التهاب العصب الوركي (عرق النسا) هو تهيج العصب نتيجة انضغاطه مما يؤدي إلى الشعور بألم ينتشر على مسار العصب من أسفل الظهر وحتى الساقين مما يقيد من حركة المريض.
تكمن خطورة التهاب العصب الوركي في احتمالية حدوث ضعف مزمن في عضلات الساق مسبباً حالة هبوط القدم، فلنتعرف معاً على التهاب العصب الوركي ومخاطره.
ما هو التهاب العصب الوركي؟
التهاب العصب الوركي أو ما يسمى ب عرق النسا Sciatica هو عبارة عن تهيج أو انضغاط العصب الوركي مما يؤدي إلى الشعور بألم وخدر وتنميل على مسار العصب بدءاً من أسفل الظهر وقد يصل إلى الساق.
يعد العصب الوركي أطول وأثخن عصب في جسم الإنسان، ويتشكل أسفل الظهر من الجذور العصبية للعمود القطني العجزي ويمتد حتى الساق.
يمكن أن يحدث التهاب العصب الوركي في كافة الأعمار وعند الجنسين، ولكن يوجد بعض العوامل التي تساهم في حدوثه تسمى عوامل خطورة حدوث التهاب العصب الوركي، وتشمل ما يلي:
- العمر: يزداد خطر حدوث التهاب عصب وركي مع التقدم بالعمر بسبب زيادة الأمراض التنكسية مع التقدم بالعمر مما يؤدي إلى الضغط على العصب
- نمط الحياة الخامل: يمكن أن يساهم عدم ممارسة التمارين الرياضية والجلوس لفترات طويلة في ضعف العضلات مما يزيد الضغط على العمود الفقري
- البدانة: يمكن للوزن الزائد أن يضع ضغطاً إضافياً على العمود الفقري
- الحمل: أثناء الحمل قد تسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن ضغطاً على العمود الفقري
أسباب التهاب العصب الوركي
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تهيج العصب والتهابه، تشمل ما يلي:
- القرص المنفتق: يسبب القرص المنفتق الضغط على الجذور العصبية المجاورة المشكلة للعصب الوركي
- تضيق العمود الفقري: يحدث مع التقدم بالعمر ويؤدي إلى الضغط على جذور الأعصاب؛ بما في ذلك العصب الوركي
- داء القرص التنكسي: يمكن للأقراص بين الفقرات أن تتنكس مع التقدم بالعمر فتفقد مرونتها وامتصاصها للصدمات، وقد تضغط على الجذور العصبية
- انزلاق الفقار: هو انزلاق إحدى الفقرات للأمام أو الخلف مما يؤدي إلى الضغط على جذور الأعصاب
- الرضوض: يمكن لأي رض مباشر على العمود الفقري أن يصيب العصب الوركي مثل الكسور والخلوع
- الأورام والخراجات: يمكن للأورام والخراجات أن تضغط على الجذور العصبية مسببة التهاب العصب
اقرأ المزيد حول: علاج تضيق القناة الشوكية
أعراض التهاب العصب الوركي
يمكن أن يتظاهر عرق النسا بالعديد من الأعراض تتضمن:
- الألم: وهو العرض الأكثر شيوعاً لالتهاب العصب الوركي، يبدأ غالباً أسفل الظهر ثم ينتشر إلى أسفل الجزء الخلفي من الفخذ والساق وأحياناً إلى القدم، ويمكن أن تتراوح شدته من ألم خفيف إلى شديد، ويوصف الألم بأنه حارق أو يشبه ألم الصعقة الكهربائية.
- الخدر والنمل: قد لا يشعر المريض بأي أحاسيس في أسفل الظهر والساق لعدم وصول الإشارات الحسية إلى الدماغ بسبب التهاب العصب الوركي.
- ضعف العضلات: يحدث ضعف في العضلات التي يعصبها العصب الوركي مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في الساق المصابة وهذا يؤثر على أنشطة المريض مثل المشي وصعود الدرج.
- صعوبة الجلوس أو الوقوف: غالباً ما يعاني مرضى التهاب العصب الوركي من صعوبة الجلوس أو الوقوف، لكن بالمقابل يمكن لتغيير الوضعية أن يوفر راحة مؤقتة للمريض.
- تفاقم الأعراض مع أنشطة معينة: يمكن لبعض الأنشطة أن تسبب تفاقم الأعراض مثل الإنحناء والعطاس والسعال؛ لأن هذه الأنشطة قد تسبب ضغطاً إضافياً على العصب.
- سلس البول أو البراز: وهو خروج لا إرادي للبول أو البراز بسبب ضعف التحكم في المثانة والأمعاء نتيجة إصابة العصب.
تشخيص التهاب العصب الوركي
يبدأ التشخيص عادة من خلال إجراء فحص بدني شامل ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، حيث قد يقوم الطبيب بإجراء اختبار بدني لتحديد موقع وسبب تهيج العصب، على سبيل المثال اختبار رفع الساق المستقيمة (رفع الساق والركبة بشكل مستقيم لإثارة أعراض العصب الوركي).
يمكن أيضاً طلب اختبارات إضافية للمساعدة في تأكيد التشخيص وتحديد السبب الكامن وراء التهاب العصب الوركي، تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- الصورة البسيطة (X-RAY): قد تساعد في استبعاد الأسباب الأخرى لآلام الظهر مثل كسر العمود الفقري والتشوهات الهيكيلة
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يعطي صورة مفصلة عن العمود الفقري والبنى المحيطة ويشخص بعض الأمراض مثل القرص المنفتق أو تضيق العمود الفقري
- التصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan): يعطي أيضاً صور مفصلة للعمود الفقري خاصة في حالات عدم القدرة على إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي
- تخطيط العضلات الكهربائي (EMG) ودراسات توصيل العصب (NSC): يمكن لهذه الاختبارات أن تقيّم النشاط الكهربائي ووظيفة العضلات والأعصاب، وتحديد وجود تلف في الأعصاب أو الضغط عليها
علاج التهاب العصب الوركي
يهدف علاج عرق النسا إلى تخفيف الألم والالتهاب ومعالجة السبب الكامن وراءه، ويمكن أن تختلف خيارات العلاج تبعاً لشدة الأعراض ومدتها وسبب الالتهاب. تشمل كيفية التخلص من ألم العصب الوركي كلاً من العلاج المنزلي والدوائي والطبيعي والجراحي.
العلاج المنزلي (الذاتي)
يمكن تخفيف آلام التهاب العصب الوركي وتدبير الحالات الخفيفة من المرض من خلال العلاج المنزلي (الذاتي)، وتشمل خيارات علاج العصب الوركي في المنزل ما يلي:
- الراحة وتناول مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين والنابروكسين
- العلاج بالحرارة أو البرودة: يمكن لتطبيق الكمادات الساخنة أو الباردة على منطقة الإصابة أن يقلل الالتهاب والألم
العلاج الدوائي
يمكن استخدام أدوية لعلاج التهاب العصب الوركي في حالة عدم كفاية العلاج الذاتي في تدبير آلام التهاب العصب الوركي، تشمل الأدوية المستخدمة ما يلي:
- حقن الستيروئيدات القشرية فوق الجافية في حالات الألم الشديد أو المستمر، حيث يصل الستيروئيد إلى المساحة المحيطة بالعصب المصاب ويقلل الالتهاب والألم
- مرخيات العضلات ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (أميتريبتيلين)
العلاج الطبيعي (تمارين لعلاج التهاب العصب الوركي)
يتم وضع برنامج تمارين شخصي للمريض من قبل أخصائي العلاج الطبيعي الخاص بك لتحسين المرونة وتقوية العضلات، إضافة إلى تحسين أي اختلال في الوضعية، وتشمل تمارين العصب الوركي تمارين التمدد وبعض التمارين الرياضية الروتينية.
تهدف تمارين التمدد إلى تخفيف آلام التهاب العصب الوركي من خلال تمارين شد أسفل الظهر، كما يمكن أن يشمل العلاج الطبيعي أيضاً بعض التقنيات مثل العلاج بالأمواج فوق الصوتية أو التحفيز الكهربائي لتخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء.
العلاج الجراحي
يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي عند فشل العلاج المحافظ وعندما يكون الالتهاب شديد ويؤثر على أنشطة المريض، حيث يوجد العديد من الخيارات الجراحية التي يمكن القيام بها حسب السبب، تشمل هذه الخيارات كلاً من استئصال القرص المنفتق واستئصال الصفيحة ودمج الفقرات.
استئصال القرص المنفتق Discectomy
يتم استئصال جزء أو كل القرص المنفتق من أجل علاج الانزلاق الغضروفي الذي يضغط على العصب الوركي، وهذه العملية لها طريقتين، يتم في الطريقة الأولى استئصال القرص المفتوح من خلال إجراء شق في الظهر وإزالة القرص المنفتق، أما الثانية فيتم فيها استئصال القرص المجهري من خلال شق صغير واستخدام منظار مما يقلل من أذية الأنسجة المجاورة.
استئصال الصفيحة Laminectomy
تستخدم هذه الجراحة في حالات تضيق العمود الفقري؛ حيث يتم استئصال جزء من الفقرة (الصفيحة) من أجل توسيع القناة الفقرية وتخفيف الضغط على الأعصاب.
دمج الفقرات (تثبيت الفقرات) Spinal fusion
يمكن إجراء هذه العملية في حالة عدم استقرار العمود الفقري وضغطه على الأعصاب، حيث يتم دمج فقرتين معاً أو أكثر بواسطة طعوم عظمية أو معدنية لتثبيت العمود الفقري وتخفيف الضغط على الأعصاب.
علاج التهاب العصب الوركي بالأعشاب
إن اللجوء إلى علاج التهاب العصب الوركي بالاعشاب عادة قليل بسبب قلة الدراسات العلمية التي تشير إلى إمكانية استخدام الأعشاب في العلاج، لكن ومع ذلك يمكن استخدام بعض الأعشاب التي تملك خواص مضادة للالتهاب بعد استشارة الطبيب.
تشمل الأعشاب التي يمكن استخدامها كلاً من الكركم (يحوي الكركمين المضاد للالتهاب) والزنجبيل (الجينجيرول).
مضاعفات التهاب العصب الوركي
إن معظم حالات التهاب عصب الورك تتحسن بالعلاج المناسب بمرور الوقت، لكن يمكن أن يحدث لدينا بعض المضاعفات نتيجة إهمال المرض أو التدبير السيء، تشمل هذه المخاطر ما يلي:
- الألم المزمن: ينجم الألم المزمن عن إهمال الحالة وعدم معالجتها، وهذا يؤثر على نوعية حياة المريض ونشاطه اليومي
- تلف الأعصاب: يمكن أن يؤدي الضغط المطوّل على الأعصاب إلى تلفها، مما يسبّب ضمور العضلات وضعفها وبالتالي ضعف دائم في الساق أو القدم في الجهة المصابة
- تقيّد الحركة: يؤدي الألم وحس الانزعاج إلى تحدّد الحركة والنشاط فيحدث ضعف بدني بشكل عام
- فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء: في حالات نادرة قد يسبب الضغط الشديد على العصب الوركي إلى فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء (سلس بولي أو برازي)
الوقاية من التهاب العصب الوركي
يمكن الوقاية من عرق النسا من خلال حماية الظهر باتباع النصائح الآتية:
- الحفاظ على وضعية جيدة للظهر
- عدم الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة
- الحفاظ على وزن صحي
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
التهاب العصب الوركي هو حدوث تهيج العصب مما يؤدي إلى حدوث ألم في أسفل الظهر ينتشر على مسار العصب، وغالباً ما تتحسن معظم الحالات بالعلاج المناسب بمرور الوقت، لكن قد يؤدي إهمال المرض إلى حدوث بعض المضاعفات التي قد تؤثر على حياة المريض
المصادر:
الأسئلة الشائعة
العصب الوركي هو أطول وأثخن عصب في جسم الإنسان، يتشكل أسفل الظهر من الجذور العصبية للعمود القطني العجزي ويمتد حتى الساق.
يمكن التخلص من التهاب العصب الوركي من خلال متابعة الحالة وعلاجها عن طريق العلاج المنزلي أو الدوائي أو الطبيعي أو الجراحي وذلك تبعاً للحالة وطريقة العلاج الأنسب.
تتضمن اعراض التهاب العصب الوركي كلاً من الألم الذي يبدأ أسفل الظهر وينتشر على طول مسار العصب، إضافة إلى الخدر أو التنميل وضعف العضلات وصعوبة الجلوس أو الوقوف.
يمكن الشفاء من التهاب العصب الوركي من خلال متابعة المرض وعلاجه بشكل صحيح.
يعد المشي مفيد لالتهاب العصب الوركي وذلك لتحسين اللياقة والحد من الضعف العضلي الذي قد ينجم عن التهاب العصب الوركي.
يمكن علاج التهاب العصب الوركي منزلياً في الحالات الخفيفة من خلال الراحة وتناول مسكنات الألم واستخدام الكمادات الساخنة والباردة.
