تقوس الظهر (الحداب) هو فرط في انحناء العمود الفقري الصدري، يتضمن علاج تقوس الظهر استخدام دعامات الظهر والعلاج الطبيعي، وقد يحتاج التحدب المفرط لعمل جراحي.
ماهو تقوس الظهر (الحداب)؟
هناك ثلاث أقسام للعمود الفقري وهي: العمود الرقبي، العمود الصدري والعمود القطني.
كل قسم له منحنى طبيعي، للمساعدة في امتصاص الصدمات ودعم وزن الرأس والمساعدة على الوقوف بشكل مستقيم.
يعرف تقوس الظهر أو الحداب kyphosis على أنه فرط انحناء بالمحور الأمامي للعمود الفقري الصدري، حيث أن وجود درجة صغيرة من الانحناء للأمام أمر طبيعي ولكن زيادته عن 40 درجة نسميه هنا فرط الحداب، ينتج عنه شكلاً مستديراً في أعلى الظهر، وهو يختلف عن الجنف الذي يكون فيه زيادة الانحناء بشكل جانبي ويسبب اعوجاج للعمود الفقري.
ويجب تفريقه عن مصطلح القعس lordosis وهو إنحناء العمود الفقري في المنطقة القطنية أسفل الظهر و أيضاً منطقة أعلى الظهر إلى الداخل.
من الممكن حدوث التحدب في أي عمر كالمراهقين الذين تنمو عظامهم بسرعة ويشيع عند الأنثى أكثر من الذكر حيث يتم تشخيص معظم المصابين في عمر يتراوح بين 12 و 17 عام.
ولكنه يزداد في حالة تقدم الإنسان بالعمر، خاصة بعد سن الأربعين، بحيث تبلغ نسبة الانتشار حوالي 20% لدى الأشخاص البالغين 60 عاماً وأكثر بدرجات مختلفة.
أنواع تقوس الظهر
يعرف بوجود ثلاث أشكال مميزة للتحدب:
حداب الوضعة: وهو الأكثر شيوعاً في تقوس الظهر، يتشكل عادة في سن المراهقة نتيجة الوضعية الخاطئة وما تسببه من شد للأربطة والعضلات التي تثبت الفقرات في مكانها وبذلك تنسحب من وضعها الأساسي لتعطي تحدب دائري الشكل، لا يسبب عادة ألم أو مشاكل صحية ولكنه مؤثر من الناحية الجمالية وخصوصاً لدى الفتيات.
حداب شويرمان scheuermann’s disease: هذا النوع يصيب الذكور في فترة البلوغ أكثر من الإناث، سببه الشكل المختلف للفقرات فتبدو بشكل إسفيني، يمكن أن يكون مؤلماً أثناء النشاط أو عند الوقوف والجلوس لفترة طويلة.
حداب خلقي: وهو الأندر من بين الحالات، يؤدي إلى مشكلة في تطور العمود الفقري والتي تسوء مع نمو الطفل، حيث تندمج الفقرات مع بعضها بدلاً من أن تنفصل بشكل طبيعي، نحتاج غالباً إلى علاج تقوس الظهر الخلقي جراحياً وبشكل مبكر لمنع الانحناء من التفاقم.
أسباب تقوس الظهر
هنالك العديد من الأسباب الشائعة لتقوس الظهر، وهو أمر مهم لأن السبب الكامن وراء التقوس إلى حد كبير سيحدد خيارات علاج تقوس الظهر، ونوعية تمارين العلاج الطبيعي المرافق.
تشمل الاضطرابات الآتية على زيادة خطر الإصابة بتقوس الظهر:
- الكسور الانضغاطية: ممكن أن تشكل الإصابات سبباً كبيراً من أسباب التحدب، إذا أدى الكسر انهيار الفقرات تجاه بعضها البعض، وهو السبب الأكثر شيوعًا عند البالغين نتيجة هشاشة العظام وسهولة حدوثه خاصة عند النساء.
- التهاب المفاصل التنكسي: يتطور هذا النوع بسبب تشوه العمود الفقري الناتج عن تدهوره بمرور العمر
- التهاب الفقار اللاصق: عادة مايصيب المراهقين في بداية مرحلة البلوغ.
- الحثل العضلي: تؤدي هذه الحالة الوراثية إلى ضغف العضلات بما فيها عضلات العمود الفقري.
- ورم في العمود الفقري: يمكن إن يسبب ضغطاً سواء كان ورم حميد أم خبيث، ويؤثر ذلك على مرونة الفقرات.
أعراض تقوس الظهر
ممكن أن يقتصر العرض الرئيسي على تشكل الحدبة المستديرة أعلى الظهر وتأثر الناحية الجمالية عند المريض، ولكن في حال تقوس الظهر الشديد قد يعاني المصاب أيضاً من الأعراض التالية:
- ألم وتصلب في الظهر والكتف.
- التعب الشديد.
- خدر ووخز خفيف في الساقين، لانضغاط الأعصاب الشوكية.
- ضيق في التنفس، بسبب ضغط العمود الفقري على الشعب الهوائية.
- مشاكل في التوازن، وصعوبة الوقوف بشكل مستقيم تزداد على مدار اليوم.
وينتج بعض الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً، وعند ظهور الأعراض يجب الإسراع لعلاج تقوس الظهر .
تشخيص تقوس الظهر في تركيا
يقوم الطبيب بتشخيص تقوس الظهر عن طريق إجراء فحص بدني، وقد يطلب القيام بتمارين معينة لاختبار التوازن ومجال الحركة.
هناك اختبار شائع يُطلب فيه من المريض الاستلقاء على سطح مستو بينما الطبيب يفحص العمود الفقري.
إذا استقام العمود الفقري، فهذا يشير إلى مرونته وأن التقوس موضعي وليش مشكلة هيكيلة.
أما إذا بقي منحنياً فمن المحتمل أن يكون التحدب هيكلياً من أسباب التقوس
يوصي الطبيب بإجراء فحص بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للنظر في بنية العمود الفقري، في الحالات الأشد يطلب اختبارات أخرى مثل فحص الدم، اختبار وظائف الرئة أو اختبارات الأعصاب للكشف عن وجود عصب منضغط والإسراع في بدء العلاج.
علاج تقوس الظهر (الحداب) في تركيا
تعتمد كيفية العلاج على نوع الحداب، شدة انحناء الظهر ، عمر المريض والتاريخ الطبي.
يبدأ مسار علاج تقوس الظهر عموماً بشكل متحفظ و يتقدم العلاج إلى التدخل جراحياً كملاذ أخير إذا لم تتحسن أعراض المريض مع الإدارة المحافظة أو اذا كان انحناء العمود كبيراً جداً.
يوصي الأطباء بالتدبير المحافظ في حال تقوس الظهر الوضعي أو حداب شويرمان إذا كان الانحناء أقل من 75 درجة.
تشمل أهم طرق علاج انحناء الظهر على:
المراقبة
في حال تقوس الظهر الخفيف، قد يقترح الطبيب الانتظار والمراقبة فقط لمعرفة ما إذا كان الانحناء يتطور ويزداد أم لا، وذلك بمتابعة المريض كل فترة من خلال التصوير بالأشعة السينية.
إذا بقي الحال مستقراً ودون وجود أعراض مرافقة، فليس من الضروري علاج التقوس الحاصل.
علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي
يتضمن تمارين لعلاج تقوس الظهر تساعد على تقوية عضلات الظهر والجذع، سيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط على العمود الفقري وبالتالي تؤدي هذه التمارين الرياضية إلى تحسين تقوس ظهر المريض وتخفيف الإزعاج لديه.
كذلك ينصح بأداء تمرين التمدد وتمرين الإطالة لعلاج تحدب الظهر وذلك بإشراف معالج مختص لمنع الحركات المغلوطة وشرح كيفية التمارين الصحيحة.
تفيد التمارين الهوائية الفعالة كذلك التي تزيد من صحة ونشاط القلب والأوعية الدموية في تخفيف آلام الظهر والتعب وعوارض تقوس الظهر.
علاج تقوس الظهر باستخدام الأدوية
تساعد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs في تقليل أي ألم ناتج عن تقوس الظهر.
من المهم أيضاً علاج المشكلة الأساسية إن وجدت، مثل هشاشة العظام بأخد الأدوية المضادة لارتشاف العظم للوقاية من الكسور لكنها لا تعالج تقوس الظهر بحد ذاته.
علاج تقوس الظهر باستخدام الأحزمة ودعامة الظهر
بالنسبة للمرضى الناضجين من الناحية الهيكلية فإن ارتداء الحزام لن يساهم في علاج انحناء الظهر نفسه أو التخلص منهُ ولكن ممكن أن يفيد بتسكين الآلام ودعم الظهر.
أما عند الأطفال والمراهقين الذين لديهم حداب أعلى من 50 درجة فإن علاج انحناء الظهر باستخدام مشد سيوجه نمو العمود الفقري لتقويمه وذلك إذا تم العلاج قبل النضوج العظمي.
العلاج الجراحي لتقوس الظهر
نلجأ للجراحة لعلاج تقوس الظهر في الحالات الآتية:
- الحداب الخلقي، نتيجة الطبيعة التقدمية للمرض.
- عدم جدوى العلاج المحافظ المتبع في تخفيف الآلام.
- انحناء متقدم وتقوس الظهر أكثر من 75 درجة.
- وجود مشاكل عصبية، تفاقم قلبي رئوي شديد و تشوه الجذع.
عادة ما يستخدم أسلوب جراحي يسمى: اندماج العمود الفقري لعلاج تقوس الظهر (الحداب)، تنطوي العملية على ضم الفقرات المسؤولة عن انحناء الظهر مع بعضها.
أثناء العملية، يبدأ الجراح العلاج بإجراء شق في ظهر المريض و يقوّم خلل الإنحناء بالعمود الفقري باستخدام القضبان المعدنية والمسامير واللوحات، يتم دمج العمود الفقري في مكانه باستخدام رقعة عظمية تؤخذ من مكان آخر من الجسم مثل الحوض.
قد يختار طبيب العظمية إجراء الجراحة من الأمام (النهج الأمامي) أو من الخلف (النهج الخلفي) أو مزيجاً من الاثنين حسب موقع ودرجة المنحنى الحدبي.
تستغرق العملية من 4 إلى 8 ساعات، ويتم إجراؤها تحت التخدير العام، يحتاج المريض عادةً إلى البقاء في المشفى لمدة تصل إلى أسبوع بعد جراحة علاج التحدب.
رأب الحدب بالبالون:
وهي عبارة عن جراحة خاصة للحدب الناجم عن الكسور، تعتبر من الطرق الجراحية طفيفة التوغل، ذات وقت شفاء أقصر من العملية التقليدية وذات فعالية مماثلة في علاج انحناء العمود الفقري.
في حال واجهتك أي مشكلة حول تفاصيل علاج تقوس الظهر أو لديك أي استفسار يمكنك التواصل معنا وسيجيبك الدكتور Cetin Isik عن جميع استفساراتك.
الوقاية من تقوس الظهر
ممكن تقليل فرص الإصابة بتقوس العمود الفقري وبالأخص الحداب الوضعي من خلال المحافظة على صحة الظهر وعضلاته والوضع السليم له، يشمل ذلك:
- ممارسة تمارين رياضية بانتظام لدعم الظهر وتقوية الجذع وعضلاته و الحفاظ على اللياقة والمرونة.
- استخدام الكراسي التي تدعم وضعية الجلوس الصحية.
- تجنب إمالة الرقبة للأمام عند استخدام أو مشاهدة الهواتف النقالة.
- منع الكحول والتدخين.
- التأكد من إعداد مساحة العمل بشكل مريح.
- تناول الحاجة الطبيعية من الكالسيوم وفيتامين د، للحفاظ على قوة العظام وتجنب الهشاشة.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
لا يسبب تقوس الظهر غالبًا مشكلة طبية تستدعي العلاج، في الحالات الشديدة منه قد يسبب آلام ومشاكل تنفسية تستدعي عندها علاج التقوس جراحياً لتصحيح تشوه العمود الفقرى.
تعد طريقة مساعدة لعلاج تقوس العمود الفقري، إذ يخفف الألم والضغط على الفقرات بجعل العمود الفقري مستقيماً، وقد يساعد المشد أيضاً على تجنب الجراحة لاحقاً.
نعم، وذلك يعتمد على درجة تقوس الظهر بسيطة أم شديدة وكذلك المشاكل الطبية التي تسببها.
انحناء الظهر أمر طبيعي، ولكن فرط التقوس أو الحدب يؤثر على الفقرات، وهذا يسبب نقصان في طول العمود الفقري وما يتبعه من نقص القامة للفرد.
