كسور المرفق أو كسر مفصل الكوع من الكسور العظمية الشائعة التي تسبب الألم والتورم، يساعد التشخيص والعلاج المبكر في منع حدوث مضاعفات تؤثر على نوعية حياة المريض.
يمكن أن تتعرض للإصابة بكسر في العظام في أي مكان في الجسم؛ ولكن تعتبر كسور المرفق أو الكوع من أكثر الكسور تكراراً بين الأطفال والبالغين نتيجة الاستخدام الحيوي للذراع والمفصل في كل ما نقوم به أو حتى عند التعرض لحادث أو سقوط مباشر نلجأ للاحتماء بالذراع، تابع معنا قراءة هذه المقالة للتعرف على كسور المرفق وأشيع أنواعه والأعراض المرافقة له وطرق العلاج المختلفة.
لمحة عن كسور المرفق
يتكون مفصل المرفق من الطرف السفلي لعظم العضد (اللقمة الوحشية واللقمة الأنسية) في الجزء العلوي من الذراع و عظمي الكعبرة والزند في الساعد، والتي تتلاءم مفاصلها العظمية مع بعضها مما يسمح بحركة المفصل بجانب كبحه فرط استلقاء الساعد.
تحدث كسور المرفق elbow fracture عندما تكون القوى المطبقة على العظم أقوى من أن يتحملها وبالتالي إما أن يتصدع أو ينقسم إلى قطعتين أو أكثر تبعاً لشدة القوة، و يسبب المرفق المكسور ألماً شديداً كما يضعف القدرة على تحريك الذراع.
أنواع كسور المرفق
هناك العديد من الأنواع تتعلق بكسور المرفق، وفيما يلي أكثر كسور الكوع شيوعاً:
كسر عظم العضد القاصي: وهو العظم الذي يربط المرفق بمفصل الكتف ويلتقي مع عظمي الزند والكعبرة فوق المرفق مباشرة، وهو الأقل شيوعًا من بين الأنواع ولكن يمكن حدوثه عند التعرض لصدمة أو السقوط على كوع منحني.
كسر الناتئ الزجّي للزند: وهو النتوء العظمي البارز من الكوع ويشكل جزءاً من عظم الزند، ويعتبر الأكثر شيوعًا بين الكسور لأنه غير محمي بالأنسجة الرخوة مثل الأوتار أو العضلات أو الأربطة.
كسر رأس عظمة الكُعبرة: والتي يمكن أن تحصل بسهولة مع خلع مفصل المرفق (عندما تنفصل مفاصل الكوع وتخرج من التجويف المفصلي)، كما أنها شائعة عند استخدام اليدين للحماية من السقوط.
عوامل خطر كسر مفصل المرفق
تتضمن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بكسور المرفق ما يلي:
- هشاشة العظام؛ مرضى الهشاشة أكثر عرضة لكسور العظم
- سن الإياس عند النساء، إذ تنقص كثافة العظام و يتعرض الجسم خلاله لفقد في المعادن
- كبار السن معرضون لحدوث الكسور بشكل أكبر
- المشاركة في رياضات تستدعي التصادم في منطقة الذراع أو السقوط مثل كرة القدم والمصارعة أو الجمباز
أسباب كسر مفصل الكوع
يحدث كسر المرفق بسبب مجموعة من الإصابات أو الأنشطة منها:
- السقوط الشديد على الكوع
- ضربة مباشرة على المرفق
- السقوط على ذراع ممدودة مع ثبات المرفق كردة فعل ضد السقوط، وتترافق في هذه الحالة إصابات في الأربطة حول مرفق المريض
أعراض كسور المرفق
يمكن لكسور المرفق أن تتسبب بجملة من العوارض والعلامات التي تؤكد حدوث الإصابة، مثل:
- سماع صوت الطقطقة أو فرقعة عند الإصابة
- ألم حاد وشديد عند تحريك مفصل المرفق
- تورم في المرفق أو الساعد
- تشوه واضح في المرفق والذراع
- تصلب الكوع وصعوبة في تحريك الذراع أو ثنيها ومدها بشكل طبيعي
- خدر أو تنميل و ضعف في اليد والأصابع
- تشكل الكدمات و الإحساس بالسخونة في المرفق أو المنطقة المحيطة به
تشخيص كسور المرفق
يبدأ الطبيب أغلب الأحيان بالفحص البدني لتشخيص كسر المرفق وتقييم الذراع بحثاً عن التورم أو الكدمات وفي حال بروز العظم من خلال الجلد يجب أن يعالج بشكل إسعافي.
أثناء الفحص يقوم الدكتور بتحديد مكان وشدة الألم ويطلب من المريض ثني الذراع لتحري عن حدوث ضرر في الأربطة أيضًا.
لتأكيد التشخيص يلجأ الدكتور لطلب التصوير الشعاعي لمفصل المرفق للتحقق من تلف الأعصاب والأوعية الدموية عن طريق أحد تقنيات التصوير التالية:
- الأشعة السينية: وهي الوسيلة الأساسية لتشخيص كسر عظم المرفق ويمكن أن تساعد كذلك في تحديد ما إذا كانت عظام الذراع تلتئم في الوضع الصحيح
- التصوير المقطعي المحوسب: يساعد الطبيب في تحديد وجود كسر أم انفصال العظام عن بعضها
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يعتبر أكثر حساسية من الأشعة السينية حيث يكشف الكسور الصغيرة قبل أم تزداد سوءاً
- فحص العظام: وهي إحدى الطرق غير المؤلمة في التصوير تستخدم مادة مشعة لتقييم العظم وتحديد سبب الألم أو الالتهاب.
علاج كسور المرفق
يعتمد علاج كسر مفصل المرفق على شدة الكسر وحالته، إذ ممكن أن تتشكل الكسور غير مزاحة(لا تتحرك العظام خارج موضعها) أو مزاحة وفيها تتشكل شظايا عظمية منفصلة تسبب تحرك العظام من مكانها.
العلاج غير الجراحي لكسور مفصل المرفق
يمكن علاج حالات كسور مفصل الكوع غير المنزاحة بالتدابير المحافظة؛ مثل:
- وضع كمادات الثلج لعظمة المرفق المكسورة لتخفيف التورم
- رفع الذراع، إذ يمنع الضغط الزائد من التأثير على الأوعية والأعصاب وتقليل التورم
- تثبيت الكسر بحمالة الذراع خلال التئام الكسر أو عن طريق التجبير
- تدبير الألم بتناول مضادات الالتهاب ومسكنات الألم مثل النابروكسين والإيبوبروفين
- الخضوع للعلاج الطبيعي والالتزام بمجموعة من تمارين خاصة بالمرفق تحت إشراف معالج فيزيائي
علاج كسور المرفق عن طريق الجراحة
يلجأ الطبيب لتدبير الكسور المرفقية جراحياً في حال كانت منازحة أو مفتوحة، ويوجد عدة أساليب جراحية متبعة يتم تحديد النوع الأمثل لكل حالة، تشمل مايلي:
التثبيت الداخلي للكسر
وهو إجراء جراحي مفتوح يهدف لإعادة العظام إلى موقعها باستخدام أجهزة متخصصة بما في ذلك البراغي أو الألواح المعدنية للتأكد من الالتئام السليم، قد يحتاج المريض لإجراءات إضافية لإصلاح الأنسجة الرخوة كالأربطة والأوتار.
عملية استبدال مفصل الكوع
لعلاج الأضرار الشديدة الناجمة عن كسر المرفق يلجأ الجراح لعملية استبدال مفصل الكوع حيث يزيل العظام التالفة والأنسجة المحيطة بأجزاء صناعية، يُمكّن استبدال كامل مرفق المريض باستعادة الحركة والتخلص من الألم.
من الضروري التدبير السريع في حالة كسور المرفق للأطفال إذ تتميز عظامهم بأنها لا تزال في مرحلة نمو وقد يسبب الانتظار لفترة طويلة محاذاة غير صحيحة للعظم وتلف دائم لمفصل الطفل.
مضاعفات كسور المرفق
قد يعاني بعض المرضى من مضاعفات طويلة الأمد لكسر المرفق على الرغم من العلاج الناجح؛ مثل:
- تصلب المرفق وفقدان جزئي للحركة: ففي بعض الحالات لا يتمكن المصاب من استعادة الحركة الكاملة للمفصل ولكن الجدير بالذكر أن فقدان بضع درجات من الاستقامة لا يؤثر عادة على وظيفة الذراع الحركية
- التهاب المفصل التالي للرض: وهو نوع من التهابات المفاصل التي تتطور بعد الإصابة حيث يتضرر الغضروف على الرغم من الالتئام الطبيعي للعظم مسبباً ذلك ألم وتصلب مع مرور الوقت
الوقاية من كسر مفصل المرفق
لا يمكن منع جميع أنواع كسر مفصل المرفق و لكن هناك خطوات و تدابير وقائية يمكن اتخاذها لتقليل مخاطر الإصابة؛ تشمل ما يلي:
- الحفاظ على اللياقة البدنية وخفة الحركة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام
- ارتداء الملابس الواقية أثناء الأنشطة الرياضية
- اتباع تعليمات الممارسة لكل رياضة حسب التقنيات الخاصة بها
- الاهتمام بالصحة العظمية من خلال تناول غذاء صحي لكي يغطي حاجة الجسم من الكالسيوم والفيتامينات
في النهاية يمكن اعتبار كسور المرفق من كسور العظام المهمة التي تتطلب عناية فورية لحيوية مفصل المرفق وتسببه بأذية دائمة في حال إهمال العلاج مابين الرعاية الذاتية كارتداء الجبيرة لتثبيت المِرفَق في مكانه أثناء الشفاء وممارسة تمارين خاصة وحتى العمل الجراحي المفتوح أو الاستبدال الكلي وذلك حسب شدة كسر العظم ونوعه.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
إن الخطورة الناتجة عن الكسر في مفصل المرفق بسبب مضاعفاته المحتملة التي تنجم عنها أذية دائمة للمرفق تحد حركة المفصل.
يمكن التعرف على كسر المرفق من خلال أعراضه كالألم، الصلابة، التورم، عدم القدرة على تمديد الذراع أو الشعور بآلام خلال ذلك ولتأكيد الإصابة نلجأ للتصوير الشعاعي للمرفق.
يحتاج كسر المرفق للتعافي بعد الإصابة حوالي ثلاث حتى ست أسابيع وتختلف الفترة كذلك تبعاً لحالة الكسر وصحة المُصاب وطريقة العلاج المتبعة، من الطبيعي أن تصبح منطقة المرفق أكثر حساسية في تلك المدة.
تعود الذراع واليد لوظيفتها بعد حوالي شهرين من الإصابة وتستعيد الحركة الكاملة بعد 3 شهور.
