الضمور العضلي هو فقدان كتلة العضلات نتيجة عدة أسباب مثل قلة النشاط البدني والأمراض العصبية مما يؤدي إلى سوء نوعية حياة المريض وزيادة احتمالية إصابته بالأمراض.
يمكن أن يكون الضمور العضلي ناجماً عن أمراض خطيرة كفشل القلب الاحتقاني والسرطان. فلنتعرف معاً على الضمور العضلي، أسبابه وطرق علاجه.
ما هو الضمور العضلي؟
الضمور العضلي Muscle atrophy هو انخفاض قوة العضلات وكتلتها مما يسبب صغر العضلات وضعفها وعدم قدرتها على تحمل الضغوط وتصبح أكثر عرضة للإصابات والأمراض.
يمكن أن يحدث الضمور بسبب عدم النشاط لفترات طويلة حيث يقوم الجسم بتفكيك العضلات للحفاظ على الطاقة (ضمور فيزيولوجي)، كما يمكن حدوث الضمور في بعض الأمراض العصبية (ضمور عصبي) وهو أخطر أنواع ضمور العضلات، بالإضافة إلى الضمور الناجم عن أمراض أخرى (ضمور مرضي).
يعد الضمور العضلي مرضاً عضلياً يتظاهر بشكل أكثر وضوحاً في عضلات الأطراف الصغيرة وخاصة العضلات الأولى بين العظام في اليدين، بالإضافة إلى عضلات ألية اليد (إبهام اليد)؛ وقد تشمل عضلات الساعد وهي متناظرة أيضاً، بالإضافة إلى ضمور عضلات الوجه.
تختلف مدة حدوث الضمور تبعاً لسبب الضمور والحالة الصحية، حيث يمكن أن يبدأ الضمور في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حالة قلة النشاط (عدم الاستخدام)، وقد يتطور الضمور بسبب مرض عصبي في وقت أبكر اعتماداً على الحالة الصحية.
أسباب الضمور العضلي؟
يعتمد سبب ضمور العضلات على نوع الضمور (فيزيولوجي-مرضي-عصبي)، وتتضمن مجموعة أسباب ضمور العضلات ما يلي:
- قلة النشاط البدني لفترة طويلة من الزمن وعدم استخدام العضلات (ضمور فيزيولوجي)
- كبر السن وسوء التغذية
- الحروق والإصابات مثل تمزق الكفة المدورة
- العلاج بالستيروئيدات القشرية لفترة طويلة
- التصلب الجانبي الضموري (ALS) الذي يصيب الخلايا العصبية التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية
- التهاب الجلد والعضلات (يسبب ضعف العضلات والطفح الجلدي)
- غيلان باريه: وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى التهاب الأعصاب وضعف العضلات
- التصلب المتعدد (MS) وهو مرض مناعي ذاتي أيضاً حيث يقوم الجسم بمهاجمة غمد الأعصاب
- الحثل العضلي (الضمور العضلي الدوشيني): يعتبر الضمور العضلي الدوشيني مرضاً وراثياً يصيب العضلات ويسبب الضعف
- الاعتلال العصبي: تلف عصبي يؤدي إلى تبدد الإحساس أو الحركة
- التهاب المفاصل: مثل التهاب المفاصل العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي اللذين يؤديان إلى قلة حركة المفاصل
- شلل الأطفال: وهو مرض فيروسي يؤثر على الأنسجة العضلية ويمكن أن يؤدي إلى الشلل
- التهاب العضلات: مرض التهابي يسبب الضعف العضلي والألم. يتظاهر بعد الإصابة بعدوى فيروسية أو كتأثير جانبي لحالة مناعية ذاتية
- حثل التأتر العضلي (الضمور العضلي الوتري): وهو النوع الأكثر شيوعاً ويتظاهر بانقباض مطول للعضلات وعدم ارتخائها
- الضمور العضلي الشوكي (SMA) ويسمى الضمور العضلي النخاعي: يعتبر الضمور العضلي الشوكي أحد أنواع الضمور العضلي وهو حالة وراثية تؤدي إلى ضمور الذراع والساق
- متلازمة النفق الرسغي
- التهاب العصب الوركي (عرق النسا)
- بعض الأمراض القلبية كقصور القلب الاحتقاني
- بعد العمل الجراحي
- الأورام
أعراض الضمور العضلي
تختلف أعراض ضمور العضلات حسب أسباب الضمور وشدته، ويكون العرض الأكثر وضوحاً هو انخفاض الكتلة العضلية، قد تشمل الأعراض الأخرى التي يعاني منها مرضى الضمور العضلي ما يلي:
- وجود ذراع أو ساق أصغر من الأخرى بشكل ملحوظ
- الشعور بالضعف في الأطراف
- وهن وتعب عام
- صعوبة في التوازن أو المشي
- صعوبة في البلع أو التكلم
- البقاء غير نشط لفترة طويلة
- خدر أو وخز في الذراعين والساقين
تشخيص الضمور العضلي
يتم تشخيص ضمور العضلات من خلال القصة السريرية لمعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى الفحص البدني الذي يتضمن النظر إلى الذراعين والساقين وقياس كتلة العضلات.
يمكن إجراء بعض الاختبارات كفحص الدم وخزعة العضلات أو الأعصاب وتخطيط كهربائية العضلات (EMG) ودراسات التوصيل العصبي والاختبارات الشعاعية مثل الأشعة السينية (X-RAY) والتصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
علاج الضمور العضلي
تختلف طرق علاج حالات الضمور تبعاً لدرجة فقدان العضلات والسبب الكامن وراء الضمور، حيث قد يساعد معالجة المرض الأساسي المسبب لضمور العضلات في إبطاء تقدم الفقدان العضلي.
تشمل خيارات علاج مرض الضمور العضلي كلاً من ممارسة التمارين بانتظام والتغذية والعلاج الطبيعي والعلاج الجراحي، كما يمكن استخدام ادوية ضمور العضلات في علاج الضمور العضلي الشوكي مثل نوسينيرسين، رسديبلام
ممارسة التمارين بانتظام والتغذية
يمكن في بعض الأحيان تدبير ضمور قلة النشاط (الفيزيولوجي) من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي. حيث يقوم مقدم الرعاية الصحية لدينا بوضع برنامج يتضمن تمارين متنوعة ومفيدة.
تهدف ممارسة التمارين الرياضية إلى زيادة القوة العضلية وتحسين الدورة الدموية، كما تفيد في تقليل التشنج الذي يسبب انقباض عضلي بشكل مستمر.
العلاج الطبيعي
يهدف العلاج الطبيعي إلى إعادة النشاط للمريض من خلال ممارسة تمارين خاصة واستخدام وسائل العلاج الطبيعي الحديثة التي تحفز عضلات الجسم واستعادة قوتها، تتضمن خيارات العلاج الطبيعي ما يلي:
- التحفيز الكهربائي الوظيفي (FES): يتم من خلال وضع أقطاب كهربائية على الجلد فوق العضلة، ثم ترسل الأقطاب نبضات كهربائية خفيفة إلى الأعصاب والعضلات لتحفيزها على التقلص.
- العلاج بالأمواج فوق الصوتيةUltrasound : تقوم هذه التقنية بتوصيل حزم من طاقة الأمواج فوق الصوتية إلى أماكن محددة في الجسم، تحفز هذه الأمواج تقلص النسج العضلية الضامرة وتعزز شفائها.
العلاج الجراحي
يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي لتحسين الوظيفة العضلية لدى الأشخاص الذين يرتبط المرض لديهم ببعض الإصابات العصبية (كالانزلاق الغضروفي)، كما يمكن للجراحة أن تعالج تشوه الانكماش الناجم عن شد الأوتار أو الأربطة وتمنع من التحرك.
الوقاية من الضمور العضلي
يمكن الوقاية من ضمور العضلات من خلال اتباع النصائح التالية:
- البقاء نشيطاً وممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- التغذية الجيدة التي تساعد على بناء العضلات
- معالجة الأمراض المسببة للضمور (علاج الانزلاق الغضروفي)
الضمور العضلي هو نقص كتلة العضلة وقوامها لأسباب متنوعة مما يؤدي إلى الشعور بالضعف والتعب العام، ويمكن علاج مرض الضمور العضلي من خلال ممارسة التمارين والتغذية والعلاج الطبيعي، وقد يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي لتدبير الضمور وتحسين حياة المريض.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
تشمل أعراض الضمور العضلي كلاً من خسارة كتلة العضلات ووجود ذراع أو ساق أصغر من الأخرى والشعور بالضعف العام وصعوبة في التوازن وصعوبة في البلع وخدر أو وخز في الذراعين والساقين
تعتمد إمكانية الشفاء حسب نوع الضمور، حيث يمكن الشفاء من الضمور الفيزيولوجي من خلال ممارسة التمارين والعودة إلى النشاط، كما يمكن علاج بعض الحالات المرضية في الضمور المرضي (كعلاج التهاب المفاصل) والضمور العصبي (علاج الانزلاق الغضروفي ومتلازمة النفق الرسغي).
قد يعاني مرضى ضمور العضلات من بعض الانزعاجات والألم.
ضمور العضلات هو فقدان كتلة العضلات وقوامها، أما ضعف العضلات هو نقص قوة العضلات، ومنه يمكن لضمور العضلات أن يسبب ضعف عضلي.