ينطوي علاج التهاب العظم والنقي على جهد مشترك بين التخصصات الطبية والجراحية، الجانبان الرئيسيان للعلاج هما الاحتواء الجراحي للعدوى والمضادات الحيوية لفترة طويلة.
ماهو التهاب العظم والنقي؟
التهاب العظم والنقي هو التهاب عظمي يصيب العظام الطويلة، وينتج عن عدوى بكتيرية أو فطرية من مجرى الدم أو الأنسجة المحيطة به، تسبب تورم مؤلم في نقي العظم والأنسجة الرخوة داخل العظام.
يسبب التهاب العظام والنقي انسداد الأوعية الدموية في العظم المصاب، وبالتالي انقطاع التروية والنخر وانتشار العدوى موضعياً، وذلك من خلال القشرة العظمية أو تحت السمحاق، مع تكوين خراجات جلدية قد تصب من خلال الجلد تلقائياً.
يعتبر التهاب العظام والنقي من أقدم الأمراض المسجلة، يصاب به حوالي 2 إلى 5 من كل 10000 شخص.
يمكن أن تحدث العدوى في أي عمر، وتعد التهابات العظام الطويلة مثل عظام الساق أو الذراعين الأكثر شيوعاً عند الأطفال خصوصًا الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
ولكن يمكن أن يزداد خطر الإصابة بتقدم العمر حيث يواجه كبار السن عدد من المشكلات الصحية كالسكري والتعرض للجراحات العظمية التي تزيد من خطر العدوى وحدوث الالتهاب في العمود الفقري.
أسباب التهاب العظام والنقي
ينتج التهاب العظام والنقي بطرق مختلفة؛
الانتشار من النسيج المجاور المصاب أو مفصل اصطناعي ملوث أو الجروح المفتوحة (الكسور الملوثة أو في الجراحات العظمي):
يشكل حوالي 80% من حالات التهاب العظم والنقي، والذي غالبًا مايكون متعدد الميكروبات وأهمها المكورات العنقودية المذهبة الموجودة عند 50% من المرضى، ومن الجراثيم الشائعة أيضاً المكورات العقدية واللاهوئيات.
يصيب غالباً القدمين مثل مرضى السكري، أو في المواقع المجاورة لقرح الضغط مثل عظام الحوض، كذلك في المواقع التي اخترق فيها العظم أثناء الجراحة والكسور.
الانتشار عن طريق المجرى الدموي:
وهو أكثر شيوعاً عند الأطفال، ومسببه نوع بكتيري واحد يصيب عظام الفخذ أو العضد عند الأطفال، والفقرات عند البالغين.
ويطلق على الحالة التي تصيب الفقرات التهاب العظم والنقي الفقري الذي يصيب بشكل خاص الكبار بالسن أو الذين يخضعون لجلسات غسيل كلى أو يستعملون إبر غير معقمة لحقن الأدوية، مسبباً آلام الظهر المزمنة التي تزداد سوءاً مع الحركة، كما أن العلاجات مثل الراحة والتدفئة والمسكنات غير فعالة.
الانتشار (الغزو) المباشر:
ممكن أن تنتقل الجراثيم والفطور للعظام بالعدوى مباشرة عبر كسور المفتوحة أو أثناء عمل جراحي للعظم أو باستخدام تجهيزات ملوثة.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب العظم والنقي
العديد من عوامل الخطر تجعل القدرة الطبيعية لمقاومة التهابات الجسم عند العظام ضعيفة، مثل:
- التقدم بالعمر.
- وجود مفصل صناعي، نتيجة تبديل الورك أو الركبة.
- التهابات دموية أو فقر الدم المنجلي.
- الداء السكري، وخاصة قرحة القدم المرتبطة به.
- الغرسات المعدنية في العظام، مثل المسامير والصفائح.
- إصابات الضغط (التقرحات).
- الجراحات العظمية، والكسور الحديثة.
- الإصابة بالتهاب العظم والنقي سابقاً.
- ضعف جهاز المناعة، بسبب العلاج الكيميائي أو مرض مناعي آخر.
- تعاطي المخدرات، واستعمال الإبر الملوثة.
- الحالات التي تتطلب قسطرة أو أنبوب وريدي.
أنواع التهاب العظم والنقي
يعتمد اختيار الطريقة الأفضل في علاج التهاب العظم والنقي على شدة الالتهاب الحاصل، ويصنف إلى:
- التهاب العظم والنقي الحاد: هذا النوع يتطور عادةً بسرعة بعد أسبوعين من العدوى العظمية، ويتميز بتغيرات التهابية في العظام، يميل أن يكون الالتهاب عند الأطفال حاداً، وممكن أن يؤدي التأخر في العلاج إلى اضطرابات في النمو وتشوه ومضاعفات تهدد الحياة.
- التهاب العظم والنقي المزمن: في حال ضعف فعالية علاج التهاب العظم والنقي الحاد يتطور إلى الشكل المزمن بعد ستة اسابيع من العدوى، ويمتاز بوجود تنخر في العظم وتدمير البنية وتشكل حبيبات فيه، وربما لا يظهر أي عَرَض فيه لأشهر أو سنوات.
أعراض التهاب العظم والنقي
تختلف أعراض التهاب العظام باختلاف نوع وسبب ومكان الإصابة وشدتها، وقد لايظهر أي عرض على بعض المصابين بالتهاب العظم والنقي المزمن.
يمتاز المرض بالألم المترافق باحمرار و ارتفاع حرارة وتوذم منطقة الإصابة، بالإضافة لذلك يوجد أعراض اخرى مثل:
- حمى
- تهيج أو خمول
- فقدان شهية
- آلام أسفل الظهر
- الشعور بالغثيان والإقياء
- التعرق
- التصريف من جرح مفتوح
- تغيرات في المشي كالعرج
تشخيص التهاب العظم والنقي
يقوم الطبيب أولاً بإجراء فحص بدني للعلامات مثل التورم والإحمرار والسخونة، والتحقق من التاريخ الطبي للمريض خاصة العمليات أو الحوادث.
يُطلب من المريض أيضاً إجراء:
- تحاليل الدم مثل: تعداد الدم الكامل CBC، معدل ترسب الكريات الحمراء ESR والبروتين c-reactive
- صور شعاعية: مثل الأشعة السينية X-ray، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI، والطبقي المحوري CT scan لأخذ صور عن العظم المتضرر والعمود الفقري والعضلات و المفاصل المحيطة.
- فحص العظام: يستخدم فيه كمية قليلة من المواد المشعة الآمنة لتحديد العدوى أو الكسور أثناء الفحص بالتصوير.
- الخزعة: تجرى الخزعة بإبرة رفيعة لأخذ عينات من السوائل من الأنسجة والعظام لفحصها وكشف نوع البكتيريا أو الفطريات المسببة للعدوى لتحديد العلاج المناسب.
علاج التهاب العظم والنقي في تركيا
قد يستغرق الشفاء من التهاب العظم والنقي وقتاً طويلًا، ويسرع عملية الاستشفاء البدء بالعلاج مع ملاحظة أول الأعراض في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام.
تتنوع طرق علاج التهاب العظم والنقي بحسب المسبب لها و درجة الإصابة ويشتمل العلاج على:
العلاج بالمضادات الحيوي: يعد استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة حجر الأساس في علاج التهاب العظم والنقي، قد تستمر المدة من أربعة إلى ثمانية أسابيع، يتم البدء بالمضادات الوريدية في المشفى لمدة أسبوع أو أسبوعين وبعدها تؤخذ عبر الفم.
العلاج بمضاد الفطور: لعلاج الالتهابات الفطرية، يستمر العلاج بها عدة أشهر في حال الاشتباه بالعدوى الفطرية.
الشفط بالإبرة: يستخدمه الأطباء لتصريف السوائل والقيح إذا تشكلت خراجات.
مسكنات الألم (مضادات الالتهاب): لتخفيف الآلام الناتجة وعلاج الالتهاب.
علاج التهاب العظم بالأعشاب: على الرغم من عدم وجود أعشاب طبيعية تعالج التهاب العظم على وجه التحديد، إلا أنها تلعب دوراً في تقوية جهاز المناعة مثل الثوم، عشبة حليب الشوك، بذور الكتان، الزنجبيل، الكركم والريحان.
جراحة التهاب العظم والنقي:
يكون العمل الجراحي ضروري للمريض في علاج التهاب العظم والنقي في حال:
- استمرت العدوى فترة طويلة للغاية حتى تآكل العظم.
- ضغط المنطقة الملتهبة على أنسجة مجاورة مثل النخاع الشوكي.
- تراكم القيح في العظام وتكون الخراج.
ومن المهم قبل التدخل جراحياً إعادة تكوين الأوعية الدموية للطرف، والسيطرة على مرض السكري ومعالجة العوامل المضيفة الأخرى التي قد تعيق التئام الجروح، بما في ذلك التدخين وسوء التغذية ونقص الأكسجة المزمن وحالات نقص المناعة.
إذا أدت العدوى إلى تلف العظم، فسنحتاج إلى جراحة تسمى: تنضير العظام لإزالة الجزء التالف و النسيج الميت.
يمكن أن يترك التنضير مساحة فارغة في العظم، والتي تكون معبأة بضمادة من الصادات.
جراحة العمود الفقري: يخضع المصابون بالتهاب العظم والنقي الفقري إلى هذه العملية لمنع عظام الفقرات من الانهيار أو الضغط على الأعصاب والحبل الشوكي.
يتم أخذ الصادات وريدياً في المشفى بعد الجراحة أيضاً.
في حال واجهتك أي مشكلة وقصدت المشورة الطبية الصحيحة لعلاج التهاب العظم والنقي تواصل معنا، وسيجيبك الدكتور شتين اشيك عن جميع استفساراتك.
مضاعفات التهاب العظام والنقي
- الخراجات: يمكن أن تتكون الخراجات عند انتشار العدوى إلى العضلات والأنسجة حيث تتسرب من هذه الجيوب القيح الصديدي عبر الجلد، ومن المرجح أن يصاب مرضى التهاب العظام والنقي المزمن بخراجات متكررة، قد يسبب علاج هذه الخراجات بالتصريف إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد بشكل طفيف.
- موت العظام : يعرف أيضاً باسم تنخر العظم، ويمكن أن يحدث عندما يقطع التورم المرتبط بالعدوى تدفق الدم إلى العظام، ربما يقود ذلك وهي حالة نادرة إلى خسارة الأطراف أو بترها.
- التهاب المفاصل الإنتاني (البكتيري): يحدث التهاب المفاصل بسبب البكتيريا و ممكن أن تنتشر العدوى داخل العظام أحيانًا إلى المفاصل القريبة.
- إعاقة النمو: إذا حدث التهاب العظم والنقي في المناطق شديدة الليونة المسماة صفائح النمو في أي من طرفي العظام الطويلة للذراعين والساقين، يمكن أن يتوقف نمو عظام الطفل الطبيعية أو المفاصل عنده.
- سرطان الجلد: إذا أدى التهاب العظم والنقي إلى حدوث قرحة مفتوحة تصرف القيح، فإن الجلد المحيط به يكون عرضة للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
علاج التهاب العظم والنقي يحتاج من 4 إلى 6 أسابيع، وإذا كانت التهابات الجسم شديدة قد تصل حتى 12 أسبوع، من المهم إنهاء الدورة العلاجية من الصادات الحيوية حتى لو شعر الشخص بتحسن.
المصابين بالتهاب العظم والنقي الحاد عادة ما يتم إعطاؤهم بنسلين أو أمبيسلين أو سيفالوسبورينات.
نعم، لأنه التهاب يتطلب العلاج الفوري خوفاً من المضاعفات، ومع ذلك تزول معظم التهابات العظام عند تناول الصادات الموصوفة.