صورة توضح تشخيص سرطان العظام وعلاجاته المختلفة

تشخيص وعلاج سرطان العظام

طرق علاج سرطان العظام إجراءات معقدة تتطلب مركز متخصص وكادر مؤهل، فهناك إجراءات متنوعة لعلاج أنواع متباينة من السرطان وتحتاج عادة متابعة مستمرة بدءاً بالتشخيص، العلاج وانتهاءً بالشفاء.

علاج سرطان العظام

هو العمل على معالجة المرض واستئصاله من الجسم، وتختلف هذه العملية بشكل كبير بين المرضى فهناك علاجات تركز على الاستئصال الكامل للكتلة ومنها ما يعمل على تخفيف الأعراض وفي المراحل المتقدمة يتم تقديم العلاج التلطيفي المخفف للألم.

يتم اتخاذ القرارات العلاجية من قبل فريق متكامل من الأطباء متعددي الاختصاصات والمعالجين والاستشارين بناءً على قواعد وبروتوكولات دقيقة يتم فيها تقييم المريض، مدى الإصابة، مرحلة السرطان وخطورته، والأعراض المحتملة ليتم في النهاية تحديد أفضل الطرق الملائمة للعلاج مع مراعاة رغبة المريض وإشراكه بالقرار النهائي.

ينصح المرضى بإجراء كل الفحوصات الطبية اللازمة ويمكنهم سؤال المختصين عن المعالجات المتاحة وكيفية تحقيق الفائدة العظمى منها قبل البدء بها، ولا بد من خلق جو تفاعلي يمكن للمريض فيه أن يكون جزءًا لا يتجزأ من عملية إتخاذ القرار العلاجي.

تشمل أشيع طرق علاج السرطان العظمي مايلي:

  • الجراحة
  • العلاج الكيماوي
  • المعالجة المناعية
  • العلاج الإشعاعي
  • العلاجات البديلة و الطب بالأعشاب

عموماً تتم مراعاة ما يلي عند تطبيق العلاج:

  1. الدرجة و المرحلة الورمية للسرطان
  2. العمر
  3. مدى صحة الفرد العامة
  4. مكان وحجم السرطان.

لمحة عن سرطان العظام

يمكن لسرطان العظم bone cancer أن يتشكل عندما تنمو كتلة أو مجموعة من الخلايا الغير طبيعية داخل العظام، وتدعى الساركوما العظمية.

من الممكن أن يكون الورم خبيث، أي أنه ينمو بسرعة وينتشر لأجزاء ثانية من الجسم، يسمى عندها الورم بالسرطان، أو قد تكون اورام العظام حميدة، تبدأ النشوء في عظام معينة مثل الحوض والعظام الطويلة الموجودة في اليدين والساقين.

صورة ثلاثية الأبعاد توضح سرطان عظم منتشر في الحوض
سرطان عظمي منتشر في الحوض

الأورام التي تتشكل منذ البدء في العظام نادرة ولكنها قد تكون أيضًا شديدة الخبث لذا فالكشف المبكر سيحدد إن كانت ستستجيب للمعالجة أم لا.

يمكنن تقسيم السرطانات العظمية بشكل مبسط إلى نوعين:

  1. ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ الأولي: يتشكل بدءاً من خلايا العظام أو من أنسجة محيطة ويكون عادة الأشد خطورة.
  2. السرطان الثانوي: يحدث عندما ينتشر ورم ويصل للعظام منطلقاً من نسيج آخر كالبروستات، والثدي وغيرهم، وهو أكثر شيوعًا وأعراضه أقل شدة.

تضيف بعض المدراس الطبية نوعاً ثالثاً هو الخباثات الدموية مثل سرطان الدم أو اللوكيميا باعتبارها تعطي أعراض عظمية أحيانا وتنشأ على حساب الخلايا في نخاع العظم.

تشخيص سرطان العظام

يبدي السرطان العديد من العلامات التي يتحرى عنها الطبيب أثناء الفحص، إضافة إلى أعراض عامة مثل الألم وارتفاع الحرارة وغيرها وتكون سبباً لطلب المشورة الطبية في البداية.

أهم ما يتم التركيز عليه قبل وضع  التشخيص النهائي وتحديد نوع السرطان ثم اختيار طرق علاج ملائمة له هو تحديد فيما إذا كان السرطان العظمي أولياً أم ثانوياً بالإضافة لتمييز السرطان الحميد من الخبيث.

يعتمد التشخيص الدقيق لسرطان العظام على معرفة أي عظام يُصيب وما هو مكانه الدقيق في العظم، كيف يبدو في التصوير الشعاعي وماهي الخلايا الورمية الموجودة عند فحص الخزعة تحت المجهر.

الخطوة الأولى هي القصة السريرية الدقيقة طبياً والتي يدونها عناصر الفريق الطبي حيث يحتاجون لسؤال المريض عن أبرز المشكلات الصحية السابقة التي عانى منها ،أسباب دخوله المشفى سابقاً، الأدوية التي يتناولها، والعمليات الجراحية التي أجراها.

بعدها يأتي الفحص السريري الذي يعتبر من الخطوات الهامة، ويمكن تحديد الإصابة بسرطان حميد مثلاً عن طريق جس الكتلة مباشرة، يساعد الفحص في تعزيز الثقة بين الطبيب والمريض الأمر الذي يسمح بتقديم المساعدة الطبية بالشكل الأمثل.

لتحديد التفاصيل المتعلقة بسرطان العظام يوجد فحوصات متممة يتم اللجوء إليها عادةً:

التصوير الشعاعي

تستعمل تقنيات  التصوير الحديثة اليوم الأشعة السينية، الحقول المغناطيسية أو المواد المشعة لتشكيل صورة عالية الدقة عن العضو المصاب، فوجود العديد من الخيارات قد سمح بإمكانية التعرف على معظم الحالات النادرة والصعبة وتشخيصها بشكل صحيح.

 

صورة بالرنين المغناطيسي توضح سرطان العظام في عظم الظنبوب في الساق.
سرطان العظام في عظم الظنبوب في الساق بالرنين المغناطيسي.

تتضمن أحدث طرق التصوير المستخدمة في تشخيص السرطان العظمي:

  • الأشعة السينية: و هي الإجراء الأول حيث يبدو سرطان العظام واضحاً مع وجود سرطانات لا تظهر على الصورة البسيطة.
  • الرنين المغناطيسي: تقنية أكثر أمناً لا يتعرض المرضى فيها للإشعاع، من الممكن حقن مادة تساعد في جعل الصورة أكثر تبايناً مثل الغادولينيوم.
  • الطبقي المحوري: ليس بنفس فعالية الرنين في تصوير سرطان العظام لكن قد يتم اللجوء إليه عند أخذ خزعة.
  • المسح العظمي: للتحقق من حدوث النقائل العظمية.
  • التصوير بالإصدار البوزيتروني: باستخدام سكر موسوم شعاعياً يتم كشف عن الانتشار السرطاني الجسم.

الخزعة

قد يفيد استخدام طرق تصوير مختلفة في توجيهنا في الكشف عن سرطان العظام وتحديد أنواع الأنسجة المصابة لكن التشخيص النهائي يكون عن طريق الخزعة دوماً، أي إزالة كمية قليلة من النسيج من المنطقة المشبوهة وفحصها تحت المجهر.

للخزعة أنواع متعددة:

  • الخزع بالإبرة: تتم إما عن طريق إبرة ثخينة أو رفيعة وهي قليلة الاستخدام في سرطان العظام.
  • الخرعة الجراحية: قد تكون اقتطاعية للتشخيص أو استئصالية تزيل السرطان بالكامل.

الفحوص المخبرية

يتم إرسال خزع سرطان العظام إلى مخبر التشريح المرضي لفحصها وتحديد درجة السرطان وخطورته، وقد يقوم اختصاصيو الأورام بطلب تحاليل دموية مثل:

  • الفوسفاتاز القلوية
  • LDH
  • تعداد دم وصيغة
  • فحوصات كيميائية

علاج سرطان العظام بدون جراحة

لا تتطلب جميع سرطانات العظام العلاج الجراحي، إذ يمكن إعطاء أدوية عن طريق الوريد تعمل على القضاء على المرض وتدعى هذه المعالجة بالجهازية، أو يكون العلاج بوضع الدواء مباشرة ضمن المنطقة المصابة وهذه هي المعالجة الموضعية، كما يمكن علاج سرطان العظام شعاعياً.

العلاج الكيميائي

من أشيع الطرق لعلاج سرطان العظام، ويقوم على استعمال أكثر من دواء يؤدي لمنع الخلايا الورمية من أن تنمو وتنقسم لتعطي خلايا جديدة.

يعطى العلاج عادة وفق جرعات مضبوطة بنظام أو جدول وقد يشمل دواء واحد أو أكثر ومن الممكن أن يتم في العيادة دون الحاجة للبقاء في المشفى.

تتم المعالجة قبل العملية الجراحية خاصةً في سرطان العظام سريع النمو لإيقاف نموه وتقليص حجمه الأمر الذي يرفع نسبة نجاح العملية ويقلل حدوث النكس بعد العلاج، ومن الممكن تطبيق العلاج الكيمياوي بعد الجراحة للقضاء على ماتبقى من السرطان.

العلاج المناعي والموجه

قد يتم تطبيق طرق علاج الورم المناعية عند فشل العلاج كيميائياً، عن طريق استهداف جينات سرطان العظم، أو بروتيناته أو النسج التي تساعد على نموه بهدف إيقاف الأذى الناتج عنه ومنعه من الانتشار.

لا تمتلك كل أنواع سرطان العظام الجينات والبروتينات نفسها، و بالتالي تنحصر فائدة العلاج الموجه عند المرضى الذين أجروا العديد من الاختبارات و التحاليل اللازمة و يمتلكون المقدرة المادية فهذا النوع من العلاج على الرغم من فعاليته العالية فهو مكلف.

العلاج الشعاعي

تطبق أشعة عالية الطاقة على الخلايا السرطانية لعلاج الورم، قد تأتي هذه الأشعة من جهاز خارجي في علاج السرطان بالتشعيع الخارجي أو من حبوب صغيرة تُزرع بالقرب من الورم في علاج السرطان بالتشعيع الداخلي.

يتم اللجوء للتشعيع في سرطان العظام غالباً عند عدم إمكانية استئصال الورم العظم أو قبل العملية و بعدها كمكمل للعلاج.

 

صورة تظهر مريضة تخضع لجلسة علاج شعاعي
علاج سرطان العظام الشعاعي.

العلاج البديل

من طرق علاج سرطان العظام المثيرة للجدل وتتضمن تناول الفيتامينات، الأعشاب كالزعفران، وإتباع حمية غذائية خاصة.

يلجأ بعض المرضى للوخز بالإبر الصينية أو جلسات المساج وما يشابهها من وسائل العلاج لتحسين أعراضهم.

علاج سرطان العظام الجراحي

من أكثر طرق علاج سرطان العظام تطبيقاً، يتم عادة بدء العلاج الجراحي بعد أخذ الخزعة وتحديد نوع السرطان، ومن الهام جداً أن يتم تنسيق الخزعة و الاستئصال الجراحي مع بعضهما وأن تتم بأيدي جراحي عظام خبراء.

تعتمد الطريقة الجراحية الأشيع في علاج سرطان العظم على استئصال الورم بشكل كامل أو شبه كامل، لأن الأمراض الخبيثة تنكس إن تم ترك القليل من السرطان دون استئصال، الأمر الذي يفسر قيام الجراح بإزالة القليل من النسيج السليم حول الورم كمسافة أمان حيث يدعى هذا الإجراء بالاستئصال الواسع.

بعد الجراحة تُرسل النسج التي أزيلت للمخبر الذي يحدد إن كانت حواف السرطان المستأصل سليمة أو سلبية أم خبيثة أو إيجابية، ففي هذه الحالة يتم إعادة الاستئصال.

يختلف العلاج الجراحي في سرطان العظام بحسب مكانه، ففي أورام الأطراف هناك نوعان من الإجراءات الجراحية:

  1. الجراحة المحافظة على الطرف: يستطيع غالبية المرضى القيام بهذه العملية على الرغم من صعوبتها، الهدف الأساسي هو إزالة السرطان بالكامل بطريقة تحافظ على الطرف فعالاً.
  2. بتر الطرف: قد يكون الخيار الأفضل لعلاج سرطان العظم الكبير والمنتشر، وعادة ما يتم القيام بجراحة تصنيعية متممة تساعد المرضى على القيام بنشاطاتهم اليومية وتركيب أطراف صناعية. 

من الجراحات المجراة لعلاج سرطان العظام في أماكن أخرى:

  • جراحات الورك: من العمليات الصعبة ويتم معها تطبيق العلاج الكيميائي المتمم عادة.
  • عمليات العمود الفقري: قد يكون من غير الممكن استئصال السرطان بالجراحة فقط فيتم اللجوء لعلاجات متتمة كالإشعاع.
  • إيثاق المفاصل: يصيب سرطان العظام المفاصل أحياناً وقد تتم إزالة المفصل ولحم العظمين ببعضهما والنتيجة فقد القدرة على الحركة الذي يمكن التعايش معه بالعلاج الفيزيائي.
  • الكورتاج العظمي: يستعمل لعلاج سرطانات العظام التي لاتنكس عادة ولا تعطي نقائل.
صورة توضح مراحل علاج سرطان العظم بتقنية الكورتاج العظمي
مراحل علاج سرطان العظام بالكورتاج.

بعد العملية أحياناً يتم وضع إسمنت عظمي يتصلب مع الوقت ويسد أماكن الاستئصال العظمي الواسع.

نتائج علاج سرطان العظام

في السبعينات كان العلاج الأساسي لساركوما العظام هو البتر، وكانت نسب الشفاء لاتتجاوز 20%، ولحسن الحظ في الثمانينات حدثت نقلة نوعية في طرق علاج سرطان العظام حيث تم تطبيق تقنيات جراحية أنجح ودخلت المعالجة الكيميائية حيز التنفيذ.

في وقتنا الحالي يخضع 80-95% من المرضى للجراحة المحافظة على الطرف مع علاج كيميائي متمم والنكس نادر إلا في حال لم يتم الاستئصال بشكل صحيح حيث قد تصل نسبته 25% وهنا تأتي أهمية الوصول للجراح الخبير.

يتم علاج سرطان العظام عن طريق التشعيع إن تعذر العمل الجراحي ولكن نسب نجاحه أقل.

تعتمد نتائج العلاج بكل تأكيد على اختيار  مركز متخصص يتمتع بخبرات عالية و تجهيزات حديثة.

الآثار الجانبية لعلاج سرطان العظام

تتضمن اختلاطات علاج سرطان العظم بالجراحة:

  • اختلاطات قصيرة الأمد: ليست شائعة ولكنها قد تكون خطرة عند حدوثها مثل النزف الشديد، تشكل الخثرات و الالتهابات والألم.
  • اختلاطات طويلة الأمد: كالتهاب البشرة مكان الطرف الصنعي أو أذية الأعصاب مكان الجرح مؤدياً لحدوث التنميل و الشلل.

أما طرق علاج سرطان العظام اللاجراحية فمن الممكن أن تسبب:

  • الغثيان وإقياء وفقدان الشهية
  • تساقط الشعر خصوصاً العلاج الكيميائي
  • جفاف الفم والإسهال
  • حروق الجلد وتحسسه بعد العلاج الشعاعي

لا تترددوا بالتواصل معنا لطلب المشورة الطبية أو للاستفسار أكثر عن علاج سرطان العظام و طرق تشخيصه.


المصادر

الأسئلة الشائعة

الجراحة مع العلاج الكيميائي المتمم هو أفضل خيار علاجي متوفر.

لا توجد طريقة فعالة وناجحة في الوقاية بشكل تام من سرطان العظام لكن يمكن العمل على تقليل عوامل الخطورة.

تتراوح نسبة شفاء سرطان العظم النقائلي من 23% و حتى 70% وبالطبع فالكشف المبكر يرفع نسب السفاء.

يُنصح بتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل مشتقات الحليب، الخضار الورقية الخضراء كالبروكولي وتجنب اللحوم غير المطبوخة جيداً أو النيئة كالسوشي.

لحجز موعد عند الدكتور شتين ايشك
في إسطنبول إضغط هنا

لحجز موعد عند الدكتور شتين ايشك
في إسطنبول إضغط هنا

AR