داء باجيت العظمي أو التهاب العظم المشوه مرض مزمن يصيب العظام عند البالغين، يسبب ظهور تدريجي لألم العظام وتشوهها، يشمل علاجه تدابير عرضية وغالباً ما تكون الأدوية.
ماهو داء باجيت العظمي؟
النسيج العظمي نسيج حي ونشط يتجدد باستمرار، في الحالة الطبيعية يتم ارتشاف أنسجة العظام القديمة والتالفة واستبدالها بعظام صحية جديدة.
داء باجيت العظمي paget disease of bone هو داء مزمن يتميز بشذوذ في الهيكل العظمي أو تشوهات في العظام، إذ ينتج العظم غير الطبيعي عن عملية إعادة التشكيل والتجديد حيث:
- يتم إنتاج خلايا عظمية أكثر من المعتاد وأكثر نشاطاً.
- تزداد معدلات هدم وبناء النسيج العظمي بشكل ملحوظ.
- هيكل العظم الجديد غير طبيعي وأضعف من المعتاد ويصبح عرضة لحدوث الكسور.
- تنثني العظام الضعيفة أو تسبب تلف في المفاصل القريبة مما يسبب التهاب المفاصل.
- يزداد أيضاً تدفق الدم بأنسجة العَظْم مما يزيد شعور المناطق المصابة بالسخونة عند لمسها، بالأخص العظام القريبة من السطح كما في الساقين.
ينتشر داء باجيت خاصة عند كبار السن بعد سن الخمسين وكذلك الأشخاص من شمال أوروبا، وبنسبة ثلاثة رجال مقابل كل امرأتين مصابات بداء باجيت العظمي.
أسباب داء باجيت العظمي
السبب الدقيق لمرض باجيت الذي يصيب العظام paget disease of bone غير معروف، يتنبأ الباحثون بأن سبب الاضطراب قد يكون تفاعل عوامل وراثية وبيئية معينة، إذ أن الجينات التي تنتقل عبر العائلات تلعب دوراً، وكذلك نمط الحياة مثل سوء التغذية أو إصابة العظم في وقت مبكر من العمر يؤدي لتطور داء باجيت عند الأشخاص الذين لديهم بالفعل خطر وراثي.
اقتراح آخر هو ان الاضطراب قد يظهر بسبب الإصابة بفيروس الحصبة في مرحلة الطفولة، ومع ذلك لم يكتشف الباحثون بعد وجود علاقة واضحة بين الفيروس وداء باجيت.
أعراض وعلامات داء باجيت العظمي
العرض المرتبط بداء باجيت paget disease هو ألم العظام العميق وأحياناً الشديد والذي يكون أسوء في الليل، حيث تمر العديد من الأعصاب الرئيسية عبر العظم أو جانبه وبسبب النمو غير الطبيعي للعظم انضغاطه أو إتلافه مسبباً الألم.
العديد من المصابين بداء باجيت لا يعانون من أي أعراض أو قد يشتبهون بها لاضطرابات عظمية أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
تشمل الأعراض الأخرى:
- تورم المفاصل
- احمرار الجلد المغطي للمنطقة المصابة
- كسور عظمية نتيجة هشاشة العظام
- صمم عصبي في إحدى الأذنين أو كلتاهما
- صداع الرأس والدوار في حال حدوثه في الرأس
يؤثر مرض باجيت على عظماً منفرداَ أو عدة عظام من الجسم، ولا يمكن أن يصيب الهيكل العظمي بأكمله، إذ يحدث بكثرة في العظام التالية:
- الحوض
- العمود الفقري
- الجُمجمة
- عظم الفخذ
- الظنبوب
وتشمل العلامات الملاحظة على المصابين بمرض باجيت:
- تضخم الجمجمة أمامياً
- توسع أوردة فروة الرأس والجمجمة
- انحناء العظام الطويلة مثل الساق أو الذراع أو انحناء العمود الفقري
في حال الشك بأعراض داء باجيت العظمي، وواجهكم أي سؤال عن تشخيصه وعلاجه يمكنكم التواصل معنا للإجابة عن استفساراتكم.
مضاعفات داء باجيت العظمي
تتعلق المضاعفات الخطيرة مع تقدم الوقت وتأخر البدء لعلاج داء باجيت، أشيع المضاعفات لداء باجيت العظمي هي:
- هشاشة العظام، تحدث عند 50% من المرضى، وتتطور في المفاصل المجاورة للعظم المصاب
- تضيق النخاع الشوكي، نتيجة ضغط العظام المتضخمة على الأعصاب في حال إصابة الظهر والعمود الفقري
- التهاب المفاصل
- فقدان السمع
- مشاكل في الرؤية
- مشاكل الجهاز العصبي
- قصور قلب، في حال الآفات الكبيرة والعديدة
- ساركوما باجيت، نادر عند أقل من 1%
تشخيص داء باجيت العظمي في تركيا
في حال كان العظم متضخماً أو منثنياً، يستطيع الطبيب أن يشخص داء باجيت العظمي paget disease of bone من خلال الأعراض والفحص البدني.
يقوم الطبيب أيضاً بأخذ التاريخ العائلي الطبي للمريض في حال إصابة أحد أفراده بداء باجيت الذي يصيب العظام، ولتأكيد التشخيص يلجأ للتصويرالشعاعي باستحدام الأشعة السينية X-ray وإجراء تحاليل مخبرية للتحري عن كالسيوم الدم و فرط إنزيم الفوسفاتاز القلوي AP الذي يعكس سرعة دوران العظام.
نجد بالأشعة السينية الموجودات التالية المميزة في مرض باجيت:
- زيادة تصلب العظام
- بنية غير طبيعية مع تشكيل ترابيق قشرية خشنة (سماكة قشرية)
- نمو وتضخم العظام
في بعض الأحيان يطلب الطبيب إجراء مسح عظمي للنظائر، إذ يتم حقن جرعة صغيرة من النظائر المشعة في الوريد وخلال بضع ساعات يبدأ تجمع النظير في مناطق الإصابة بداء باجيت العظام.
بمجرد إجراء المعاينة، تتم إحالة المريض إلى عيادة متخصصة للتقييم والعلاج.
علاج داء باجيت العظمي
لا يوجد معالجة شافية لداء باجيت الذي يصيب العظام، ولكن يمكن للمعالجة أن تخفف الأعراض وتقلل من فرص حدوث المضاعفات.
يُستخدم لعلاج مرض باجيت العظمي paget disease of bone treatment عدة طرق رئيسية، تشمل:
العلاج الدوائي
تعتبر البايفوسفونيت خط العلاج الأول لداء باجيت، وذلك لأنها تعمل بشكل أساسي على الخلايا كاسرة العظام وتساعد في تخفيف أي ألم عظمي ناتج عن المرض، على الرغم من ذلك يستغرق تحسن الأعراض بضعة أسابيع.
تشمل أنواع البايفوسفونين على ما يلي:
- زوليدرونات (ريكلاست): وهي الأكثر فعالية، تعطى على شكل قطرة واحدة بالتسريب، وتكرر إذا لزم الأمر.
- باميدرونات: سلسلة من الحقن الأسبوعية وأحياناً مرة واحدة.
- ريزيدرونات: أقراص يومية لمدة شهرين.
- تيلودرونات: أقراص يومية لثلاثة شهور.
- إتيدرونات: أقراص يومية لمدة ثلاثة إلى ستة شهور.
يتم إعطاء الحقن في المشفى ويستغرق كل واحد عادة حوالي 15-30 دقيقة.
وتستمر الفائدة من البايفوسفونات لمدة عام على الأقل وربما أكثر بكثير.
يحتاج الأشخاص الذين يتناولون البايفوسفونات عادةً إلى الحفاظ على مستويات كافية من فينامين د والكالسيوم والتعرض لأشعة الشمس.
يجب على الشخص المصاب بداء باجيت والذي عانى سابقاً من حصيات الكلى أن يناقش تناول الكالسيوم وفيتامين د مع الطبيب.
تسكين الألم
في حال الألم الناتج عن تشوه العظام أو التهاب المفاصل أو المضاعفات العصبية؛ تفيد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs والأسيتامينوفين في تخفيف شدة الأم وتسكينه.
التدخل الجراحي
قد يحتاج المريض إلى العمل الجراحي لإصلاح أو تحسين أعراض داء باجيت العظمي، تشمل بعض الجراحات:
- استبدال مفصل الورك أو الركبة، في حال حدث هشاشة العظم في المفصل بعد الإصاية بداء باجيت.
- عملية تصحيح العمود الفقري، إذا تضخم عظم الظهر وضغط على الأعصاب.
- عملية إصلاح الكسر العظمي، اعتماداً على نوع الكسر ومدى ضرره.
- عملية قطع العظم ، يزيل الجراح إسفيناً من العظام لتصحيح ضعف المحاذاة، ويكون غالباً في المراحل الأخيرة من المرض.
التعايش مع داء باجيت العظمي paget disease of bone
من المهم مع الخضوغ للعلاج المناسب، القيام بإجراءات مساعدة للحفاظ على صحة الهيكل العظمي بشكل عام بما في ذلك:
- المحافظة على وزن صحي: إذ تسبب السمنة ضغط إضافي على المفاصل.
- ممارسة التمارين: فهي تساعد الجسم من خلال شد العضلات وزيادة المرونة في المحافظة على حركة المفاصل ضمن المجال الطبيعي.
- تناول الحاجة الغذائية من فيتامين د والكالسيوم: من خلال المكملات والغذاء الصحي، من أجل صحة وقوة العظام والوقاية من هشاشة العظام.
- استخدام العكازات أو العصا أثناء المشي مفيد في حالة اختلاف طول الساقين نتيجة الانحناء الذي يسببه داء باجيت العظمي ولتحقيق التوازن المطلوب.
- ارتداء دعامات في الركبة أو في مكان الإصابة مفيد أيضاً في سلامة الحركة وتخفيف الألم.
المصادر: