ألم الرقبة هو عرض شائع جداً يمكن أن ينجم عن العديد من الأسباب كالإجهاد والإصابات والأمراض المختلفة مما يؤثر على الأنشطة اليومية ويقلل من جودة نمط حياة الإنسان.
يمكن أن يستمر ألم الرقبة عدة أيام وقد يبقى سنوات، وقد ينجم عن أمراض خطيرة مثل الأورام. فلتتعرف معنا على ألم الرقبة وأسبابه وطرق علاجه.
لمحة عن ألم الرقبة
ألم الرقبة Neck Pain هو تألم في منطقة أسفل الرأس والمحيطة بالعمود الفقري الرقبي، ينجم عن أسباب عديدة كالإجهاد والوضعية غير الملائمة، وقد ينجم عن حالات مرضية خطيرة مثل القرص المنفتق والأورام.
يمكن أن تصيب آلام الرقبة الجميع لكنها تشيع عند الذين يجلسون لفترات طويلة على المكتب أو الذين يقضون وقتاً طويلاً على الأجهزة الإلكترونية.
يعتبر الم الرقبة عرضاً شائعاً لأن الرقبة تحمل وزن الرأس وبالتالي هي معرضة للكثير من الإصابات والحوادث، وتتراوح شدة ألم العنق من الخفيف إلى الشديد تبعاً للسبب.
يمكن أن يستمر الم الرقبة عدة أيام في الحالات البسيطة الناجمة عن الإجهاد والنوم بوضعية سيئة، وقد يستمر لفترات تصل حتى عدة سنوات في الحالات الشديدة التي تنجم عن بعض الأمراض (كالأورام).
أسباب ألم الرقبة
يوجد العديد من الأسباب التي قد تتظاهر بألم الرقبة، تتضمن أسباب آلام الرقبة ما يلي:
- إجهاد العضلات: يحدث الإجهاد نتيجة العمل على المكتب لفترة طويلة دون تغيير الوضع أو النوم مع في وضعية غير ملائمة (ألم الرقبة بعد النوم) مما يؤدي إلى حدوث ألم في الرقبة
- الإصابات: تكثر إصابات الرقبة وخاصة في حالات السقوط وحوادث السيارات وممارسة الأنشطة الرياضية، ويعد المصع whiplash من أشيع إصابات الرقبة (حركة مفاجئة للرقبة للأمام والخلف)
- التهاب المفاصل العظمي: يحدث مع التقدم بالعمر التهاب المفاصل العظمي نتيجة الاستخدام المزمن للمفاصل مما يؤدي إلى تشكل نتوءات عظمية (قطع عظمية) قد تؤثر على حركة المفاصل وتسبب الألم
- التهاب المفاصل الروماتويدي: وهو مرض مناعي ذاتي يسبب احمرار وتورم المفاصل وحدوث ألم رقبة
- الضغط على الأعصاب: ويحدث الضغط نتيجة انفتاق الأقراص بين الفقرات (الانزلاق الغضروفي) مما يؤدي إلى الشعور بألم في الرقبة الأطراف العلوية
- تضيق العمود الفقري: ينجم التضيق عن التهاب المفاصل طويل الأمد مما يؤدي إلى الضغط على النخاع الشوكي وجذور الأعصاب
- النوبة القلبية: يمكن أن يحدث ألم الرقبة والكتف نتيجة النوبة القلبية وخاصة في حالة ترافقه مع الألم الصدري والزلة التنفسية (صعوبة التنفس)
- أمراض أخرى مثل التهاب السحايا والألم العضلي الليفي
- أسباب نادرة مثل التشوهات الخلقية والأورام
أعراض ألم الرقبة
يمكن أن يرافق ألم الرقبة العديد من الأعراض مثل:
- تيبس الرقبة: يؤدي التيبس إلى تحدد نطاق حركة الرأس
- الخدر أو النمل في الذراعين: في حالة سبب الألم الضغط على العصب
- صداع: حيث قد يكون ألم الرقبة المترافق مع الصداع أحد أعراض الصداع النصفي
- الألم عند الجس: قد يزداد ألم الرقبة عند لمس العمود الفقري الرقبي
تشخيص ألم الرقبة
يتم تشخيص ألم الرقبة من خلال معرفة القصة السريرية للمريض والتي تتضمن بداية الألم وشدته، بالإضافة إلى الفحص البدني الذي يجريه الطبيب لتقييم حركة الرأس والألم عند الجس.
قد يحتاج بعض الاختبارات للتشخيص الدقيق لسبب الألم، وتتضمن كلاً من فحص الدم (الالتهابات والإنتانات) والصورة الشعاعية البسيطة (X-RAY) لتقييم كسور العمود الرقبي، والتصوير الطبقي المحوري (CT-Scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحري القرص المنفتق.
يمكن أيضاً إجراء تخطيط كهربائية العضلات (ُEMG) الذي يسمح للطبيب بالتحقق من صحة العضلات والأعصاب التي تتحكم فيها.
علاج ألم الرقبة
يعتمد علاج الام الرقبة على السبب الكامن وراء هذه الآلام، وتتضمن خيارات العلاج كلاً من العلاج المنزلي والدوائي والطبيعي والجراحي.
العلاج المنزلي
وهو فعال في معظم حالات آلام الرقبة، يشمل علاج آلام الرقبة في المنزل ما يلي:
- الراحة وتجنب الأنشطة التي تفاقم الألم
- استخدام الكمادات الحارة والباردة لتخفيف الألم والالتهاب
- ارتداء طوق الرقبة للحد من الحركات التي تزيد الألم
العلاج الدوائي
تتضمن أدوية علاج ألم الرقبة ما يأتي:
- مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين
- حقن الستيروئيدات القشرية لتخفيف الالتهاب
- مرخيات العضلات Muscle relaxants
العلاج الطبيعي (الفيزيائي)
يمكن للعلاج الطبيعي أن يزيد من قوة ومرونة عضلات الرقبة ويسرع من عملية الشفاء، ويشمل:
- تمارين التمدد: تساعد هذه التمارين على زيادة مرونة العضلات وبالتالي تزداد مرونتها ومقاومتها للإجهاد
- التدليك: يحسن من تروية العضلات ويزيد قوتها ومرونتها
- العلاج بالإبر: وهو وضع إبر رفيعة في نقاط معينة من الجلد لتخفيف الألم وتسريع الشفاء
- تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد (TENS): وهو وضع رقع على الجلد تطلق إشارات كهربائية خفيفة تحفز العصب وتخفف الألم
العلاج الجراحي
معظم حالات آلام الرقبة يمكن تدبيرها بواسطة الخيارات العلاجية السابقة، ولكن يمكن اللجوء إلى الجراحة في بعض الحالات مثل علاج الانزلاق الغضروفي أو إعادة الفقرات إلى مكانها.
الوقاية من ألم الرقبة
يمكن التقليل من حدوث الام الرقبة من خلال اتباع النصائح التالية:
- تجنب الجلوس المطول أمام الأجهزة كالحاسوب والهاتف المحمول
- النوم بوضعية صحيحة وملائمة بحيث يكون الرأس والرقبة بمحاذاة الجسم
- ممارسة تمارين التمدد بانتظام للحفاظ على مرونة وقوة العضلات
- أخذ فترات راحة في حالة العمل المكتبي
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة على الكتف
ألم الرقبة هو حالة شائعة تنجم عن عدة أسباب أهمها إجهاد العضلات والإصابات وغالباً ما تكون محددة لذاتها وتشفى بشكل ذاتي باستثناء الحالات الناجمة عن الأمراض كالقرص المنفتق.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
قد ينجم الألم الشديد في الرقبة عن إصابات الرقبة كالمصع، أو إجهاد الرقبة كالجلوس لفترات طويلة على الأجهزة.
يمكن أن يكون ألم الرقبة من أعراض الجلطة وخاصة في حالة ترافقه مع الألم الصدري والزلة التنفسية (صعوبة التنفس).
يمكن التخلص من وجع الرقبة من خلال كلٍّ من العلاج المنزلي والذي يتضمن الراحة واستخدام الكمادات الحارة والباردة لتخفيف الألم والالتهاب وارتداء طوق الرقبة والعلاج الدوائي (مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية وحقن الستيروئيدات القشرية مرخيات العضلات)، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي الذي يشمل تمارين التمدد والتدليك والعلاج بالإبر.
تعتبر الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين من أفضل أدوية آلام الرقبة لأنها تساعد على تقليل الالتهاب وتقليل الانزعاج.
