ألم أسفل الظهر هو عرض شائع جداً يحدث نتيجة أذية عضلات وأوتار الظهر وقد ينجم عن أمراض خطيرة مثل الانزلاق الغضروفي مما يسبب صعوبة المشي والقيام بالأنشطة اليومية.
يعاني الجميع تقريباً من آلام أسفل الظهر في مرحلة ما من حياتهم نتيجة تعرض أسفل الظهر للكثير من الحركة والإجهاد. فلتتعرف معنا على ألم أسفل الظهر، أسبابه وطرق الوقاية منه.
لمحة عن ألم أسفل الظهر
ألم أسفل الظهر Low back pain هو حدوث الألم في المكان الذي يتصل فيه العمود الفقري بالحوض (القطنية)، مما يؤدي إلى صعوبات في المشي أو النوم أو ممارسة النشاطات الروتينية.
يعتبر ألم في أسفل الظهر عرضاً شائعاً بسبب تعرض هذه المنطقة للكثير من الإجهاد مما قد يؤدي إلى التآكل والإصابات، بالإضافة إلى أنه يحمل وزن الجزء العلوي من الجسم.
يمكن لبعض الأشخاص أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر من غيرهم نتيجة وجود عوامل الخطر لديهم، وتتضمن هذه العوامل كلاً من التقدم بالعمر والبدانة وبعض المهن (العمل المكتبي) والمدخنين (النيكوتين يسبب أذية القرص الفقري ويقلل تدفق الدم).
تتنوع شدة الألم حسب السبب الكامن والحالة العامة للمريض، حيث يتراوح من الخفيف إلى الشديد، وقد ينتشر إلى أماكن أخرى كما في حالة التهاب العصب الوركي (الساقين)، ويمكن للألم أن يزداد أو يخف في وضعيات معينة كالانحناء والاستلقاء.
عادةً ما تتحسن آلام أسفل الظهر مع الراحة ومسكنات الألم والعلاج الطبيعي (PT)، كما يمكن لحقن الستيروئيدات القشرية (الكورتيزون) والعمليات الجراحية أن تخفف الألم وتساعد في عملية الشفاء.
أسباب ألم أسفل الظهر
تحدث معظم آلام أسفل الظهر بسبب مشاكل في الفقرات، والعضلات، والأربطة (آلام ميكانيكية)، وفي بعض الحالات يكون السبب أذية في الأعصاب (آلام عصبية)، تتضمن أسباب الألم أسفل الظهر الشائعة ما يلي:
- إصابة البنى الهيكلية وإجهادها: إجهاد الظهر (كالعمل المكتبي) هو السبب الأكثر شيوعاً لألم أسفل الظهر (ألم أسفل الظهر وعدم القدرة على الوقوف بشكل مستقيم)، كما تصاب العضلات والأوتار والأربطة عند رفع الأشياء الثقيلة (ألم الظهر المفاجئ).
- مشاكل الفقرات: مثل كسر العمود الفقري نتيجة حوادث السيارات أو السقوط، وانزلاق الفقرات وأورام العمود الفقري.
- مشاكل الأقراص بين الفقرات: وتتضمن كلاً من الانزلاق الغضروفي (الديسك)، وتسطح القرص الفقري مع التقدم بالسن نتيجة التنكس.
- التهاب العصب الوركي (عرق النسا): حيث يتظاهر الالتهاب بداية بألم أسفل الظهر ثم ينتشر إلى الأطراف السفلية (ألم أسفل الظهر عند الجلوس والانحناء).
- تضيق العمود الفقري: حيث يصبح العمود الفقري ضيقاً جداً مما يؤدي إلى الضغط على النخاع الشوكي مما يسبب آلام أسفل الظهر.
- التهاب المفاصل: يعد التهاب المفاصل العظمي هو النوع الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل، كما يمكن أن يسبب التهاب الفقار اللاصق ألماً أسفل الظهر وتيبساً في العمود الفقري.
- الحمل: يحدث ألم أسفل الظهر في الحمل نتيجة زيادة الوزن وإجهاد العضلات.
- الألم العضلي الليفي: هو ألم طويل الأمد في المفاصل والعضلات والأوتار.
- بعض الأمراض: مثل أمراض الكلية (حصيات والتهابات).
- أسباب خاصة بالنساء مثل آلام الدورة الشهرية والبطانة الرحمية الهاجرة، والأورام الليفية في الرحم، وكيسات المبيض، والعضال الغدي.
- نقص فيتامين د (Vit D) والطقس البارد (تشنج العضلات والأربطة).
أعراض ألم أسفل الظهر
يمكن أن يحدث ألم أسفل الظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي، حيث يحدث الألم المفاجئ عند رفع الأشياء الثقيلة، ويمكن أن يتطور الألم بشكل تدريجي كما في حالة الأمراض المزمنة.
يمكن أن يترافق ألم الظهر بأعراض أخرى تبعاً للحالة المسببة، وتتضمن:
- التيبس: قد يحدث تصلب الظهر مما يؤدي إلى صعوبة التحرك وانخفاض نطاق حركة الظهر
- اتخاذ وضعيات معينة: قد ينحني المريض للأمام أثناء الوقوف في حالة شعوره بالراحة
- تشنج عضلات الظهر: تحدث غالباً في حالات الألم الناجم عن الإجهاد مما يصعب من حركة المريض ويفاقم الألم
- الخدر أو النمل: تحدث في حالات انضغاط الأعصاب نتيجة الانزلاق الغضروفي وتضيق العمود الفقري
- فقدان الوزن ومشاكل في المثانة والأمعاء
تشخيص ألم أسفل الظهر
يبدأ استقصاء أسباب ألم الظهر عادة بمعرفة القصة السريرية للمريض والتي تتضمن زمن بدء الألم وكيفية بدايته واستمراره، إضافة إلى إجراء فحص بدني شامل لتحديد مكان الألم وتقييم نطاق حركة المريض.
قد يطلب الطبيب وسائل استقصائية أخرى مثل الصورة البسيطة (تقييم الكسور) والتصوير بالرنين المغناطيسي (تحديد أذية العضلات والأوتار) والتصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan).
يمكن إجراء تخطيط كهربائية العضلات (EMG) لاختبار الأعصاب والعضلات والتحقق من حالات الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، وقد يجرى أيضاً اختبارات الدم والبول لكشف الحالات الالتهابية.
علاج ألم أسفل الظهر
يعتمد علاج آلام أسفل الظهر المناسب لك على شدة الأعراض وسبب الآلام، وعادة ما يتم علاج آلام الظهر في المنزل من خلال الراحة لبضعة أيام وتناول مسكنات الألم، ويمكن بعدها العودة إلى الأنشطة الاعتيادية.
يتضمن علاج ألم أسفل الظهر فوق المؤخرة كلاً من العلاج المنزلي، الدوائي، الطبيعي، والجراحي.
العلاج المنزلي
تعتبر وسائل علاج ألم الظهر من الأسفل المنزلية مفيدة جداً وخاصة في الأيام الأولى للأم، وتشمل:
- الراحة: حيث يمكن الاستلقاء على الظهر في حالة كان الوضع مريح مع وضع وسادة أسفل الفخذ، وعلى الجانب عند الانزعاج مع وضع وسادة بين الساقين
- الكمادات الساخنة والباردة: تساعد على تخفيف الألم والالتهاب وتحسين التروية الدموية
- تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية (OTC)، مثل إيبوبروفين (NSAIDs) والأسيتامينوفين
- أخذ حمام دافئ: يساعد على ارتخاء عضلات الظهر المتشنجة وتخفيف الألم
- التدليك بواسطة اليد أو أسطوانة التدليك
العلاج الدوائي
تتضمن خيارات علاج ألم الظهر الدوائي ما يلي:
- مرخيات العضلات مثل سيكلوبنزابرين وميتاكسالون وتيزانيدين
- حقن الستيروئيدات القشرية (الكورتيزون) لتقليل الالتهاب والألم
- مضادات الاكتئاب مثل أميتريبتيلين
العلاج الطبيعي (PT)
يعمل العلاج الطبيعي على تقوية العضلات حتى تتمكن من دعم العمود الفقري، بالإضافة على تحسين المرونة وتجنب تكرار الإصابة، يتضمن العلاج الطبيعي كلاً من تمارين لآلام أسفل الظهر والعلاج بالإبر.
تمدد الركبة إلى الصدر
- استلقِ على ظهرك مع وضع ساقيك بشكل مسطح على الأرض
- اثنِ ساقك اليمنى، وأمسك ركبتك واسحبها إلى جسمك، مع إبقاء ساقك اليسرى ممتدة
- قم بإطالة عمودك الفقري أثناء تثبيت ركبتك، وتجنب رفع الوركين
- استمر لمدة دقيقة واحدة ثم كرر التمرين على الساق اليسرى
تمرين الجسور
- استلقِ على ظهرك وقم بمد ذراعيك بجانبك
- ارفعي وركيك عن الأرض، مع إبقاء جسمك من الرأس إلى الركبتين في خط مستقيم
- استمر لمدة 10 ثوانٍ ثم كرر التمرين
العلاج الجراحي
بعض الحالات قد تتطلب اللجوء إلى العلاج الجراحي، حيث يوجد عدة أنواع من العمليات الجراحية لتدبير الآلام أسفل الظهر، وتتضمن:
- استئصال القرص الفقري Discectomy في حالات انتفاخه وضغطه على النخاع الشوكي والأعصاب
- بضع الثقبة Foraminotomy: يتم توسيع الثقبة التي يخرج منها العصب في حالات تضيقها وضغطها عليه
- استئصال النواة Nucleoplasty: يقوم الجراح بإدخال جهاز يشبه العصا من خلال إبرة إلى القرص لإزالة مادة القرص الداخلية (نواة القرص)
- دمج العمود الفقري Spinal fusion: يقوم الجراح بإزالة الأقراص الموجودة بين فقرتين أو أكثر. ثم يقوم بدمج الفقرات بواسطة طعم عظمي أو براغي معدنية خاصة. هذه العملية تجعل العمود الفقري أقوى وتقلل من الحركة المؤلمة
- استئصال الصفيحة الفقرية Spinal laminectomy: يقوم الجراح بتوسيع القناة الفقرية عن طريق إزالة الصفيحة مما يخفف الضغط على الحبل الشوكي والأعصاب
الوقاية من ألم أسفل الظهر
على الرغم أنه لا يمكن الوقاية من ألم أسفل الظهر بشكل كامل، لكن يوجد عدة طرق قد تساعد على تقليل احتمالية الإصابة وتخفيف شدة الأعراض، وتتضمن:
- تمرين عضلات البطن والظهر
- فقدان الوزن في حالات البدانة
- رفع الأشياء بشكل صحيح
- النوم على سطح ثابت
- الجلوس على الكراسي الداعمة التي يتم ضبطها على الارتفاع الصحيح
- تجنب الأحذية ذات الكعب العالي
- إيقاف التدخين
ألم أسفل الظهر هو حالة شائعة نحدث غالباً نتيجة إجهاد الظهر (حمل أشياء ثقيلة) مما يؤدي إلى الشعور بألم أسفل الظهر وانزعاج قد ينتشر إلى الساقين مما يسبب صعوبة المشي والنوم، غالباً ما يتحسن الألم بالراحة والعلاج الطبيعي والأدوية، مع ضرورة التقليل من خطر الإصابة من خلال الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
يحدث ألم أسفل الظهر عند النساء لأسباب عديدة بعضها شائع عند الجنسين مثل إجهاد الظهر والكسور والإصابات، وبعضها الآخر يصيب النساء فقط مثل آلام الدورة الشهرية والبطانة الرحمية الهاجرة، والأورام الليفية في الرحم، وآلام الظهر المرتبطة بالحمل، وكيسات المبيض، والعضال الغدي.
يمكن اعتبار آلام أسفل الظهر خطيرة إذا استمر الألم لمدة أربعة أسابيع أو أكثر، وفي حالة تفاقمه مع مرور الوقت، وعند ترافقه بأعراض أخرى، مثل الحمى، فقدان الوزن، فقدان الوظيفة أو ضعف في الأطراف، مشاكل في المثانة والأمعاء.
يمكن أن يدل وجع أسفل الظهر على إجهاد بنى الظهر (العضلات والأربطة) نتيجة حمل الأشياء الثقيلة، والكسور وأذية الفقرات والأقراص (انزلاق الفقرات-القرص المنفتق) والتهاب العصب الوركي (عرق النسا)، تضيق العمود الفقري والتهاب المفاصل، كما قد يحدث عند النساء الحوامل.
يمكن أن يسبب نقص فيتامين د ألماً في أسفل الظهر.
يمكن أن يسبب الطقس البارد ألم في أسفل الظهر لأنه يؤدي إلى شد العضلات والأربطة.
تعتبر مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أفضل دواء لعلاج آلام أسفل الظهر، يمكن شراؤها دون وصفة طبية (أو بجرعات أعلى لكن عن طريق وصفة طبية) وتشمل إيبوبروفين ونابروكسين.