كسر صابونة الركبة هو إصابة عظمة الرضفة المتوضعة أمام مفصل الركبة، وهو من الكسور التي يجب التعامل معها بسرعة وحذر لما له من تأثيرات على نمط حياة الإنسان.
مفصل الركبة هو أحد أكبر مفاصل الجسم، يربط بين عظام: عظمة الفخذ Femur من الأعلى مع الساق المكونة من عظمي الظنبوب Tibia والشظية Fibula من الأسفل، وعظمة الرضفة patella (الصابونة) المتوضعة في الجزء الأمامي، تُغطى أسطح العظام في منطقة مفصل الركبة بغضاريف تؤمن سهولة حركة الركبة، بالإضافة لوجود الغضاريف الهلالية التي تساعد على امتصاص الصدمات.
ما هو كسر صابونة الركبة؟
الكسر fracture هو انفصال تام أو جزئي للنسيج العظمي أو انقطاع لاستمرارية العظم لأسباب عدة أشيعها السبب الرضي، تشمل كسور الركبة كسر عظمة الفخذ، أو كسر إحدى عظام الساق، أو كسر الصابونة patella fracture، وهو أشيع الكسور التي تصيب الركبة، حيث يحدث كسر في عظمة رأس الركبة المسطحة (صابونه الركبه) المتوضعة في الجزء الأمامي للمفصل والتي تؤمن الحماية للمفصل في حال حدوث ضربات مباشرة عليه.
أنواع كسور صابونة الركبة
يحدث كسر الرضفة بعدة طرق، وحسب شدة الأذية يمكن أن يتراوح من شِعر أو شرخ بسيط إلى كسر يمزق ويفتت العظم. تتضمن أنواع كسور الصابونة:
- كسر مستقر (غير متبدل) Stable: أجزاء العظام المكسورة تبقى في مكانها الطبيعي، يلاحظ مجرد شعر في الركبة.
- كسر متبدل Displaced: أجزاء العظم المكسور تنزاح ويتبدل مكانها الأصلي (انحراف العظم المكسور)، فلا تبقى مترابطة مع بعضها كما كانت.
- كسر مستعرض Transverse: تنقسم الرضفة إلى قسمين (شرخ عرضي في الصابونة).
الصورتين على الجانب الأيمن توضح كسر صابونة الركبة المعترض – الصورتين على الجانب الأيسر توضح كسر صابونة الركبة المائل (المستقر) - كسر مفتوح Open: تعرُض النسيج العظمي للوسط الخارجي، مع أذية جلدية وأذية الأربطة والأوتار والعضلات.
- كسر مفتت Comminuted: تتفتت فيه الصابونة لقطع عظمية صغيرة عديدة.
كسر صابونة الركبة المفتت
أسباب كسر صابونة الركبة
عادةً ما يحدث كسر الركبة مباشرة نتيجة الرضوض القوية عليها أو بسبب السقوط من ارتفاع عالي (كالسقوط من السلم) أو الإصابة بحادث مروري، وفي حالات نادرة يمكن أن تسبب تقلصات عضلات الفخذ المفاجئة كسوراً في الرضفة (القفز من ارتفاع عالي وارتطام الكعب بالأرض يؤدي إلى انقباض قوي في عضلات الفخذ الأمامية).
عوامل خطر الإصابة بكسر في صابونة الركبة
وُجد أن أكثر المصابين بكسر صابونه الركبه لديهم واحدة أو أكثر من العوامل التالية:
- العمر المتقدم؛ تحدث أذيات الركبة والمفاصل وتآكلات الغضاريف بكثرة عند المعمرين والمتقدمين في السن
- مرضى هشاشة العظام؛ خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث
- إصابات سابقة بالركبة
- سوء التغذية نتيجة الاعتماد على مدخول غذائي منخفض الكالسيوم وفيتامين د
- المرضى المصابين بسوء الامتصاص
- التدخين والكحول
- الوزن الزائد وعدم ممارسة التمارين الرياضة قد تؤدي لضعف العظام والعضلات
- القيام بالأنشطة الرياضية العنيفة، إضافة للإجهاد الزائد على عضلات الساق والفخذ (عدائي الماراثون)
ليس بالضرورة أن تؤدي عوامل الخطر السابقة إلى إصابة حتمية، بل قد تزيد من احتمالية الإصابة وتضعف مقاومة المفصل للضربات والأذيات التي يتعرض لها.
أعراض كسر صابونة الركبة
قد تختلف الأعراض من شخص لآخر (العمر والجنس) وحسب شدة الأذية الحاصلة، لكنها غالباً ما تشمل:
- الألم الشديد بالركبة
- كدمات بالمنطقة المصابة
- عدم القدرة على المشي والتحرك؛ بحيث يصبح من الصعب أداء المهام اليومية الهامة
- صعوبة تحريك مفصل الركبة وتيبس الركبة
- تثبيت الركبة بوضعية العطف (الثني) وعدم مقدرة المصاب على بسطها (فرد الساق) في حال إصابة الأوتار الباسطة
- تدمي في مفصل الركبة
- سماع صوت الطقطقة أثناء تحريك المفصل
- في بعض حالات الكسور قد يستطيع الطفل المشي بعد التعرض للرض، لذلك من الصعب على الأهل معرفة إصابة طفلهم بكسر
في حال ظهور هذه الاعراض بعد التعرض لحادث أو لضربة على الركبة، يُفضل التوجه لأقرب طبيب أو مركز رعاية صحية لتلقي العلاجات واستخدام التدبير المناسب.
مضاعفات كسر صابونة الركبة
تتضمن المضاعفات ظهور تغيرات مرضية جديدة في أنحاء الجسم بعيداً عن صابونة الركبة نذكر بعضاً من مضاعفات كسر الصابونة:
- التهاب العظم والنقي؛ في الكسر المفتوح يتعرض العظم لجراثيم تؤدي للإصابة بالعدوى
- قد تحدث أذية للأوعية الدموية والأعصاب من شظايا الصابونة المتفتتة
- عجز في العضلات القريبة من عظمة الصابونة المكسورة أو القريبة من الفخذ (حالات نادرة)
تشخيص كسر صابونة الركبة
دائماً ما يتم تشخيص الكسر من قبل الطبيب، في البداية يتم أخذ القصة السريرية Medical History بعد حوادث المرور أو السقوط، يقوم أخصائيو الجراحة العظمية بالفحص الطبي السريري لكافة عظام الجسم وسؤال المصاب عن تفاصيل الحادث وعن وجود ألم في باقي أنحاء جسمه للتأكد من سلامة باقي عظامه من وجود كسور أو خلع، وقد يستطيع الفاحص جس القطع العظمية المفتتة من صابونة الركبة عبر الجلد.
بعد ذلك يُطلب التصوير الشعاعي لتأكيد التشخيص على حسب كل حالة:
- التصوير بالأشعة السينية X-Ray: تظهر الأشعة السينية مدى كثافة العظم ومدى التغيرات التنكسية في الركبة، كما يمكن أن تظهر هذه الصورة عظم الفخذ (فوق الركبة) إضافةً إلى عظمي الشظية والظنبوب (تحت الركبة) وعظمة صابونه الركبة، ويتم فيها تحديد نوع الشرخ الحاصل، يمكن أخذ صورة بالوضع الأمامي أو الجانبي (طرفية)، في بعض الأحيان يطلب الأطباء صورة للركبة الأخرى للمقارنة بين الركبتين.
- الطبقي المحوري CT: يعطي هذا التصوير صوراً داخلية للركبه أكثر دقة وتفصيلاً من صور الاشعة السينية، مما يمنح الأطباء ما يحتاجون لوضع التشخيص الدقيق والنهائي، وتحديد نوع الكسر الحاصل في صابونة الركبة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI: الأكثر دقة، والأعلى تكلفة، يساعد على اكتشاف إصابة الغضاريف والأربطة وتمزق الغضروف الهلالي الذي لا يظهر بصورة الاشعة السينية.
علاج كسر صابونة الركبة
يعتمد علاج كسر الركبة على نوعية الكسر، كما يعتمد على العمر والحالة الصحية العامة ويتضمن:
العلاج المحافظ (دون اللجوء إلى جراحة)
ينصح الأطباء بوضع جبيرة في شروخ صابونة الركبه الطولية والمستقرة (وفي بعض حالات الكسور المتبدلة) لتثبيت حركة مفصل الركبة مما يؤدي لتسريع عملية التئام الكسر، كما تعمل جبيرة الركبة على شد الركبة وحمايتها وتجنب حصول الألم نتيجة الحركة.
العلاج الجراحي
قد يتطلب كسر الصابونة إلى إجراء عملية جراحية لصابونة الركبة في الحالات التالية:
- الشرخ المستعرض (الصابونة تنقسم إلى قسمين) تحتاج إلى جراحة باستخدام مجموعة من الأسلاك والبراغي لإعادة تثبيت وتوصيل العظام.
- في حال شرخ (جرح) جزء صغير من الصابونة؛ حيث يتم استئصال الجزء المذكور من الرضفة.
- الكسر المفتت (كسر صابونة الركبة في عدة أماكن)؛ إذ يتم استئصال وإزالة الصابونة بالكامل.
- الكسور المتبدلة؛ تُجرى عملية جراحية (تثبيت بالبراغي).
إعادة التأهيل الفيزيائي وفترة التعافي
يمكن أن يحدث تيبس في عضلات الأرجل نتيجة منع أطباء الجراحة العظمية المريض من المشي لمدة تصل إلى أيام أو أشهر، لذلك من المهم جداً المتابعة مع أطباء إعادة التأهيل الفيزيائي من أجل القيام بتمارين معينة من أجل تقوية عضلات الأرجل واستعادة الحركة الطبيعية.
يمكن تخفيف الألم وتسريع شفاء جرح الركبه عبر:
- استعمال العكازة أو الكرسي المتحرك لضمان سهولة التنقل من مكان لأخر.
- الراحة تؤدي دوراً مهماً في تسريع عملية التئام كسر صابونة الركبة.
- استخدام الدواء المسكن للألم (على سبيل المثال الباراسيتامول) من أجل السيطرة وتخفيف الألم الحاد.
ختاماً تمثل كسور صابونة الركبة 1% من كسور الجسم، وإن أشيع مسبباتها الحوادث لذا تكثر عند الرجال مقارنة بالنساء، تُشخص في المشفى عن طريق الأطباء، وبعد إجراء التصوير ومعرفة نوع الكسر توضع خطة للعلاج يحددها الأطباء، ثم يتولى أطباء إعادة التأهيل الفيزيائي معالجة المريض في فترة التعافي.
المصادر:
الأسئلة الشائعة
في الحوادث المنزلية البسيطة قد يحدث ورم واحمرار في المنطقة أو الجزء المصاب، توضع كمادات ماء باردة مع أهمية تثبيت الركبة وعدم المشي، بعد فترة قصيرة إذا استطاع المصاب الوقوف ومن ثم المشي بدون صعوبة أو ألم فلا يوجد كسر، غير ذلك يجب التوجه لأقرب مشفى لتلقي العلاج المناسب.
كسر الركبة من الإصابات الخطيرة التي تتطلب عناية طبية إسعافية، يُنصح بطلب المساعدة وتجنب تحريك مفصل الركبة أو الوقوف عليها لعدم وضع وزن ثقيل عليها.
نمط الكسر يحدد العلاج الجراحي اللازم، في الكسور المفتتة يكون العلاج الجراحي فيها بإزالة الصابونة (الرضفة) بالكامل، تستغرق هذه العملية مدة ساعة إلى ساعتين.
المدة المستغرقة لشفاء الكسر يعتمد على العمر والحالة الصحية للمصاب كما يعتمد على نوع كسر الركبه وشدته، تتراوح المدة وسطياً في حال التزام المريض بتوصيات الأطباء من 3 إلى 6 أشهر، ويمكن أن تطول في الأذيات الشديدة.
