من المرض وفي حال عدم البدء بالعلاج، تظهر الأعراض الخطيرة مثل:
- مضاعفات عصبية، عند حوالي 50% من مرضى داءْ بوت مثل انضغاط الحبل الشَوكي و متلازمة ذيل الفرس
- الشلل النصفي
- تشوهات عظمية، وبالأخص تشوه العمود الفقري مثل تقوس الظهر
- تقصير الأطراف عند الأطفال
- تمدد الأوعية الدموية السلي، وهو من مضاعفاته النادرة
- التهاب السحايا المرتبط بالسل
تشخيص درن العظام
تشمل أشيع الطرق لتشخيص السل العظمي على ما يلي:
زرع بكتيري: يأخذ الطبيب عينة من الدم أو البلغم للكشف عن جرثومة العصية السلية.
الخزعة: تتضمن أخذ جزء من الانسجة المصابة مثل العظام أو المفاصل وفحصها بحثاً عن البكتيريا.
اختبار سوائل الجسم: قد يقوم الطبيب بارتشاف القليل من سائل الجنب المحيط بالرئتين، أو من السائل الدماغي الشوكي أو السائل الزليلي للاختبار والكشف عن بكتيريا السل.
الاختبارات المناعية: وذلك باستخدام عينة من الدم أو سوائل الجسم للتحقق من الأجسام المضادة ضد مرض السل، وحتى الإيدز.
التصوير الشعاعي: تفيد الاختبارات الشعاعية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي في حال وجود تشوهات عظمية.
في حال وجود أي استفسار عن تشخيص السل العظمي يمكن التواصل معنا للإجابة عن جميع الأسئلة.
علاج مرض السل في العظام
ينطوي علاج مرض السل في العظام بشكل أساسي على تناول الأدوية، حيث أن مرض السل في العظام قد يسبب بعض الآثار الجانبية المؤلمة، ولكن الضرر عادة ما يكون قابل للعكس عند معالجته باكراً بالنظام الصحيح من الأدوية، وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى الجراحة حسب شدة الإصابة.
الأدوية
تناول الأدوية هو خط العلاج الأول في مرض الدرن العظمي، يمكن أن تستمر مدة العلاج من 6 إلى 18 شهر على الاقل.
تشمل الأدوية المستخدمة الأكثر شيوعاً في علاج سل العظام:
الدواء | التأثيرات الجانبية |
الريفامبيسين rifapapicin | نزيف، صدمة، فشل كلوي، اليرقان (التهاب الكبد) |
إيثامبوتولethambutol | ضعف بصر وإدراك الألوان |
إيزونيازيد isoniazid | طفح جلدي |
بيرازيناميد pyrazinamide | أذية كبدية والنقرس في بعض الأحيان |
من علامات فعالية العلاج الدوائي للمشخص بمرض السل بعد تناوله دواءه حسب إرشادات الطبيب:
- انخفاض قيمة ESR
- تصبح البؤرة السلية على الأشعة السينية أكثر تصلباً
وقد لا يستجيب المريض للعلاج الدوائي لمرض السل لإحدى هذه الأسباب:
- التشخيص الخاطئ
- المريض غير قادر على تحمل الآثار الجانبية
- السل المقاوم للأدوية
عندها نلجأ إلى أدوية الصف الثاني من علاج مرض السل في العظام، والتي تتضمن:
- الأمينوغليكوزيدات مثل: ستريبتومايسين وأميكاسين وكانامايسين
- الفلوروكينولونات مثل: ليفوفلوكساسين وموكسيفلوكساسين
- كابرومايسين
الستيروئيدات القشرية
يمكن وصف هذه الأدوية في مرض السل العظمي لمنع حدوث مضاعفات مثل الالتهاب حول النخاع الشَوكي أو القلب.
التدبير الوقائي
يجب على مريض السل العظمي الابتعاد عن التدخين والاستهلاك المفرط للكحول، وتجنب الأطعمة الدهنية مثل الدجاج أو البطاطا والأطعمة المقلية الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة.
الجراحة
تلعب الجراحة دوراً محدوداً في علاج مرض الدرن في الهيكل العظمي، إذ يلجأ الطبيب للخيار الجراحي في الحالات الخطيرة، وقد تكون هناك حاجة لأخذ خزعة زليلية لتأكيد التشخيص قبل العمل الجراحي.
من العمليات الجراحية المتاحة لعلاج السل في الهيكل العظمي:
- عملية استئصال الصفيحة الفقرية: تجرى عند مريض السل النخاعي، بسبب عدم استقرار العمود الفقري وظهور الأعراض العصبية نتيجة لذلك.
- عملية إيثاق المفصل (التحام المفصل): وهي جراحة يتم فيها وصل عظمين بينهما مفصل مشترك، بحيث لا يشكل الالتحام خطراً على وظيفتهما، يقوم بها الجراح لإصلاح التلف الناتج عن تدمير المفصل وللتخلص من الألم المزمن في حال فشل العلاجات السابقة، وهو الحل الوحيد في الحالات الشديدة.
المصادر: