التهاب مفصل الركبة هو التهاب وتدهور في غضروف المفصل، يعد الألم والتورم والتصلب أبرز أعراضه الأساسية ولكن تتوافر العديد من الخيارات العلاجية لتخفيف هذه الأعراض.
يعد التهاب مفصل الركبة مرض مؤلم يزداد سوءاً مع مرور الوقت ويؤثر سلباً على نوعية حياة المرضى إذ يتسبب في خشونة سطح المفصل ومنه احتكاك العظام ببعضها مباشرة، تابع معنا في هذه المقالة لتتعرف على التهاب مفاصل الركبة وأهم أنواعه وأسبابه وطرق المعالجة المتوفرة للسيطرة على أعراضه.
التهاب مفصل الركبة
يحدث التهاب مفصل الركبة knee arthritis عندما يتآكل الغضروف في المفصل نفسه والذي يشكل طبقة زلقة على أطراف العظام تعمل كوسادة وتسمح للركبة بالانحناء والاستقامة بسلاسة، حيث يسبب تلف الغضروف ألماً مستمراً وتورم في المفصل مع حد الحركة الطبيعية لمفصل الركبة.
يمكن أن يتشكل التهاب مفصل الركبة بين عظم الفخذ والعظم الظنبوبي في الجزء الأنسي (الداخلي)، أو في الجزء الوحشي(الخارجي) من مفصل الركبة أو تحت الرضفة وعندما تتأثر المناطق الثلاث؛ يشار إليه حينها بالتهاب المفاصل ثلاثي الأجزاء.
قد يؤدي تلف الغضروف المفصلي بمرور الوقت إلى تطور تشوهات في الركبة أو تفاقمها، بما في ذلك تقوس الركبة.
يعتبر التهاب مفصل الركبة مرض شائع جداً ويمكن أن يصيب جميع الأعمار مع شيوع الإصابة عند كبار السن وخاصةً النساء أكثر من الرجال.
أنواع التهاب مفصل الركبة
يوجد حوالي 100 نوع من التهاب المفاصل، تشمل الأنواع الرئيسية الشائعة لالتهاب مفصل الركبة مايلي:
الفصال العظمي: وهو الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب مفصل الركبة، إذ يُعد من التهابات المفاصل التنكيسة ويصيب غالباً الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وأكثر، ينجم عن الفصال العظمي تآكل الغضروف تدريجياً فتقل المساحة الواقية بين العظام ويحدث احتكَاك العظم ببعضه وقد يؤدي إلى تشكل نتوءات عظمية.
التهاب المفاصل الروماتويدي: وهو مرض مزمن مناعي ذاتي، تُتلف فيه مناعة الجسم الأنسجة الطبيعية مثل الغضاريف والأربطة، ويمكن أن يهاجم عدة مفاصل في أنحاء الجسم بما في ذلك مفصل الركبة، مما يعني أنه غالباً ما يؤثر على الركبتين معاً.
التهاب المفاصل اللاحق للصدمة: الناتج عن تمزق الغضروف أو إصابة الرباط أو كسر الركبة، وفيه قد تظهر أعراض التهاب مفصل الركبة بعد سنوات من الإصابة.
ومن الأشكال الأخرى لالتهابات المفاصل والتي تؤثر على الركبتين:
- التهاب المفاصل النقرسي
- التهاب المفاصل التفاعلي
- التهاب المفاصل المعدي
- التهاب المفاصل عند الأطفال
أعراض التهاب مفصل الركبة
بشكل عام، يعد ألم الركبة وتورمها من أبرز أعراض التهاب مفصل الركبة، عادةً ما يتطور الألم ببطء وتدريجياً على الرغم من إمكانية ظهوره المفاجئ، في البداية يلاحظ المريض الألم في الفترة الصباحية وعند الجلوس وفي أوقات الراحة.
هناك أعراض أخرى لالتهاب مفصل الركبة تتضمن:
- صوت صرير أو فرقعة
- صعوبة المَشي
- تصلب المفاصل
- التواء الركبة
- احمرار الجلد
- الشعور بالحرارة عند لمس المفصل
- إمساك أو انغلاق الركبة أثناء التحرك
قد تتطور أعراض مفصل الركبة بسرعة أو على مدى عدة سنوات اعتماداً على حالة الشخص المصاب، ومن الممكن أن تهجع الإصابة وتستقر لفترة طويلة ثم تعود من جديد.
تشكل العوامل التي تفاقم من أعراض التهاب مفصل الركبة مايلي:
- الطقس البارد
- الضغط العصبي
- النشاط المفرط
عوامل خطر التهاب مفصل الركبة
هنالك عدة أسباب وعوامل تسهم في تطور الالتهاب الذي يحدث في مفصل الركبة وهي:
- العمر: كما في حالة الفصال العظمي إذ كلما ازداد عمر الشخص زادت نسبة إصابته بالتهاب المفاصل
- الوراثة: تلعب العيوب الوراثية في الركبة دوراًوفي حدوث التهاب المفصل
- زيادة الوزن: إذ تؤثر السمنة والوزن الزائد على الركبتين سلباً بسبب تحمل ضغط إضافيالرضوض: يمكن أن تؤدي الإصابات المتكررة أو الشديدة إلى الفصال العظمي بعد سنوات
- الجنس: تعد النساء بعد سن الإياس أكثر عرضة للإصابة بالتهاب مفصل الركبة من الرجال
- محفزات المناعة الذاتية: قد ينتج عنها تفعيل التهاب المفاصل الروماتويدي
- تشوهات النمو: تسبب التشوهات مثل تقوس الركبة وتقوس الساقين ضغطاً إضافياً على أجزاء معينة من الركبة وبسبب ذلك يتدهور غضروف الركبة
- حالات صحية أخرى: وجود أمراض مثل داء السكري، ارتفاع الكوليسترول، داء ترسب الأصبغة الدموية ونقص فيتامين (د) يعمل على زيادة فرص حدوث المرض
تشخيص التهاب مفصل الركبة
يقوم الطبيب بدايةً بأخذ التاريخ الصحي للمريض و يجري الفحص البدني له من خلال فحص الركبة ولمسها ومطالبة المصاب بالسير عليها إن أمكن لتقييم مستوى آلام الركبة ومدى حركتها أو وجود أي تورم وعلامات التهابية في المفاصل.
يطلب الدكتور إجراء بعض التحاليل الدموية بناءً على الفحص البدني للمريض مثل:
- اختبار عامل الروماتيد: الذي يساعد في تأكيد الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي
- اختبار حمض البوليك: لكشف إلتهاب المفاصل النقرسي
ويمكن أيضاً لتأكيد التشخيص وتحديد مستوى النكس إجراء التصوير الشعاعي للمفصل:
- الأشعة السينية: تستخدم الأشعة السينية للتحري عن مؤشرات انهيار غضروف الركبة وتضيق مساحة المفصل أو تشكل النتوءات العظمية، كما تساعد في استبعاد الأسباب الأخرى للألم
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يوفر صوراً توضيحية للأنسجة الرخوة والغضاريف للكشف عن التشوهات المبكرة النموذجية لالتهاب المفصل
ومن الإجراءات التشخيصية المساعدة أيضاً والتي قد يحتاجها الأطباء:
بزل المفصل: وهو إجراء خارجي في العيادة، يتم استخدام إبرة معقمة لأخذ عينات من سائل المفصل والتي يمكن بعد ذلك فحصها للتحري عن العدوى أو النقرس
تنظير المفصل: وهو تقنية جراحية يتم فيها إدخال كاميرا دقيقة في مفصل المصاب للحصول على معلومات مرئية عن الضرر في مفصل الركبة
علاج التهاب مفصل الركبة
لا يوجد علاج نهائي لالتهاب مفصل الركبة، ولكن هناك عدد من التدابير التي قد تساعد في تخفيف الألم والسيطرة على الأعراض المزعجة.
التدابير غير الجراحية لعلاج التهاب مفصل الركبة
يهدف العلاج الأولي إلى تقليل شدة الألم و محاولة منع تطور الالتهاب، وذلك بمجموعة من إجراءات العناية الذاتية التي تشمل مايلي:
- المحفاظة على وزن صحي لتخفيف الحمل عن الركب
- تعديل النشاطات الرياضية من عالية التأثبر مثل الركض إلى منخفضة الشدة مثل ركوب الدراجات، مع ضرورة ممارسة حوالي 150 دقيقة من التمارين الرياضية خلال الأسبوع
- ارتداء الأحذية المريحة واستخدام الحشوات الماصة للصدمات
- استعمال مشدات الركبة المناسبة، والتي تكون فعالة عادة بشكل ملحوظ في حال وجود تشوه في الركبة
- في حال الألم الشديد أو المزعج، يمكن استخدام العكازات خلال التجول
- من المفيد جداً الالتزام مع مشرف في العلاج الفيزيائي الذي يساعد في تحديد تمارين التمدد والمقاومة لتقوية عضلات الجسم خصوصاً الساق والفخذ
العلاجات البديلة
قد تساعد بعض العلاجات البديلة أو التكميلية في السيطرة على الألم، مثل:
- الوخز بالإبر: يقوم مختص بإدخال أبر رفيعة في نقاط معينة من الجسم لتحرير الألم
- العلاج بالمياه المعدنية: يتضمن وضع مفصل الركبة في مياه الينابيع المعدنية الدافئة
- التحفيز الكهربائي عبر الجلد: يستخدم بعض الأشخاص جهاز التحفيز الكهربائي للأعصاب لتخفيف الألم، تقوم الآلة بتطبيق تيار كهربائي ضعيف على نقاط موجودة على سطح الجسم
- العلاج بحقن البلازما الدموية الغنية بالصفيحات PRP: تحتوي الصفائح الدموية على عوامل نمو يعتقد أنها مفيدة في تقليل أعراض الالتهاب
- علاج التهاب المفاصل بالخلايا الجذعية: وهي خلايا سليفة يمكن أخذها من جسم المريض وحقنها في ركبته، لديها القدرة على النمو في الأنسجة الجديدة وبالتالي تلتئم أسطح المفاصل التالفة
العلاج الدوائي
تختلف الأدوية المتناولة لعلاج التهاب مفصل الركبة تبعاً لنوع الالتهاب و مرحلة المرض إذ تتضمن:
- الأسيتامينوفين، وهو مسكن للآلام بسيط لا يحتاج وصفة طبية
- الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين
- المكملات الغذائية مثل الجلوكوزامين كوندريتين التي تسهم في تقوية مفاصل الجسم والعظام
- الستيروئيدات القشرية (حقن الكورتيزون)، لا ينصح بها الأطباء على المدى البعيد لتأثيراته الجانبية
- مثبطات COX-2؛ وهي زمرة خاصة من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ذات آثار الجانبية أقل
- الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة وراثياً DMARDs
علاج التهاب مفصل الركبة عن طريق الجراحة
في أغلب الأحيان تعد جراحة الركبة هي العلاج الأخير لالتهاب المفصل بعد فشل التدابير السابقة في تسكين الألم أو في الحالات الشديدة التي تعرقل حياة المريض.
تتضمن الإجراءات الجراحية مجموعة من الخيارات حسب الحالة وهي:
تنظير المفصل: يقوم الجراح بإدخال أدوات صغيرة بواسطة منظار في المفصل لاكتشاف مناطق التلف، يتمكن من خلاله إزالة أي شظايا عظمية أو إصلاح تمزقات الأربطة حول الركبة.
ترقيع الغضروف: يستعين الجراح بطعم غضروفي من مفصل آخر ليصلح الغضروف حول الركبة.
استبدال مفصل الركبة كلياً أو جزئياً: وفيه يستبدل المفصل التالف بآخر معدني أو بلاستيكي في حال فشل العلاجات المحافظة وتطور الالتهاب حتى تلف مفصل الركبة.
يوجد ملايين من الناس في العالم يعانون من التهاب مفصل الركبة الذي يعد من الأمراض التي تحتاج لعناية ومتابعة إذ يتميز مفصل الركبة بكونه أحد أكثر المفاصل حيوية في الجسم ويسبب التهابه مشاكل تؤثر سلبياً بشكل كبير على حياة المصاب، ومع ذلك يمكن باتخاذ تدابير الرعاية الذاتية والعلاجات المناسبة السيطرة على أعراض الالتهاب.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
يمكن للعلاجات المحافظة السيطرة على الألم والالتهاب ولكن في الحالات الشديدة يمكن للجراحات أن تعالج التهاب مفصل الركبة بشكل نهائي مع مراعاة اتباع نصائح للرعاية بعد إجراءها.
تتنوع علاجات التهاب مفصل الركبة بين تناول الأدوية المسكنة ،علاج الحالة المسببة ،اتباع إرشادات يومية تساعد في تخفيف الألم و ممارسة تمارين رياضية مقوية للمفصل وحتى التدبير الجراحي في المرحلة الأخيرة.
يعنى فيتامين د بأهمية خاصة لصحة العظام والمفاصل إذ يمكن أن يسبب فقره هشاشة العظام التي قد تساعد في تطور التهاب مفصل الركبة.
يوصى بالمشي للمصابين بالتهاب المفاصل إذ يساعد على تعزيز مرونة المفصل ويقلل من احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام.