متلازمة الألم الرضفي الفخذي واحدة من أكثر أسباب آلام الركبة شيوعاً والتي من المهم البدء الباكر في علاجها قبل أن يتفاقم الألم بمرور الوقت ويؤثر على نوعية الحياة.
تتعلق متلازمة الألم الرضفي الفخذي بالطريقة التي تتحرك بها الركبة وبالأخص الرضفة على أخدود عظم الفخذ، هذه الحالة المؤلمة شائعة بين الرياضيين الذين يشاركون بالأنشطة التي تتطلب ثني الركبة مثل الجري السريع، القفز وركوب الدراجات ومع ذلك تصيب أيضًا الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، تابع معنا في هذه المقالة لتتعرف على مسببات متلازمة الألم الفخذي الرضفي وأهم الأعراض المرتبطة بها وطرق العلاج المختلفة.
ما هي متلازمة الألم الرضفي الفخذي؟
تصف متلازمة الألم الرضفي الفخذي patellofemoral pain syndrome والمعروفة أيضًا باسم ركبة العداء Runner’s knee الألم المعتدل إلي الشديد حول الرضفة أو في مقدمة الركبة.
تحدث متلازمة الألم الرضفي الفخذي عند تخريش أو تهيج الأعصاب في الأنسجة الرخوة والعظام حول الرضفة، تضم هذه الأنسجة الأوتار، الوسادة الدهنية أسفل الرضفة والنسيج الزليلي الذي يبطن مفصل الركبة.
يحدث في بعض حالات آلام الفخذ الرضفي تلين لغضروف الرضفة (الصابونة)، وهو عبارة عن انهيار الغضروف المفصلي على جانب الرضفة السفلي الخالي من أي عصب، وبالتالي فإن تلف الغضروف نفسه لا يتسبب بالألم مباشرةً بل هو نتيجة لالتهاب الغشاء الزليلي بعد الإصابة.
تشريح مفصل الركبة
من الضروري معرفة تشريح مبسط لمفصل الركبة لفهم متلازمة الألم الرضفي الفخذي، والذي يعد من أكبر مفاصل الجسم وأكثرها تعقيداً، حيث يتكون من الطرف السفلي لعظم الفخذ والنهاية العلوية لعظم الظنبوب والرضفة.
كما تعمل الأربطة الأربعة الرئيسية للركبة وأوتارها على تثبيت العظام معاً وربطها بالعضلات، حيث يربط وتر العضلة رباعية الرؤوس الفخذية عضلات الناحية الأمامية من الفخذ بالرضفة، ويمتد الوتر الرضفي من الرضفة إلى الظنبوب.
العديد من الهياكل في مفصل الركبة تجعل الحركة أسهل، حيث تستقر الرضفة في أخدود في الجزء السفلي الأمامي لعظم الفخذ، عند ثني الركبة أو مدها تتحرك ذهاباً وإياباً داخل هذا الأخدود، كما يساهم الغشاء الزليلي في الحركة والغضروف المفصلي في انزلاق العظام دون احتكاك.
عوامل خطر الإصابة بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي
تشمل مجموعة العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة الأشخاص بمتلازمة الألم الرضفي أو ركبة العدائين يلي:
- العمر: المراهقون والشباب هم الأكثر عرضة للإصابة بها على الرغم من أنها قد تؤثر أيضاً على كبار السن.
- الجنس: تشكل النساء النسبة الأغلب من المرضى بمتلازمة الألم الفخذي الرضفي نتيجة زيادة خطر خلل التوازن العضلي والزاوية الأوسع لحوض الأنثى.
- الأنشطة عالية التأثير: يسبب الانخراط بنشاطات ذات شدة عالية أو متضمنة حمل أثقال إلى إجهاد متكرر للمفاصل وخاصة مفصل الركبة.
- القدم المسطحة: يعاني الأشخاص ذوو الأقدام المسطحة من ضغط إضافي على الركبة مما يزيد فرص الإصابة بالمتلازمة.
- طبيعة العمل: لوحظ أن المهن اليدوية تعرض صاحبها للإصابة بمتلازمة آلام الفخذ الرضفي.
أسباب متلازمة الألم الرضفي الفخذي
السبب الدقيق حول ألم المفصل الرضفي الفخذي غير معروف تماماً، ولكن يرجح تطور المتلازمة لمجموعة من الأسباب التالية:
- مشاكل في محاذاة رضفة الركبة: إذ يتم دفع الرضفة إلى جانب واحد من الأخدود الفخذي عند ثني الركبة، وبسبب هذا الشذوذ يزداد الضغط على المنطقة الخلفية من الرضفة وتتهيج الأنسجة الرخوة.
- الإفراط في استخدام الركبة: تزيد الأنشطة كالجري والقفز أو الحركة المتكررة كالقرفصاء من إجهاد مفصل الركبة.
- اختلال التوازن العضلي: إذ تفشل العضلات الضعيفة الموجودة حول الورك أو الركبة في الحفاظ على محاذاة مفاصل الجسم بشكل صحيح بما في ذلك الرضفة.
- الصدمة: قد تؤدي الإصابات أو العمل الجراحي على الركبتين إلى الإصابة بالالم الفخذي الرضفي.
أعراض متلازمة الألم الرضفي الفخذي
العرض المميز لمتلازمة الألم الرضفي الفخذي هو الشعور بألم الركبة الباهت الذي يبدأ عادةً تدريجياً ويرتبط بالنشاط الحركي مثل الجري أو القفز أو الجلوس لفترات طويلة، قد يكون موجوداً في إحدى الركبتين أو كليهما.
تتضمن أعراض متلازمة الألم الرضفي الفخذي الشائعة الأخرى:
- تورم خفيف
- الإحساس بطقطقة أو صرير عند ثني أو تمديد الساق
- انخفاض قوة عضلات الفخذ في حال ترك المتلازمة دون معالجة
تشخيص متلازمة الألم الرضفي الفخذي
يقوم الطبيب عادة بتشخيص المتلازمة عن طريق الفحص البدني الشامل بعد أخذ التاريخ الطبي للمريض والسؤال عن الأنشطة التي تحرض آلام الركبة وأيضاً عن طبيعة وشدة الألم (خفيف إلى حاد) وبدايته (مفاجئة أم تدريجية).
لتحديد موقع الألم بدقة يقوم الطبيب بالضغط برفق على مقدمة الركبتين وقد يطلب من المرض القيام بتمارين القرفصاء أو القفز لاختبار حركية الركبة.
في معظم الحالات، يجرى التصوير بالأشعة السينية للكشف عن الأضرار التي لحقت بالعظام حول الركبة.
كما يوفر الرنين المغناطيسي صوراً واضحة للأنسجة الرخوة مثل الأوتار والأربطة والعضلات.
علاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي
تسبب متلازمة ألم رضفة الفخذ أو رُكبة العداء أعراضاً تتراوح من خفيفة إلى مؤلمة ومنه تتنوع الخيارات العلاجية تبعاً لشدة الألم وعمر المريض وطبيعة نشاطه وعمله إلى طرق محافظة تساعد في العلاج في أغلب الأحيان والعلاج الجراحي الذي يلجأ إليه الطبيب في الحالات الشديدة.
التدابير المحافظة والرعاية الذاتية
الراحة
نظراً لأن متلازمة ألم المفصل الرضفي الفخذي غالباً ما تنتج عن كثرة الاستعمال والنشاط الزائد، فإن إراحة المفصل ورفع الركب للأعلى يمكن أن تساعد في تخفيف ألم الركبة البسيط.
كمادات الثلج
يمكن الاستعانة بكمادات الجليد ووضعها لمدة 20 دقيقة أثناء الاستراحة لتقليل الألم الحاصل، ويفضل تجنب وضع الثلج على الجلد مباشرةً.
دعامة الركبة
استخدام ضمادة مرنة قابلة للسحب ولفها حول الركبة مع ترك فتحة في منطقة الرضفة يساعد في دعم واستقرار المفصل ومنع التورم.
الأدوية
قد تساعد بعض المستحضرات الدوائية في تقليل التورم وتسكين الألم يمكن اعتبار مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين أفضل مسكن لالتهاب المفاصل.
العلاج الفيزيائي
يمكن لممارسة تمارين محددة تحت إشراف مختص أن تسهم بشكل فعال في علاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي، ومن المهم التركيز على تقوية عضلات الفخذ وشدها لأنها من أهم عوامل التثبيت للرضفة، ينصح أيضًا بتمارين تقوية عضلات البطن وأسفل الظهر.
أجهزة تقويم العظم
تساعد حشوات الأحذية المصممة خصيصاً للمريض في تصحيح محاذاة واستقرار الكاحل والقدم، مما يقلل الضغط الواقع أسفل الساقين وتصحيح المحاذاة.
علاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي جراحياً
يلجأ الجراح للعلاج الجراحي لمتلازمة الألم الرضفي في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للتدابير العلاجية السابقة.
تشتمل أنوع الجراحات المستخدمة في العلاج ما يلي:
تنظير مفصل الركبة
يتضمن هذا الإجراء طفيف التوغل إزالة الجراح الغضروف التالف وتحرير الأوتار وسحب الرضفة للسماح لها بالتحرك في الأخدود الفخذي بشكل صحيح بواسطة أنبوب رفيع يحتوي على كاميرا وضوء.
نقل الحديبة الظنبوبية
وفيها يتم إعادة تنظيم الرضفة، سيقوم الدكتور بتحريك حديبة الظنبوب (البروز الظنبوبي) وكذلك الوتر الرضفي نحو الجانب الداخلي للركبة لتحسين محاذاة الرضفة (صابونة الركبة).
التنضير
في بعض الحالات النادرة يمكن أن تسهم عملية استئصال الغضروف المفصلي التالف من سطح الرضفة إلى تخفيف ألم الركبة.
الوقاية من متلازمة الألم الفخذي الرضفي
يمكن تجنب متلازمة الألم الفخذي الرضفي عن طريق تعديل مستوى النشاط أو روتين التمرين الرياضي، تتضمن الإجراءات المساعدة الأخرى الأكثر شيوعًا ما يلي:
- الحفاظ على وزن صحي
- ارتداء أحذية مناسبة للنشاط الرياضي واستخدام معدات حماية لتجنب إصابات الركبة
- البدء بالتمدد و الإحماء قبل ممارسة الرياضة وعدم البدء بالتمارين عالية الشدة فجأة
- زيادة شدة التدريب تدريجياً
- تجنب الأنشطة التي سببت أذية للركبة سابقاً
من الضروري عدم إهمال ألم الركبة والمسارعة في طلب مشورة طبية وأخذ التدبير المناسب فور ملاحظة وجود أعراض المتلازمة سواء آلام أم التهاب، حيث يتعافى معظم الأشخاص من متلازمة الألم الرضفي الفخذي سواء بالعلاج المنزلي من تمارين ومسكنات الألم، وفي الحالات المعندة عن طريق الجراحة مع ضرورة العلاج الطبيعي بعده لاستعادة حركية المفاصل بشكل كامل.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
لا ينصح الأطباء بحقن الستيروئيديات لعلاج متلازمة الألم الرضفي الفخذي إذ يمكن أن يضعف الوتر ويعرضه للإصابة وبالتالي أذية الركبة.
قد يستغرق التعافي من متلازمة الالم الرضفي الفخذي pfps مدة طويلة عادةً، إذ يتراوح الوقت بين 5 – 7 أسابيع على الأقل مع مراعاة استئناف الأنشطة الرياضية والتدريبات تدريجياً وبحذر.
إذا استمرت آلام الفخذ الرضفي دون علاج ستزداد آلام الركبة سوءاً بمرور الوقت مسببة أذية لمفصل الركبة.
متلازمة الألم الرضفي الفخذي أو ركبة العداء عبارة عن إصابة مفرطة تسبب آلام أو التهاب في مقدمة الركبة.
